ما هي أبرز “أحلام التكفيريين” التوسعية في لبنان؟
مجلة الثبات اللبنانية ـ
حسان الحسن:
لايزال الحلم التوسعي الى ما بعد بعد عرسال وجرود القلمون والزبداني يراود المسلحين التكفيريين، فهم باتوا في حاجةٍ ملحةٍ الى التمدد خارج نطاق إنتشارهم في البراري، لتوسيع الاتصال بالداخل اللبناني، علّهم بذلك يتلقون مزيداً من المد البشري والدعم اللوجستي، لتعزيز الضغط على العاصمة السورية دمشق من جهة الغرب، عبر محاولة قطع الطريق الدولي “المصنع” الذي يربط لبنان بالجارة الأقرب، وكان سبق أن حاولوا ذلك، بعدما نفذوا هجوماً فاشلاً من “جرود الزبداني” على بلدة “كفير يابوس” الحدودية السورية في الاسابيع القليلة الفائتة، بحسب مصدر عسكري واسع الاطلاع.
ويلفت المصدر وفقاً للمعلومات التي في حوزته الى أن لدى المجموعات المسلحة هدفيّن توسعيين، الأول: الوصول الى “طرابلس”، للسيطرة على منفذ بحري، ولتحقيق ذلك، يتطلب منها شن هجوم واسع النطاق على “رأس بعلبك- الهرمل” ثم الوصول الى “جبال أكروم” في “عكار ” ومنها الى “طرابلس”، ولكن هذا صعب المنال، وغير قابلٍ للتطبيق، يجزم المصدر.
أما الهدف الثاني: فهو التمدد في “البقاع”، فاذا نجح المسلحون في التقدم من “الزبداني” الى محور “البقاع الاوسط – بريتال” والوصول الى مناطق “سعدنايل” أو “مجدل عنجر” وسواها، عندها يتمكنون من قطع طريق “دمشق- الدولي”، ولكن يؤكد المصدر أن الجيش السوري لم ولن يسمح باقفال هذا “الشريان الحيوي” لعاصمته، أياً تكن الأثمان.
وفي السياق، يشير المصدر إلى أن الإرهابيين قد يحالون أيضاً الوصول من “عرسال” الى “سهل البقاع” من خلال التقدم الى “رأس بعلبك” ومنها الى “الفاكهة” والقاع لقطع الطريق بين “بعلبك والهرمل” أبرز معاقل المقاومة، معتبراً أن في حال اقدموا على ذلك، يكونون أمام تنفيذ “عملية إنتحارية”. إنطلاقاً من ذلك برز تياران داخل المجموعات التكفيرية المذكورة آنفاً، تيار متخوف من نتائج العملية الانتحارية المفترضة، وآخر متحّمس لها، وهذا ما أدى وقوع اشتباكات وتصفيات دموية بينهما.
ويؤكد المصدر أن العائق الأساسي في وجه “الهدفين” أعلاه، هو إنتشار الجيش اللبناني في جرود “رأس بعلبك” و أطراف “عرسال”، وتصديه الدائم لمحاولات تسلل المسلحين شبه اليومية، لذا يقدمون على الاعتداءات على المراكز العسكرية ومحاولة إبعاد الجيش عن الحدود اللبنانية- السورية، لانه يحول دون تنفيذ خططهم التوسعية، برأي المصدر. ولا يستبعد تعزيز المقاومة حضورها في البقاع لمواجهة الخطر التكفيري الداهم الذي يتهدد وحدة البلد واستقراره، وهذا ما تطرق اليه السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير، يختم المصدر.
ولاريب أنه كلما أقترب فصل الربيع ومال الطقس الى التحسن، كلما ارتفع منسوب الخطر التكفيري في لبنان، فهل تبادر الجهات المعنية الى اتخاذ الاجراءات الوقائية للتصدي لهذا الخطر الداهم؟