مأرب هزيمة جديدة للأرهاب السعودي في اليمن
قبل سنوات بدأت الحرب على اليمن، ولا نقصد بالحرب المذكورة تلك الضربات التي يوجهها ال سعود بطائراتهم واسلحتهم الامريكية علی رؤوس الاطفال والنساء والشيوخ متجاوزين بذلك كافة الخطوط الحمراء التي ترسمها شرعة حقوق الانسان. ولا نقصد بالحرب على اليمن تلك التهديدات التي يقدمها العرب لاسيادهم في امريكا على طبق من فضة مشاركة منهم في محاولة القضاء على حركات الممانعة والمقاومة في المنطقة. ولا نقصد ايضا بالحرب على اليمن، المعارك البرية المحتملة من قبل مرتزقة ال سعود وجيشهم. انما المقصود هنا، ما فعله السعوديون بزرع جماعات ارهابية سميت بـ”جماعة انصار الشريعة القاعدة” في اليمن، هذه الحرب الارهابية التي قادها السعوديون عن بعد بدعم الجماعات الارهابية وتقويتهم بحثا عن ايد ضاربة لليمنيين من داخلهم، فكانت حربا ضروسا اثبت فيها الجيش والشعب اليمني بسالة معتادة لقمع تلك الجماعات، فاين اصبحت هذه الحرب؟ وهل يمكن ربطها بالحرب الاخيرة؟
تعددت الاشكال .. والهدف واحد
لا يروق البعض أن ينتفض اليمن على الوصايتين الامریكية والسعودية. فالثورة المحقة في تلك البلاد تخالف أهواء عملاء واشنطن في الشرق الاوسط، وعلى تخوم الخليج الفارسي. فبدأ العمل على مشروع فتنة يراد منها استنساخ التجارب القديمة في سوريا عبر استجلاب التكفيريين والحرب الكونية. فكانت تشكيل جماعات تحت مسمى الدين والشريعة هدفها القتل والسفك والتهجير، ودائما الدعم السعودي جاهز وحاضر في كافة الساحات بما يتلازم مع المصالح الامريكية – السعودية.
مصدر دبلوماسي يمني كشف في وقت سابق عن تحول جديد سرى على الساحة شمال البلاد، موضحا أن هناك من أعد وأهّل عناصر تكفيرية، مقربة من تنظيم القاعدة، لاستخدامها في حروب ونزاعات داخلية. وجزم المصدر ان هذه الجماعات الإرهابية بدأ تدريبها بعد استلام القوى الثورية زمام الحكم في البلاد، مشيرا الى أن جهات خليجية وتركية، تقف وراء هذه المجموعات.
المصدر ذاته كشف سابقا عن تجمع حشود تكفيرية في محافظة مارب، إثر توالي هزائمها أمام مسلحي العناصر الثورية، لافتا الى ان كل الدعم اللوجستي الذي يتم تهريبه الى اليمن جرى نقله في وقت لاحق الى مارب.
وبالفعل بدأت المعركة ضد التكفيریين في مارب، ولم يتاخر الدبلوماسيون اليمنيون في تسميتها بـ “ام المعارك” او “معركة الفصل”. فكل هذه التجمعات، انفجرت محاولة استعادة الأراضي التي خسرتها. ولا يخفى على احد ما اطلقه بعض السياسيين عن مارب باعتبارها عبوة بيد دول خليجية، ستفجرها بحركة أنصار الله متى ارادت الفتنة باليمن.
مصادر قبلية اخرى في محافظة مأرب كانت قد اتهمت السعودية بالوقوف وراء التسليح والاعداد والتهيئة للحرب في محافظة مارب. واضاف زعيم قبلي يمني ان السعودية تُنفق ما يقارب الـ ١٢٠ مليون ريال سعودي شهرياً على إرهابيي “القاعدة”، سعيا لاشعال الفتنة وتخريب الوضع اليمني امام الثورة وقادتها.
الصمود لم يرق لمستوى الدعم!
بدأت المعركة في مارب بين التكفيريين من جهة والجيش اليمني والثوار من جهة اخرى، فلم يستطع التكفيريون الصمود امام ضربات الشعب اليمني والجيش المركزة، فكانت الهزيمة الحل الوحيد امام التكفيريين والانسحاب من مارب الطريق الوحيد الذي يستطيعون سلوكه. وبالفعل لم تكن المعركة ترقى لمستوى الدعم، فبالرغم من ان السلاح والتجهيز كان في اعلى مستوياته، كان القتال في ادناها وكانت مرتزقة ال سعود تتقهقر مع اولى طلقات العشائر والثوار. فانتهت المعركة بنصر كان واضحا لليمنيين على حساب الكفر والارهاب السعودي.
الانسحاب التكفيري من مارب باتجاه حضرموت يدل على ان اليمن ليست الارض الصالحة لاستقبال التكفيريين وليست الدولة التي يستطيع السعوديون اخضاعها برمي نفايات الارهاب عليها، وما قدمه اهالي اليمن والثوار والجيش اليمني لا يعبر الا عن التلاحم الصادق بين اليمنيين لابعاد كل اخطار العدوان القائم والمحتمل على اليمن، واذا كانت حضرموت اليوم تستقبل الارهاب المهزوم من مارب اليها فلا شك انها ستكون الطارد المستقبلي له.
الارهاب السعودي في اليمن اذاً لم يقم بالواجب، ولم يستطع تقديم المطلوب منه في ساحة المعركة والواضح ان الروابط اليمنية بين الشعب والجيش كانت اقوى من فتنة هنا وارهاب هناك، فاستطاع اليمنيون الخروج من تحت الضرب السعودي بيد التكفيريين والارهابيين الى النصر والفرح والشموخ. ولا شك ان الدرس المقدم من قبل اليمنيين للارهاب سيشكل محور بحث على طاولة القرار السعودي، فهل تكون الهزيمة في مارب بداية للهزيمة السعودية في اليمن والمنطقة؟ وحدها الايام قادرة على الاجابة!