لماذا الخوف من الإنتخابات السورية ؟
كما كان متوقعا من جوقة “اصدقاء سوريا” !! ، فقد جندت هذه الجوقة ومنذ فترة كل امكانياتها السياسية والاعلامية ، للهجوم على النظام السوري ، لعزمه على اجراء انتخابات رئاسية في الثالث من حزيران يونيو القادم ، محذرين من شر مستطير قد يلحق بسوريا ويحرق اليابس والاخضر فيها ، اذا ما جرت هذه الانتخابات ولم يتم ايقافها فورا.
اول من بدا العزف على خطورة الانتخابات الرئاسية السورية كان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي حذر من أن الانتخابات الرئاسية التي أعلنت عنها سورية ستعرقل الجهود للتوصل إلى حل سياسي للحرب المندلعة في البلاد منذ 3 سنوات اذا أجريت في الثالث من حزيران / يونيو.
اما الوسيط الدولي في الملف السوري الاخضر الابراهيمي فقد اعلن امام مجلس الامن ان الانتخابات الرئاسية في حال إجرائها في سوريا ستنهي عملية التفاوض لوقف نزاع تجاوز السنوات الثلاث. واعتبر ان المعارضة سترفض العودة إلى طاولة المفاوضات في حال اعادة انتخاب الاسد.
ونبقى في اطار اصدقاء سوريا ، بل اكبر اصدقاء سوريا !! الولايات المتحدة الامريكية التي اعلنت على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، أن إجراء انتخابات رئاسية في يونيو المقبل يفتقد للمصداقية ويعد “محاكاة ساخرة للديمقراطية”.
بدورها كررت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جنيفر بساكي، ماقاله زميلها المتحدث باسم البيت الابيض ، وقالت إن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، يستخدم الانتخابات على أنها “محاكاة ساخرة للعملية الديمقراطية، لا مصداقية لها وتقوض النتائج التي توصلت إليها مباحثات جنيف واحد.
وفي فرنسا وصف وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس الانتخابات الرئاسة في سوريا بالمهزلة المأساوية ، فيما اعتبرت الحكومة البريطانية الانتخابات الرئاسية السورية بأنها ستكون مخالفة للمعايير الدولية، ونتائجها لن تنال اية مصداقية او اعتراف دولي ، وهي مواقف تكررت في تركيا واسرائيل ، اللتان تحولتا الى اكثر اصدقاء سوريا حرصا على مستقبل الشعب السوري وديمقراطيته الواعدة.
وعلى صعيد المعارضة السورية ، فقد وصف رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا الانتخابات بالمهزلة ، واما الأمين العام للائتلاف السوري المعارض بدر جاموس فقال ان الائتلاف لن يدفع بأي مرشح له في الانتخابات الرئاسية تحت أي ظرف ، واصفاً إجراء هذه الانتخابات في الظروف الحالية بالخطوة الاستفزازية ، كما اعتبر المجلس الوطني السوري الانتخابات بأنها مجرد مهرجانات للنفاق وتزييف إرادة الشعب، وأنه تعبير عن الازدراء المطلق الذي يكنه النظام للقيم الأخلاقية والإنسانية العليا، ولكل ما يطمح إليه السوريون ويستحقونه من حرية وعدالة ودولة القانون والمؤسسات.
اما الجناح العسكري للمعارضة السورية ، فلم يكلف نفسه عناء اتخاذ موقف من هذه الانتخابات ، لانه ببساطة لايعترف لا بالديمقراطية والا بالانتخابات ، فهذه الامور رجس من عمل الشيطان.
بقي ان نشير الى موقف الداعم الاكبر للمعارضة السياسية والعسكرية في سوريا ، ومهد الديمقراطية في الشرق الاوسط ، المملكة العربية السعودية ، التي تشن ومنذ فترة هجوما على “مهزلة الانتخابات السورية وعدم اتصافها بالمعايير الديمقراطية ، التي يعتبر السعوديون من اهم منظريها في اطار الازمة السورية ، فهذا وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ، يعتبر إعلان النظام السوري إجراء الانتخابات تصعيدا من قبل نظام دمشق وتقويضا للجهود العربية والدولية لحل الأزمة سلميا وعلى أساس اتفاق جنيف ، وكرر قادة الديمقراطيات الخليجية كما في البحرين وقطر ذات الموقف السعودي ، شككوا في انطباق هذه الانتخابات على المعايير المعترف بها دوليا!!.
