لماذا القلمون؟
يوماً بعد يوم تكتسب معركة القلمون السورية اهميةً كبرى بالنسبة الى الجهات المتقاتلة ومن دون إغفال الجهات الاقليمية الداعمة لكلٍّ من النظام السوري وحلفائه «حزب الله» ولواء «ابي الفضل العباس» العراقي والمعارضة السورية بكل فصائلها وفي طليعتها «لواء الاسلام»، «جبهة النصرة» ودولة الاسلام في العراق والشام المعروفة بـ «داعش».
صحيفة الجمهورية اللبنانية –
كريستينا شطح:
حتى الساعة ما تزال المعارك في القلمون تتخذ طابع الكرّ والفرّ بين النظام السوري والمعارضة مع تقدمٍ شبه ملموس في بعض المناطق للنظام وحلفائه مثل قارة، دير عطية والنبك، إضافة الى عدد من القرى الصغيرة الواقعة عند اطراف مزارع “ريما” في الوقت الذي ما زالت تسيطر فيه المعارضة بشكل مُحكم على قرى “يبرود”، “رأس”، “المعرة”، الرحيبة” و”السحل”، وجميع سكانها هم من المسحيين والمسلمين السنّة، وتمتاز هذه القرى بطبيعة ارضها الوعرة التي من شأنها تصعيب المهمة بعض الشيء على النظام السوري، خصوصاً وانّ غالبية مقاتلي المعارضة هم من ابناء هذه المناطق الملمين بجغرافيتها وتضاريسها.
الجيش النظامي السوري ومعه “حزب الله” يعتبران معركة القلمون فاصلة بالنسبة لهما ولذلك يحاول كلّ منهما ضمن آلية واحدة متبعة وضمن غرفة عسكرية مشتركة السيطرةَ على هذه المنطقة بشكل كامل لما لها من اهمية تشبه الى حد ما “القصير” السورية التي كانت سقطت بيد هذا الحلف.
وفي هذا السياق شرح مصدر عسكري في “حزب الله” اهميةَ هذه الجبال لكلٍّ من الجهات المتقاتلة قائلاً: “تكاد تكون القلمون المتنفس الوحيد للنظام بعدما سقطت معظم المعابر الحدودية بيد المعارضة المتنوعة، وذلك بمساعدة عدد من الدول الاقليمية وعلى رأسها تركيا والسعودية، ولذلك فإنّ سقوط القلمون من شأنه أن يفتح للنظام خطَ نارٍ آمن يوصله بمدينة حمص المحافظة الاستراتيجية ومن ثم وصلها بمدن طرطوس، اللاذقية، بانياس وحماة.
وأضاف: “أما الأهمية التي يوليها “حزب الله” لهذه المنطقة فتنبع من أمرين أساسيين هما: امتلاكه معلومات مؤكدة وموثقة، تقول إنّ جميع السيارت المفخخة التي تدخل الى لبنان يتم ادخالها من القلمون عبر جرود بلدة عرسال البقاعية.
والأمر الثاني يتصل بأنّ معظم الصواريخ التي تُطلق باتجاه القرى البقاعية المحسوبة نوعاً ما على الحزب يتم اطلاقها ايضاً من سلسلة الجبال الشرقية التي تفصل بين القلمون والحدود اللبنانية، وبالتالي بمجرّد انهاء الحالة الشاذة في هذه المناطق تُصبح مناطقنا الداخلية والحدودية آمنة وبعيدة عن مرمى نيران وصواريخ المعارضة السورية بشكل كبير، الّا في حال أمدتهم اسرائيل بصواريخ عابرة للقارات ليطلقوها من درعا” (ممازحاً).
ويتحدث المصدر عن بلدة “يبرود” فيؤكد انها ستشهد “امّ المعارك” فمنها بالتحديد يتم تفخيخ السيّارات، وفيها تحشد المعارضة اكثر من عشرين الف عنصر، وحيث إنّ عدداً كبيراً من هؤلاء المقاتلين كان يقاتل في القصير قبل ان ينسحبوا الى القلمون ومعظمهم ينتمون الى “لواء الاسلام” الذي يضم في صفوفه مقاتلين عرباً وأفغاناً، وعدداً غير قليل من الدول الغربية مثل المانيا وبريطانيا، وهؤلاء جميعهم لم يعد لهم منفذ سوى الحدود اللبنانية وتحديداً عرسال التي تمدهم بكل ما يحتاجونه من دعمٍ لوجستيّ وعسكريّ، والعمل الان يجري على تجفيف منابع التدفق اللوجستي والبشري الذي يصل اليهم باستمرار وقطع طرق الاتصال والمواصلات بشكلٍ نهائي بين مقاتلي المعارضة في الجنوب والشمال لحصرها في مناطق محدّدة تمهيداً للإجهاز عليها نهائياً”.
وبحسب المصدر فإنّ عرسال بالنسبة الى “حزب الله” وجيش النظام السوري هي منطقة لبنانية لن يتمّ التعاطي معها بكيدية وما يُحكى عن نيّة للحزب باستعمالها كممرّ للإلتفاف على مقاتلي المعارضة في القلمون هو مجرد تحليلات وتكهنات لا اساس لها من الصحة، فالحزب بإمكانه دخول القلمون من القصير وقرى الهرمل ولا حاجة له لدخول عرسال او غيرها من القرى الحدوديةط، وأكد المصدر أنّ “المعركة قد تطول نوعاً خصوصاً في ظلّ المعلومات التي تصل تباعاً والتي تؤكد نيّة المقاتلين التكفيريين بالانسحاب باتجاه لبنان في حال تمت محاصرتهم في القلمون”، كما أكد انّ “حزب الله” لن يقف مكتوف الأيدي امام مشهد كهذا”.