لماذا وصفت اقالات السعودية بالخطيرة وبالقنبلة التي ستهزّ..؟
اعتبر استاذ التاريخ السياسي في جامعة بغداد جاسب الموسوي ان التغييرات التي حصلت في السعودية باعفاء امراء من الجيل الاول وتعيين آخرين من الجيل الثالث، بالبادرة الخطيرة، وعدّها بالقنبلة الكبيرة الموقوتة التي ستهزّ عرش العائلة الحاكمة، وخاصة من قبل الجيل الثاني الشرس الذي يمتلك القوة والسلاح والسطوة.
وفي تصريح لقناة العالم الاخبارية اليوم الاربعاء: قال الموسوي: ان نظام آل سعود الذي صُنع كما يعلم الجميع بارادة التاج البريطاني، واستمد حياته من البيت الابيض الاميركي ومن جهاز المخابرات الاميركية “السي آي ايه”، ليكون أداة بريطانية اميركية لقمع الشعوب بالمنطقة واستنزاف طاقاتها.
واوضح الموسوي، ان هذه القنبلة الكبيرة، قنبلة الاسرة الحاكمة الذي اقرّ نظامه عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود المتوفى في 53 من القرن الماضي، قد اسس لنظام الوراثة العرضية وليست الطولية الى ان يستنفذ جميع ابنائه، مشيراً الى ان الاقالات التي حدثت مؤخراً هي اول بادرة واخطرها لكيان الاسرة بان يعفى الامير مقرن وهو من ابناء عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
وقال الموسوي: ان الصراع داخل الاسرة الحاكمة بين الاجيال الثلاثة، هو ما تبقى من اولاد عبد العزيز هما اثنان فقط او ثلاث اشخاص، والجيل الثاني جيل سعود الفيصل وزير الخارجية المخضرم لمدة 40 عاماً، وبندر بن سلطان وآخرون محمد بن نايف وهم الشرسون الذين يمتلكون القوة والسلاح والسطوة، اضافة الى صراع ما بين الامير متعب ومحمد بن نايف من جانب، والصراع بين الامير متعب ومحمد بن سلمان ولي ولي العهد الجديد من جهة اخرى، الذي يشكل سلسلة مشاكل بين الاجيال الثلاثة، خاصة مع جيل الاحفاد الشرس المتمرد كما تكتب عنه الصحافة العالمية.
واعتبر الموسوي، ان هذه القنبلة ستهز طبيعة كيان آل سعود الذي أُسس على طبيعة غير منسجمة، فأصبح نظاماً سياسياً يقتصر بإسم اسرة، مؤكداً انه هذا مخالف لما تمر به الانسانية جمعاء من طفرة حضارية بطبيعة النظم وتشكيلتها سواء الملكية او الجمهورية وما الى ذلك، ورأى انها بداية النهاية لها.
واوضح الموسوي، ان اسباب الاقالات كثيرة ابرزها تنحصر في ثلاث، السبب الاول هو ما ذكره مشكلة الصراع المستديم الذي استفحل خلال العشرون عاماً الاخيرة وتشكّل وتبلّور واصبح واضحاً لدى وسائل الاعلام العالمية خلال السنوات الخمس الاخيرة من اواخر ايام الملك عبد الله، هذا جانب، مشيراً الى انه من جانب آخر ان طبيعة هذا النظام الذي ينتج 14 مليون برميل من البترول يومياً، يصدر منها 12 مليون، وبالنتيجة معظم الشعب السعودي ما يقارب 18 مليون نسمة دون خط الفقر، لازالت فيه مدارس لا تصلح للتعليم في احراش افريقيا، فضلاً عن نظام كهذه المملكة، ورأى ان السبب الاقتصادي هو السبب الثاني التفاوت الطبقي.
وتابع استاذ التاريخ السياسي في جامعة بغداد قائلا: ان السبب الثالث هو طبيعة النظام وارتباطاته بالمنظومة العالمية الاستعمارية كاميركا وبريطانيا والغرب والحلف الاطلسي، موضحاً ان القضية الاهم هو تدخل النظام السعودي بشؤون المنظومة الاقليمية بشكل سافر لا يمت لطبيعة العلاقات الدبلوماسية كتدخلها في مصر وفي سوريا التي اصبحت حطاماً.
واشار الى ان هناك سبباً آخراً وفقاً لمعلومات اكيدة سربتها وسائل الاعلام العالمية والمعتمدة مرة اخرى، بان هنالك من يرفض بشكل قطعي الحرب على اليمن لا حباً بالشعب اليمني، ولكنهم يعلمون ان اليمن مستنقع منزلق لن تخرج منه السعودية، كمنزلق سقوط صدام المقبور في الكويت واحتلالها وكيف كانت العاقبة.
واكد الموسوي، ان من المعترضين بقوة ضد العدوان السعودي على اليمن، هم الامير متعب والوليد بن طلال وسلسلة من الامراء من الجيل الثاني، مشيراً الى ان هذا ما كرّس الصراع داخل الاسرة، معتبراً العدوان على اليمن بأنه عدوان سافر من دولة عربية على دولة عربية اخرى و”القشة التي قصمت ظهر البعير”.
واشار الموسوي، الى صفقات الاسلحة التي ابرمتها السعودية مع اميركا وبريطانيا وفرنسا في السنوات الخمسة الماضية والتي وصلت الى اكثر من 100 مليار دولار وحدها، بالاضافة الى صفقات باقي دول مجلس التعاون حيث وصل المبلغ الى اكثر من 220 مليار دولار، لم توجه ضد “اسرائيل” او اي عدو خارجي آخر وانما الى الشعب اليمني والبحريني وانهاك السعودية، معتبراً ان هذا النظام اصبح مشكلة للمنطقة فضلاً عن مشكلة لبلده.