الحقيقة ان من يقف على ردود افعال معسكر اصدقاء سوريا الرافضة والمنددة والمستنكرة والمحذرة من الانتخابت الرئاسية التي ستجري في الثالث من حزيران يونيو القادم في سوريا ، يشعر وكأن النظام السوري سيشن في هذا التاريخ هجوما ساحقا ماحقا بالاسلحة الكيميائية على المجموعات المسلحة في سوريا !!.
لسنا هناك في وارد الرد على المواقف السعودية والقطرية والخليجية من قضية الانتخابات الرئاسية في سوريا ، فمثل هذه الممالك والامارات والمشايخ هي اخر من يجب ان يتحدث في قضايا مثل الانتخابات ، فالانظمة ليست غريبة على مثل هذه القضايا فحسب ، بل هي لا تعترف انها تحكم شعوبا، لذا سنرد على بعض اصدقاء سوريا الذين مازالوا يعتقدون ان بامكان جنيف ان تضع حدا للحرب الكونية على سوريا ، وانهم يتخوفون على جنيف من ان تذهب ادراج الرياح.
جميعنا تابع جنيف بنسختيها الاولى والثانية ، وراينا كيف ان الوفود المشاركة فيها اختلفت على ابسط بنود اتفاق جنيف وضوحا ، فالجربا وجماعته كان يمنون النفس في ان ياتي الوفد الحكومي الى جنيف ليعطيهم مفاتيح السلطة على طبق من ذهب ومن ثم يغادر القاعة مباشرة لطلب اللجوء السياسي لدى السلطات السويسرية ، بينما جاء الوفد الحكومي ليضع الجميع امام خطر الارهاب الذي لايهدد سوريا فحسب بل المنطقة والعالم ايضا.
ترى ما هي النتائج التي تمخضت عن جنيف لحد الان ؟ ، وهل يمكن ان تعاد الحياة الى جنين ولد ميتا ؟، ترى ما هو سبب كل هذه الضجة الغربية بشان الخوف على جنين ميت ؟، الا تشير هذه الضجة الى ان هناك شيئا يخاف منه الجميع ، وليس له اية علاقة بجنيف او الخوف على المعايير الديمقراطية؟.
يرى الكثير من المراقبين للمشهد السياسي السوري ، ان مزاج الشعب السوري قد تغير كثيرا خلال السنوات الثلاث الماضية ، وان هذا الشعب قد لمس بيده كل عناصر المشهد السوري ، فأحس بالحجم الحقيقي للمعارضة التي كانت تدعي تمثيله ، فاذا بها معارضة “فندقية” ليست لديها اية جذور في المجتمع السوري ، تعيش على محاولات التعويم المستمرة لجوقة اصدقاء سوريا ، وكشفت الايام ان اغلب هذه المعارضة سماسرة اُتخمت حساباتهم في بنوك الغرب بدولارات نفط العرب ، فباعوا الوطن بسعر بخس وما المدعو اللبواني الا مثالا صادقا لهذه المعارضة الممسوخة ، التي تستجدي تدخل الصهاينة الغاصبين في الحرب الدائرة على سوريا وبشكل مباشر لاسقاط نظام بشار الاسد ، كما لمس هذا الشعب “ثورية الثوار” الذين يتدربون في معسكرات في اسرائيل وتركيا والاردن على يد ضباط صهاينة ، كما لمس هذا الشعب مدى “انسانية” الكيان الصهيوني الذي فتح ابواب مشافيه امام جرحى “الثورة السورية” ، حتى وصل الامر بالمجرم نتنياهو يعود “الثوار الجرحى” للاطمئنان على صحتهم ، كما لمس حرارة الصواريخ والقذائف التي تطلقها الطائرات الصهيونية والطائرات التركية وهي تقتل جنودا سوريين بهدف تغيير كفة الصراع لصالح “الثوار” و”الثورة”، كما لمس الفظاعات التي ترتكبها العصابات التكفيرية في سوريا والتي بيضت وجوه المغول والتتار.
