ماذا تعني كلمة “صهيوني” ؟
وكالة مهر للأنباء –
خليل رزق:
تطلق هذه الكلمة على كل من يؤمن بالإيديولوجية الصهيونية، سواء من خلال الإستيطان في فلسطين، أو من خلال دعم الإستيطان فيها.
والكلمة “صهيون” بالمعنى الديني تشير إلى جبل صهيون والقدس، بل إلى الأرض المقدسة، وكذلك تشير إلى اليهود كجماعة دينية. ويؤمن أتباع الفكرة الصهيونية في عقيدتهم أن الماشيح “المسيح” المخلص سيأتي في آخر الزمان ليقود شعبه إلى صهيون “الارض المقدسة” ويحكم العالم.
وليس من الضروري أن يكون الصهيوني يهوديا، فهناك الصهيوني المسيحي، وهناك الصهيوني اللاديني “العلماني”، كما أنه في المقابل ليس كل يهودي صهيونيا بالضرورة، ومثال على ذلك اليهودية الأورثوذكسية التي تحرم محاولة العودة الجماعية لليهود إلى فلسطين وتعتبرها هرطقة ومن قبيل “التعجيل بالنهاية”، وهذا ما يتناقض مع الفكر الصهيوني.
** تصنيف اليهود
– اليهود السفارديم:
مصطلح يشير إلى اليهود الذين عاشوا أصلا في اسبانيا والبرتغال، ثم انتشروا في بلدان العالم الإسلامي، وكانوا يشكلون 50% من اليهود وهم حاليا 10% وينظرون إلى اليهود الإشكناز (الغربيين) نظرة متدنية، ولذلك حرموا الزواج منهم، وظهر فيهم عدد كبير من الفلاسفة والمنظرين ورجالات الدين.
– اليهود الإشكناز:
هم اليهود الغربيون، وخصوصا ذوي الأصول الفرنسية والألمانية والبولندية، وقد هاجر الملايين منهم إلى الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية واستراليا، وتوجه بعضهم إلى آسيا وأفريقيا. وهم يشكلون نحو 90% من اليهود في العالم حاليا، ومعظم مشاهير اليهود في العالم الآن من اليهود الغربيين، والإستيطان الصهيوني في فلسطين إشكنازي في معظمه، ولكن الهجرات الجماعية اليهودية لليهود الشرقيين إلى فلسطين في منتصف القرن العشرين قلب التوازن بين الطرفين لصالح اليهود الشرقيين.
** المعتقدات والعادات اليهودية
– الرقص في الصلاة:
اكتسب الرقص في الصلاة مع ظهور إحدى الحركات اليهودية في القرن الثامن عشر، أهمية كبرى بالنسبة إلى الجماعات اليهودية في شرق أوروبا، وأصبح يشكل جزءا من حياتهم اليومية، فهو شكل من أشكال الصلاة والعبادة أمام الرب وأداة للوصول إلى حالة من النشوة الدينية والإلتصاق بالرب والتوحد به، فأصبح نوعا من االطقس الديني يصل من خلاله الراقص إلى حالة من النشوة والإبتهاج الديني، وهو يتم في شكل دائري، أو في حلقات.
ويبدأ الرقص بطيئا ثم يزداد إيقاعه تدريجيا إلى أن يصل إلى حالة النشوة وتصاحبه حركة التمايل وحركات الأيدي والأرجل والقفز في الهواء والتصفيق، وهكذا إلى أن صار الرقص عند اليهود مع الصلاة من الفروض المقدسة، وأن كل جزء من الجسد له إيقاعه الخاص، وهناك صلاة خاصة ابتدعوها يقومون بتلاوتها قبل الرقص مباشرة.
– القلنسوة أو القبعة:
لماذا يضع اليهود القلنسوة على رؤوسهم؟… هي قبعة صغيرة تسمى (الكيباه)، ويرتديها اليهود الصغار والكبار وفقا لما جاء في معتقداتهم التلمودية “قم بتغطية رأسك حتى لا يكون غضب السماء فوقك”، ويعتبر ارتداء القبعة من الفرائض المهمة أثناء الصلاة عند اليهود، بل لا تجوز الصلاة من دونها، ولهم الحرية في عدم ارتدائها بعد الصلاة، ومع مرور الزمن صارت عادة تغطية الرأس دلالة على المؤمن اليهودي ورمز للتقوى والتواضع عند اليهودي للرب، وهي بمثابة توقير للرب.
القبعة اليهودية تكون في أغلب الأحيان بيضاء، ويرتديها الرجال وكذلك النساء أحيانا، وشكلها مستدير وحجمها صغير، وفي العصر الحالي أصبح لونها أسود، وكذلك أصبحت بأشكال مختلفة بسبب الاختلاف في التوجهات والأصول عند اليهود، فهي عند الحارديم والذين هم من أصول شرقية (سوداء)، وعند المتطرفين والتابعين لمختلف الاتجاهات الصهيونيّة قبعات متنوعة الألوان.
– حائط البراق (أو المبكى):
من المعالم البارزة في المسجد الأقصى حائط البراق؛ وهو الجدار الغربي للمسجد الأقصى بالقدس “أو حائط المبكى كما يسمّيه اليهود لأن صلواتهم عنده تأخذ شكل البكاء والنواح حيث يعتبرون عبادتهم ناقصة ومرفوضة ولا تقبل إلا بتقديم الذبائح”.
وحائط البراق هو الحائط الذي ربط عنده الرسول (ص) دابة البراق ليلة الإسراء والمعراج، ويعتبر اليهود أن المسلمين بنوا مسجدهم فوق الهيكل الذي توجد أنقاضه في مكان الحائط، وقد بقي من الهيكل هذا الحائط، فيذهبون إليه ويبكون عنده (وهي ادعاءات كاذبة لا أساس لها) بزعم أنه ملكهم الذاهب.
ولم يكن الحائط جزءً من الهيكل اليهودي المزعوم)، ولا يوجد أي دليل على أن الهيكل كان موجودا عند حائط البراق، وطوله نحو خمسين مترا، وارتفاعه يقل عن عشرين مترا.
أصبح عند اليهود مكانا للعبادة بعد صدور وعد بلفور عام ١٩١٧، مع أن بريطانيا تعترف بأنه ملك للمسلمين خاصة، وتشكلت لجنة دولية أصدرت قرارا تعترف فيه بملكية الحائط للمسلمين، لكونه يؤلف جزءا لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف الإسلامي.
وتقوم حكومة الاحتلال باجراءات كثيرة لإثبات ملكية اليهود للحائط وتزييف حقائق التاريخ، منها الحفريات في ساحة البراق، ونبش المقابر الإسلامية، وإقامة المتاحف، واستصدار الفتاوى من الحاخامات، وتغيير ساحة البراق.