لهذه الاسباب روسيا تبيع تركيا منظومة ’اس 400’..؟
ـ1ـ ان الذي بيته من زجاج لا يرمي الاخرين بالحجارة. وقد برهنت التجربة ان الدعم الذي قدمته تركيا (الاردوغانية) للمنظمات والعمليات الارهابية ضد البلدان العربية وضد روسيا، يمكن ان ينقلب عليها، سواء من قبل المنظمات الارهابية ذاتها التي تقوم على تكفير الجميع وتتصارع حتى فيما بينها للاستحواذ على الاسلحة والاموال والمساعدات، او من قبل اي عدو لها، اي لتركيا. وفعلا فقد شهدنا موجة العمليات الارهابية تقتحم ايضا المدن التركية، بما في ذلك انقرة واسطنبول.
ـ2ـ ان دعم تركيا لتقسيم ليبيا ومصر والعراق وخصوصا سوريا، على اساس قبلي وديني ومذهبي وإتني، يشرعن الدعوة والعمل لاجل تقسيم تركيا ذاتها، وهو ما لم يجر في الحرب العالمية الاولى لدى سقوط الدولة العثمانية. والواقع انه لا شمال قبرص وحسب، هو ارض يحتلها الاتراك، بل كل الجزء الاوروبي من تركيا واسطنبول وكيليكيا وانطاكيا ولواء الاسكندرون وازمير وشرق تركيا وما كان يسمى آسيا الصغرى، كلها اراضٍ غير تركية، احتلها الاتراك اثناء صعود الدولة العثمانية، ولا تزال الشعوب صاحبة هذه الاراضي موجودة وتريد استعادة اراضيها، اليوم او غدا، سلماً او حرباً. فإذا اعيدت هذه الاراضي الى اصحابها، واخذ الكردي والارمني واليوناني والبلغاري والمسيحي والاشوري و”السرياني” و”السوري” و”العربي” ما لهم، لن يبقى منصب خيمة لاردوغان، وسيتفكك الشعب التركي الحالي من جديد الى اصوله الدينية والقومية غير الطورانية، وتعود بقايا الطورانيين الى منغوليا وحدود الصين يقيمون المناحات على جنكيز خان و”الاورطة الذهبية” وجدهم طوران بيه. لذلك من صالح تركيا اولاً ليس تخريب الستاتيكو الدولي الحالي بل المحافظة عليه بالمصالحة وعلاقات حسن الجوار مع جميع الشعوب والبلدان والدول المحيطة بها، القريبة منها والبعيدة عنها، وعلى رأسها روسيا.
ـ3ـ ان العثمنة او العثمانية ليست عنصر جذب في المنطقة العربية الاسلامية وفي البلقان، واردوغان يطمح ولكنه لا يستطيع التحول الى سلطان عثماني جديد، ولو كان يسمي حزبه حزب العدالة و”التنمية”. فحينما كانت السلطنة العثمانية تحتل مناطق واسعة في البلدان العربية والبلقانية كانت من اكبر واقوى دول العالم، وكانت لها صلات واسعة مع دول اوروبا الغربية. ومع ذلك فإنها لم تستطع ان تجاري النهضة الاوروبية والثورة الصناعية، بل على العكس كانت تجر الشعوب التي كانت تحكمها الى التخلف والفقر والانحطاط الحضاري. ولا تزال هذه البلدان الى اليوم من افقر شعوب العالم بالرغم من مرور اكثر من قرن على انهيار السلطنة العثمانية.
ـ4ـ حينما عمدت المخابرات التركية بالتعاون مع “القاعدة” (النصرة) الى اسقاط الطائرة المدنية الروسية فوق سيناء وهي تنقل سياحا روسا عائدين الى بلادهم من البحر الاحمر، وذلك قبل اكثر من سنة. وبعد ذلك حينما اقدمت تركيا على الغدر بطائرة حربية روسية وهي تطارد الارهابيين في منطقة اللاذقية، ثم قام عملاؤها بقتل الطيار الروسي الاسير بعد ان وصل الى الارض بالباراشوت، قال الرئيس بوتين “ان هذه طعنة في الظهر”. وحينذاك هددت روسيا تركيا بعواقب وخيمة اذا تكررت مثل هذه الحوادث. ومعلوم ان تركيا هي من اقدم واهم اعضاء الناتو وكانت تتوقع ان الناتو سيحميها من روسيا. وطرح اردوغان المسألة امام الناتو، وجاءه الجواب: ان الناتو لا يستطيع حماية تركيا، ولا يستطيع مواجهة الاسلحة الروسية لا في جورجيا ولا في اوكرانيا ولا في سوريا ولا في اي مكان اخر. واكتشف اردوغان وحكومته ان تركيا هي عمليا “مكشوفة”، وانها مهددة في امنها القومي من قبل اي دولة صغيرة او كبيرة تمتلك اسلحة متطورة قد تصطدم بها تركيا. وبعد ان ضربت تركيا اخماسا بأسداس وجدت انه لا مناص لها من اللجوء الى روسيا بالذات لتأمين امنها القومي. وبالمقابل فإن روسيا، انطلاقا من مبادئ الاستراتيجية الاوراسية التي تؤمن بها، وجدت ان افضل طريقة لعدم التورط مع تركيا هو التعامل معها كدولة جارة وصديقة وخصوصا انها دولة كبيرة، اسلامية، شرق أوسطية وبلقانية.
ـ5ـ في هذا السياق يأتي ما اعلن عنه مؤخرا الرئيس التركي من ان موسكو وانقرة وقعتا مؤخرا، من ضمن اتفاقات اخرى، اتفاقا يقضي بأن تقوم روسيا ببيع تركيا منظومة S-400 للدفاع الجوي الصاروخي، وهي نسخة مطورة عن منظومة S-300 التي سبق لروسيا ان باعتها لايران. وتقول جريدة “روسييسكايا غازيتا” الالكترونية ان مستشار بوتين في مسائل التسلح فلاديمير كوجين قد اكد هذا النبأ. ولكن وكالة تاس تقول ان الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتريي بسكوف علق على النبأ بالقول “لا تعليق”.
اما اميركا فقد عبرت عن القلق حيال قيام تركيا بشراء هذه المنظومة الروسية. واعرب رجب طيب اردوغان عن استغرابه للقلق الاميركي من شراء تركيا لمنظومة الدفاع الجوي الصاروخي الروسية.
أضيف بتاريخ : 17:06 28-07-2017 |
آخر تعديل في: 17:13 28-07-2017
[ad_2]