في المقابل راى الشعب السوري ، من هي الجهة التي اوقفت زحف التتار الجدد ، ومن هي الجهة التي حافظت على سوريا من الزوال ، وحافظت على الشعب السوري من ان يتحول الى شعب مشرد دون وطن ، ومن هي الجهة التي احترمت الاديان واتباع هذه الاديان ، ومن هي الجهة التي مازالت تقف امام الهجمة الوهابية المتخلفة التي هبت على منطقتنا من صحارى نجد القاحلة ، من هي الجهة التي مازالت تعتبر اسرائيل العدو الاول والاخير للامة، ومن هي الجهة التي تسعى جاهدة لحفظ كرامة الانسان السوري في ارضه و وطنه وعدم تحويله الى عبيد يباع في سوق النخاسة الخليجية ، ومن هي الجهة التي اعترفت باخطائها واعلنت عن استعدادها لتصحيح هذه الاخطاء عبر اليات ديمقراطية في اطار سوريا موحدة قوية.
هذه الاستنتاجات وغيرها الكثير توصلت اليها المراكز البحثية في امريكا والغرب ، فجاءت النتيجة كالاتي : لا بد من الحيلولة دون اجراء اية انتخابات في سوريا في الوقت الراهن ، فالنتيجة ستكون حصول الرئيس السوري بشار الاسد على غالبية اصوات الشعب السوري ، الذي اخذ ينظر اليه لا كوصفه رئيس جمهورية فقط ، بل بوصفه زعيم استطاع ان يحافظ على سوريا من الضياع وان يقف في وجه كل هذه الهمجية التي غزت بلاده ، وعندها ستحل الهزيمة الكبرى باسرائيل والرجعية العربية والغرب والمعارضة السورية المعلبة.
حتى ان بعض الجهات الخليجية والاسرائيلية ، حاولت استخدام اقذر الوسائل الممكنة للحيلولة دون اجراء الانتخابات التي ستكون بمثابة الصاعقة التي تنزل بكل خططهم ومؤامراتهم ومعارضتهم وزمرهم الارهابية وتجعلها هباء منثورا ، لذلك اخذنا نسمع هذه الايام اصوات تلك الاسطوانة المشروخة عن استخدام الجيش السوري لاسلحة كيميائية في قرية كفر زيتا في حماة السورية يومي 11 و12 نيسان الجاري، ويأتي ذلك تزامناً مع الهجمة الخليجية الاسرائيلية الغربية على الانتخابات الرئاسية في سوريا.
وصرَحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي ان لدى امريكا دلائل على استخدام مادة كيماوية صناعية سامة في كفر زيتا، الخاضعة لسيطرة للمجموعات المسلحة مشيرةً إلى أن الولايات المتحدة تتحرى ما اذا كانت الحكومة السورية مسؤولة عن ذلك.
الكثير من المحللين السياسيين يعتقدون ان الاتهام الجديد ضد الجيش باستخدام اسلحة كيميائية ، في الوقت الذي يحقق هذا الجيش انتصارات كبرى على كافة الجبهات دون الحاجة الى استخدام مثل هذا السلاح، يأتي للقبض على بعض اوراق اللعبة السورية بعد ان نجح النظام السوري في الاقتراب من مرحلة اغلاق ملف الازمة السورية بالكامل ، لا سيما بعد ان يشهد العالم الى من سيعطي الشعب السوري صوته في الثالث من حزيران يونيو القادم ، للابطال الذين حافظوا على الوجود والحدود والارض والاعراض والحرمات والحضارة والتنوع والمستقبل ، ام للمرتزقة والافاقين ولمن حرق ودمر وذبح وكبر وحرق المساجد والكنائس وانتهك الاعراض ودنس المقدسات وشرد الملايين.
سامح مظهر – شفقنا
الاسد يرشح نفسه وله الحق بهذا الفعل حقهو كحق اي مواطن سوري.ان رضيت امريكا والعربان الخليج وان مارضو سيخوض هذا السباق رغم انوف العربان وامريكا .واذا كانو يدعون بحبهم للديمقراطيه فلانتخابات هي الوسيله الاكثر ديمقراطيه فلتشترك المعارضه فيهذا السباق .يخير من دمار الحرب والارهاب-