ما خلفية المناورات والتحركات الإسرائيلية عند الحدود الجنوبية؟
بعد فشلها في إيصال رسائل إلى لبنان ومقاومته وجيشه وشعبه من خلال مناوراتها العسكرية في مزارع شبعا، واعتدائها على السيادة اللبنانية عبر شقّ الطرقات العسكرية وقضم جرافاتها لأراضٍ لبنانية متحفّظ عليها، عمدت إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية إلى تكثيف طلعات طائراتها الحربية، التي باتت تحلّق بشكلٍ مكثّف مع بدء ساعات الليل وحتى الفجر فوق مختلف مناطق الجنوب والساحل الجنوبي.
في المقابل، وتحسّباً لأيّ طارئ، وضعت قوات الجيش و”حزب الله” في أعلى درجات الاستنفار، خصوصًا بعدما تردّدت معلومات أنّ الطيران الإسرائيلي يتحيّن الفرص للانقضاض على لبنان، وتنفيذ عمليات كومندوس ليلا في محاولةٍ لإعادة الاعتبار للجيش الإسرائيلي.
وبحسب مصادر مطلعة، فإنّ حركة الطائرات الإسرائيلية الليلية تحمل في مضمونها محاولات لطمأنة الداخل الإسرائيلي، خصوصًا بعد التهديد المبطّن الذي صدر عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالردّ داخل المستعمرات، والذي أيّده فيه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في خطابه الأخير في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر في مدينة صور، حين حذّر اسرائيل من الإقدام على أيّ مغامرة عسكرية في جنوب لبنان.
وترى هذه المصادر أنّ الجيش الإسرائيلي يحاول أن يغطّي عجزه في جنوب لبنان من خلال عرض عضلات وغارات يشنّها على القنيطرة السورية، خصوصًا أنّه مقيَّدٌ في الجنوب بمعادلة الردع التي فُرضت خلال عدوان تموز 2006.
وفي سياقٍ متّصل، يكشف مصدر أمني لبناني لـ”النشرة” أنّ التهديدات والمناورات والتحركات الإسرائيلية الأخيرة دفعت بالجيش والحزب لإعلان حالة التأهّب على الحدود الجنوبية، مشيراً إلى أنّ الحزب وُضِع بكلّ تشكيلاته ومجموعاته في جهوزية تامّة من خلال الحراسات الليلية في الأودية القريبة من الليطاني ومن خلال الاستنفار الدائم لعناصره.
وفي حين يؤكد المصدر بأنّ إسرائيل لا تجرؤ اليوم على إعادة إقحام جيشها في الوحول اللبنانية كي لا تتذوق طعم الخسارة مرّة جديدة، يكتفي مصدر مطّلع على ما يجري عبر “النشرة” بتعبيره: “لقد أقمنا معادلة سجنّا فيها الإسرائيلي، فهو لا يستطيع أن يفكّ أسره أو أن يخرج من قضبانها”، في إشارة إلى معادلة توازن الردع.
وبين معادلة الحزب ومعادلات إسرائيل، بات الميزان لصالح لبنان، فوادي الحجير والطيبة والخيام وغيرها من المناطق الجنوبية شاهدة على مجزرة دبابات الميركافا الإسرائيلية، في تجربة قد لا تكون لصالح الإسرائيليين في حال تكرارها في المدى المنظور.
المصدر: موقع النشرة