مؤتمر العراق لدول الجوار: العين على لقاءات الهامش
موقع الخنادق:
يستضيف العراق اليوم السبت، “مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة” الذي ستحضره 9 من دول الجوار (إيران، تركيا، الأردن، السعودية، الكويت، قطر) إضافة لمصر وفرنسا والإمارات، وفي غياب بارز لدولة جارة ومهمة سوريا. وسط آمال بانعكاس مداولاته ونتائجه على الوضع العراقي الداخلي، وتهدئة الأوضاع في المنطقة.
ومن المقرر أن يشارك في المؤتمر أيضاً، ممثلون (بصفة مراقب) عن باقي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (روسيا، الصين، بريطانيا، أمريكا)، إضافة لممثلين عن الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ودول العشرين.
هذا وقد حضر شخصياً كلاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبد الله الثاني، وأمير قطر تميم بن حمد. فيما تمثلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بوزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان (أول زيارة خارجية له منذ توليه المنصب)، فضلاً عن رئيس مجلس الوزراء الكويتي صباح الخالد الحمد الصباح.
في مقابل ذلك، لم تُفّصح دول تركيا والسعودية والإمارات، عن مستوى تمثيل وفودها.
أبعاد المؤتمر
تحاول دولة العراق من خلال هذا المؤتمر، تكريس نفسها كوسيط إقليمي بين دول المنطقة، وتحييد نفسها عن التجاذبات الإقليمية والدولية. كما تهدف الى أن تفتح أبواباً جديدة للتعاون ودعم العراق في المجالات كافة خصوصاً الاقتصادية.
لكن أهميته أيضاً تكمن في توقيت انعقاده، وما تمر به المنطقة من تطورات استراتيجية مصيرية أهمها:
_ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وما رافقه من سيطرة لطالبان على البلد.
_ الاتفاق على انسحاب القوات القتالية الامريكية من العراق.
_ الانتخابات النيابية العراقية المقبلة، التي ستحدد المستقبل السياسي للبلد.
_ تسلم السيد إبراهيم رئيسي لمسؤولياته في رئاسة الجمهورية الإيرانية، وما قد يعنيه ذلك من تغييرات في سياسات التفاوض النووية في فيينا من جهة، ومن جهة أخرى ما قد تؤول اليه نتائج المحادثات مع السعودية. لذلك فقد نشهد في المؤتمر لقاءات ثنائية عديدة على هذه الصعد.
تغييب سوريا يجعل من المؤتمر ناقصاً
تعرض المؤتمر لأول انتكاسة كبيرة له، حينما برز خلاف داخلي عراقي متأثر بضغوط غربية، حول دعوة سوريا للمشاركة فيه، والذي أدى لامتناع الحكومة عن توجيه هذه الدعوة. فالدول الغربية اعتبرت أن المشاركة السورية في هكذا مؤتمر، ستشكل عودة لها إلى الساحات الإقليمية والعالمية، وبمظهر الدولة التي استطاعت الانتصار على كل الدول، التي حاولت إسقاطها وتدميرها خلال الحرب عليها.
هذا الغياب يضر بالمصالح العراق تحديداً، لما تُمثّله سوريا من أهم جارة له، تشترك معه في العديد من الأمور والملفات، تبدأ بمواجهتهما للجماعات الإرهابية خلال السنوات الماضية، ولا تنتهي بالاحتلال الأمريكي لجزء من أراضيهما.
وما زيارة رئيس هيئة الحشد الشعبي “فالح الفياض” قبل أيام لدمشق، ولقائه الرئيس بشار الأسد كموفد خاص يمثل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إلا دليلاً على يقين العراقيين بأهمية التنسيق المشترك مع الحكومة السورية، وتعويضاً عن عدم مشاركتها في المؤتمر.