مؤشرات على اتفاق إقليمي.. هل تخلى “الإخوان” عن المسلحين في سوريا؟
موقع الإستشارية للدراسات الإستراتيجية ـ
نادر عزالدين *:
هل اتفقت إيران ومصر وتركيا على إيجاد مخرج للحل في سوريا؟
قد يفاجأ البعض بالسؤال المطروح خاصة وأن الوقائع الميدانية لا تبشّر حتى اللحظة باقتراب التوصل إلى تفاهم دولي حول الأزمة السورية، لكن بعد الاستماع إلى ما صدر اليوم من تصريحات عن رؤساء هذه الدول بعد القمة الثلاثية التي جمعتهم بالأمس في القاهرة يصبح هذا التساؤل مشروعاً.
فاليوم أعلن نجاد أن وجهات نظر القاهرة وأنقرة وطهران حول سوريا “تتقارب شيئا فشيئاً”.
وذهب مرسي أبعد من ذلك ليكشف عن اتفاق بين الأطراف الثلاثة على “إطار عام” للتسوية، وخصوصاً إمكانية التوصل إلى وقف “قريب” لإطلاق النار، مؤكداً أن وزراء خارجية مصر وتركيا وإيران يقومون بـ”تحويل هذا الإطار إلى مبادئ وإجراءات سيُعلن عنها خلال أيام في إطار عربي وإسلامي ودولي”.
أما غول فأعرب عن أمله بأن تنجح “المبادرة الرباعية” لحل الأزمة السورية وأن “يكون وقف النار قريباً”، مضيفاً “خلال القمة الثلاثية تحدثنا عن ضرورة العمل على وقف إراقة الدماء وعدم السماح بأن تدمر سوريا نفسها بنفسها”.
تغيّر جذري في الخطاب الرسمي المصري والتركي حول سوريا، تمثّل بالعودة للحديث عن المبادرة الرباعية والعمل على وقف قريب لإطلاق النار كمقدمة للحل.
أسباب هذا التحوّل لا تقتصر على الفشل العسكري للمسلحين بوجه الجيش العربي السوري فحسب، بل تتعداه إلى الخوف من امتداد العنف إلى القاهرة وأنقرة واهتزاز حكم “الإخوان المسلمين”، بعد عدة مؤشرات على ذلك، فالحفاظ على “المكتسبات” في هذه المرحلة أهم من خسارة كل شيء.
ويبقى السؤال، هل بدأت أنقرة بتقديم رؤوس الجماعات المسلحة إلى دمشق بعد تزايد حالات اختفاء ضباط “الجيش الحر” في تركيا؟ وهل باع “الإخوان” المعارضة السورية ومجموعاتها المسلحة مقابل الاحتفاظ بكراسيهم في بلاد الفراعنة والمملكة العثمانية؟.. مع الإشارة إلى أن معاذ الخطيب الذي طرح مبادرة للحوار ينتمي للجماعة..
في المحصلة، الخاسر الوحيد هو من سيفوته القطار أثناء مراهنته على إسقاط سوريا بالإرهاب والمسلحين. وليكن معلوماً أن قطار الحسم قد انطلق.
*رئيس تحرير موقع الإستشارية للدراسات الإستراتيجية