ماذا لو أحبت فيروز العرعور أو عبدالعزيز آل الشيخ؟
كشفت الهجمة التي تتعرض لها الفنانة اللبنانية فيروز، بعد تصريحات ادلى بها نجلها زياد الرحباني وقال فيها ان والدته تحب الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن كثيرا، عن وجود حالة من الارهاب الفكري يعيشه لبنان، وهي حالة لم يألفها هذا البلد حتى في احلك مراحل تاريخة الثقافي والاجتماعي والسياسي.
عندما تُشن هذه الحملة بهذا الشكل الارهابي الفج على قمة شامخة من قمم الفن الملتزم والاصيل في لبنان والبلدان العربية الاخرى مثل فيروز ، لمجرد انها تجرأت !! حتى بشكل غير مباشر، واعلنت عن اعجابها باعظم شخصية عرفها لبنان في تاريخه المعاصر هو السيد حسن نصرالله، مذل “اسرائيل” واذنابها في لبنان والمنطقة، يمكن تلمس الوضع الخطير الذي تدفع قوى الارهاب الفكري، لبنان اليه.
هنا قد يقول قائل ان فيروز وما تملكة من شعبية طاغية بين اللبنانيين والعرب، ما كان لها ان تعلن حتى ولو بشكل غير مباشر، موقفها في قضية خلافية كقضية حزب الله، وهي بالضبط ما اثارت حفيظة المعسكر الذي يناصب السيد نصرالله العداء ، وليس التعبير عن الراي بحد ذاته.
هذا عذر اقبح من ذنب، فمتى يمكن ان تتعرف الشعوب على رموزها الوطنية وفنانيها الملتزمين، اليس في زمن الفتن والاضطرابات والازمات والشدائد؟ اليس الوطني والفنان الملتزم بما يملك من احساس مرهف وبصيرة نافذة تجعلاه اكثر استشعارا للمخاطر التي تهدد مجتمعه، وبالتالي يتحول الى منار لهدي ابناء وطنه؟
لماذا لم يتناول الاخرون ما تناولته فيروز في مسيرتها الفنية الطويلة؟ لماذا غنت للقدس والعودة والوحدة والمقاومة والعنفوان والامل ، بينما غنى غيرها للتسوية والاستسلام والانبطاح وللتطبيع مع “اسرائيل”؟
اليس سببه موقفها الوطني واحساسها بالمسؤولية اتجاه قضايا الامة المصيرية؟، ترى ماهو ذنب فيروز اذا كان البعض يبغض نصرالله ويحب “اسرائيل”؟، ما ذنبها اذا كان البعض ينبذ المقاومة، بذرائع شتى، ويحب الانبطاح والاستسلام؟.
ماذنبها ، عندما يروج البعض للتكفير والطائفية ويدفعون بلبنان الى الجحيم من اجل ان ترضى عنهم السعودية و”اسرائيل”؟ ، اصلا لماذا احب كل وطني وشريف في لبنان وفي باقي الدول العربية فيروز؟، اليس لخصالها التي يفتقدها الاخرون؟، ثم منذ متى كان حزب الله والسيد حسن نصرالله قضية خلافية؟.
وهل تختلف الشعوب على رموز وطنها وعناوين عزتها؟ من اكثر من السيد نصرالله عنوانا لعزة وكرامة لبنان والعرب والمسلمين والاحرار في كل مكان؟ وهل صنعت رموز الشعوب الاخرى معشار ما صنع سماحة السيد نصرالله ، حتى اقيمت لهم التماثيل واطلقت اسماؤهم على المدن والشوارع ودخلوا تاريخ شعوبهم من اوسع ابوابه؟ هل يختلف وطنيان على ان “اسرائيل” عدو وحزب مقاومة ورمز عزة؟
نعم هناك من لا يرى “اسرائيل” عدوا ، بل صديق وحتى حليف في داخل لبنان، ولايرى في حزب الله الا شرا مستطيرا يجب التخلص منه، والسبب لان السعودية تريد ذلك، وقد بان ما كان مستورا وبشكل فاضح، الود الذي كان قائما منذ امد بين السعودية و”اسرائيل” ، ويمكن للقارىء الكريم ان يراجع تصريحات امراء هذه العائلة ، خلال الايام القليلة الماضية فقط ، من امثال تركي وبندر والوليد بن طلال وباقي الامراء ليعرف من العدو والصديق للسعودية ، وبالتالي من الاصدقاء السعودية في لبنان.
اخيرا من حقنا ان نتساءل هل كان عملاء السعودية و”اسرائيل” سينبسون ببنت شفه، او يقيمون الدنيا ولا يقعدوها، كما يفعلون الان، لو كانت فيروز (والعياذ بالله)، أحبت العرعور او عبد العزيز آل الشيخ!!.
موقع قناة العالم – منيب السائح