ماذا قيل في الجلسة العشرين للحوار بين حزب الله و’المستقبل’؟
لم يتأخّر وزير الداخلية نهاد المشنوق عن الحضور في الموعد المحدد عند السادسة من مساء الثلاثاء. “متل الشاطر” قادته سيارته الى مقر عين التينة للمشاركة في جلسة الحوار الثنائية مع حزب الله بعد أيام من “الغنج” . دوّن إسمه في سجّل الحاضرين وهو الذي رفع بطاقته الصفراء في وجه محاوره على الطاولة منذ أكثر من أسبوع. الخطاب “الطاووسي” الذي ألقاه في ذكرى اللواء وسام الحسن والتهديد والوعيد الذي أطلقه بالإنسحاب من الحوار تبخّر. لم يبق الرجل عند كلامه، عاد الى الحوار دون أن يتغّير شيء. لا يزال حزب الله بنظره يغطّي المطلوبين في البقاع. ولا يزال أيضاً بنظر رئيس حزب “المشنوق” سعد الحريري حزباً إيرانياً يتلّقى أوامره من الولي الفقيه. وهو ما لا تفهمه مصادر سياسية مطلّعة تنتقد الإزدواجية في سياسة “المستقبل” حيال العديد من الملفات على رأسها الحوار. في السر، يبدو هذا التيار كالحمل الوديع. وفي العلن، يصطاد بالماء العكر ويحاول إيهام جمهوره أنّ ذهابه الى الحوار رغماً عنه.
النبرة العالية التي تحدّث المشنوق بها على المنبر لم يستخدمها على الطاولة وجهاً لوجه مع محاوره. حاول “المستقبلي” ترطيب الأجواء قدر الإمكان. سادت الصراحة المُطلقة الجلسة التي استمرّت لأكثر من ثلاث ساعات. العتاب كان سيّد الموقف. وفق مصادر مطلّعة على أجواء الجلسة العشرين بادر وفد حزب الله الى مساءلة الوفد المستقبلي عن الإزداوجية في المواقف. قال أحدهم ” مؤسف أن تُقلب الحقائق ويُقال داخل الغرفة شيء وخارجها شيء مغاير. هذا يُسيء الى استمرارية الحوار”. ردّ وفد “المستقبل” “همُنا تطبيق الخطة الأمنية في البقاع. لنتساعد لإنجاحها”. أجاب حزب الله ” من يقف بطريقكم حتى تبدأوا بها، نحن لا نستطيع اعتقال الناس، هذه مهمة الدولة. سبق وقلنا لكم أننا مستعدون للتعاون في هذا الملف ضمن المقبول والمنطقي”. بصريح العبارة قال وفد الحزب للمشنوق ” أساساً لم تقوموا أنتم بأي خطة أمنية في البقاع، أين هي الخطة الأمنية التي تزعمون أننا لا نتعاون لإنجاحها؟”. فلم ينبُس المشنوق ببنت شفة.
لم يتوقّف الأمر عند هذا الحد. تابع وفد حزب الله اللوم موجها للجالسين في الطرف المقابل بضع تساؤلات واستفهامات حول الاتهامات نفسهاالتي يكيلونها إليه، ومما قيل “بعضكم يعتبر أن الضاحية الجنوبية لبيروت هي عاصمة حزب الله، ويحلو لكم نعتها بالكثير من الصفات كالمربعات والجزر الأمنية؛ فهل وقف حزب الله يوما بوجهكم محاولا ثنيكم عن أداء مهامكم الأمنية فيها؟”، فلم يستطع المشنوق إلا أن يجيب بالحقائق قائلا ” للأمانة لا، بل أنتم تسهلون لنا المهمات على الدوام”. وقد علمت “العهد” أنّ ” وفداً ثلاثياً يضم ركني الحوار برفقة الوزير علي حسن خليل سيتوجهون لزيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي في سياق تأكيد رغبة جميع الأطراف بتطبيق الخطة الأمنية في البقاع.
من العتاب والمكاشفة، انتقل الحاضرون الى مناقشة الملفات الداهمة. تطرّق وفد حزب الله الى الصيغة السياسية التي تمّ الإتفاق عليها الشهر الماضي والتي وافق عليها العماد ميشال عون بالتمديد للعميد شامل روكز سنة واحدة. قال وفد حزب الله ” أيعقل أن يُعرقل ميشال سليمان والوزير سمير مقبل هذه التسوية السياسية التي وافقت عليها مختلف القوى؟”، غامزاً من قناة أن يكون “المستقبل” شريكاً في العرقلة. وهنا عقّب الوزير علي حسن خليل على كلام وفد حزب الله مشيداً بالتنازلات الكثيرة التي قدّمها العماد عون لإنجاح تلك التسوية. كما تطرّق الحاضرون الى أزمة النفايات، فأكّد حزب الله التعاون الكامل في هذا الملف رافضاً الإتهامات التي سيقت بحق الثنائي الشيعي حول “عرقلة” من هنا أو هناك.