مؤشرات عن تعاون الإمارات و’القاعدة’ و’داعش’ باليمن
يبدو أن الإمارات، لن تدخر جهداً في محاربة حكومة الرئيس اليمني المستقيل الهارب عبدربه منصور هادي، ومحاولة إعادة نفوذها في الشرق اليمني الغني بالنفط، وهذه المرة تستدعي حرب العصابات والتنظيمات الإرهابية لمهاجمة ميليشيات هادي، الأمر الذي يعيد الأضواء مجدّداً، إلى الفراغات الخاصة بالعلاقة بين الإماراتيين وكل من تنظيم “القاعدة” و”داعش”، في اليمن، بعدما كان الأخيران بمثابة الغطاء الذي أنشأت أبوظبي بظلاله الأحزمة الأمنية والنخب التابعة لها.
وكانت محافظة شبوة، جنوبي غرب اليمن، محور التطورات، خلال الـ48 ساعة الماضية، حيث أكدت مصادر محلية لموقع العربي الجديد، تعرض حاجز أمني لميليشات هادي قرب جولة الريدة، بمديرية ميفعة، لهجوم من قبل مسلحين، اشتبكوا مع هذه الميليشيات، بالتزامن مع موجة تحريض لقيادات “المجلس الانتقالي الجنوبي”، تتحدث عن الهجمات ضد ميليشيات هادي، بوصفها جزءاً من التحركات الرامية لإخراج هذه الميليشيات من المحافظات الجنوبية للبلاد.
وفي الوقت الذي تحدث فيه القيادي في “الانتقالي”، سالم ثابت العولقي، عن هجومات شبوة بوصفه تحركاً لما وصفه بـ”المقاومة الجنوبية”، رداً على تلويح حكومة هادي بإعداد قوائم سوداء بـ”المطلوبين”، لمّح وزير نقل حكومة هادي، صالح الجبواني، إلى أن الهجمات التي تتعرض لها ميليشيات هذه الحكومة، تُنفذها عناصر من تنظيمي “القاعدة” و”داعش”، بالتنسيق مع الإماراتيين”.
وقال الجبواني، في تغريدة على حسابه في “تويتر”،، “لدينا كل الدلائل على علاقة الإمارات بتنظيمي القاعدة وداعش في اليمن وبالأسماء وهي تستخدم هؤلاء الإرهابيين في ضرب تعزيزات (ميليشيات هادي) في طريق شبوه أبين”، داعياً أبناء المحافظتين وقبائلها “في هذه المناطق لتحديد موقف من الإمارات وإرهابييها قبل أن يقع الفأس برأس الكل بجريرة هذه الجرائم”.
ولم تكن هجمات ميفعة في شبوة، هي الأولى من نوعها، إذ تعرضت تعزيزات ميليشات هادي، لهجمات عدّة، على طريق أبين شبوة، بما في ذلك، بمديرية المحفد، التي عُرفت في سنوات سابقة، كمعقل لنفوذ تنظيم “القاعدة”.
وباتت محافظة شبوة، النفطية، والتي تحتل موقعاً استراتيجياً وتمثل بوابة نحو الشرق – حضرموت المهرة، خاضعة لميليشيات هادي، بعد المعارك التي شهدتها الشهر الماضي، مع حلفاء الإمارات فيما يُعرف بـ”النخبة الشبوانية”، والذين انهارت معسكراتهم واحداً تلو الآخر، خلال أيام معدودة.
في السياق، تأتي تصريحات حكومة هادي بتعاون بين الإمارات ومسلحي تنظيمي “القاعدة” و”داعش”، لتسلط الضوء مجدداً، على هذه العلاقة، إذ سيطر الأول (القاعدة)، أواخر العام 2015، على مدن واسعة في الجنوب اليمني، في ظل صدارة الإمارات لنفوذ التحالف مع السعودية آنذاك، ولاحقاً تحول التنظيمان، إلى ما يشبه الغطاء للممارسات الإماراتية بتقويض حكومة هادي، من خلال إنشاء التشكيلات الأمنية والعسكرية، الموالية لها، ومن ذلك “الحزام الأمني” في عدن ومحيطها، و”النخبة الحضرمية” في حضرموت وكذا “النخبة الشبوانية” في شبوة.