لبنان: رفع الدعم عن البنزين مستمر فما تداعيات ذلك؟
وكالة أنباء آسيا:
واصلت أسعار البنزين في لبنان الارتفاع، اليوم الإثنين 5 سبتمبر/أيلول، لتقترب من أعلى مستوياتها القياسية، مع تحركات المصرف المركزي لرفع الدعم غير المباشر عن جميع أنواع الوقود.
وفي الوقت الذي سجل المازوت والغاز تراجعًا، خلال الأسبوع الماضي، شهدت أسعار البنزين في لبنان ارتفاعات متواصلة للمرة الرابعة على التوالي منذ الإثنين الماضي.
أظهر الجدول الجديد لأسعار المحروقات في لبنان، اليوم الإثنين، زيادة أسعار البنزين، وتراجع أسعار المازوت وغاز النفط المسال، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأعلنت المديرية العامة للنفط، التابعة لوزارة الطاقة والمياه، جدول أسعار المحروقات، الذي شهد زيادة بنحو 12 ألف ليرة في سعر صفيحة بنزين أوكتان 95، و13 ألف ليرة في صفيحة بنزين أوكتان 98، في حين تراجع سعر صفيحة المازوت وأسطوانة الغاز (غاز النفط المسال) بمقدار 2000 ليرة.
من جانبه أوضح عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات، جورج البراكس، أن مصرف لبنان يواظب على إكمال مسيرته نحو رفع الدعم غير المباشر عن استيراد البنزين بتأمينه جزءًا من الفاتورة وفقًا لمنصة صيرفة، على أن تؤمن الشركات الجزء المتبقي من أسواق الصرافة الحرة.
وقال: “كانت المعادلة المعمول بها 40% صيرفة و60% غير مدعوم، ولكن المركزي خفّض في جدول تركيب أسعار المحروقات، الصادر اليوم الإثنين، نسبة الصيرفة من 40 إلى 20% وارتفعت بذلك نسبة غير المدعوم إلى 80%”.
وأضاف: “من الواضح أن مصرف لبنان لم تتبقَّ له إلا مرحلة أخيرة للتوقف بعدها نهائيًا عن تأمين الدولار من خلال منصة صيرفة ليصل إلى معادلة صفر صيرفة و100% سوقًا حرة غير مدعومة”.
وأشار إلى أنه في جدول اليوم ارتفع سعر صرف الدولار -وفقًا لمنصة صيرفة- 400 ليرة من 27200 إلى 27600 ليرة، أما سعر صرف الدولار المعتمد في الجدول لاستيراد المازوت والغاز و80% من البنزين والمحتسب وفقًا لأسعار الأسواق الحرة الموازية والمتوجب على الشركات المستوردة والمحطات تأمينه نقدًا؛ فقد تراجع 200 ليرة من 35050 إلى 34850 ليرة.
أوضح البراكس أن ارتفاع أسعار البنزين في لبنان يرجع إلى ارتفاع سعر الدولار في منصة صيرفة، رغم تراجع سعر الطن المستورد ما يقارب 14 دولارًا.
وقال: العكس بالنسبة لأسعار المازوت الذي ارتفع سعر الطن المستورد منه نحو 4 دولارات إلا أن تراجع سعر الدولار في السوق الموازنة عمل على انخفاض سعر الصفيحة بنحو 2000 ليرة.
وتقليص المصرف المركزي من تأمين دولارات البنزين هي مقدمة لرفع الدعم بشكل كامل عن هذه المادة، أي أن الهدف على المدى المنظور هو إحتساب سعر الصفيحة بنسبة 100% على أساس سعر صرف السوق السوداء. وهذا فعليًا ما يتم العمل عليه تدريجيًا.
وستزيد هذه الخطوة الطلب على الدولار في السوق السوداء، ما سيؤدي حتمًا إلى مواصلة إرتفاع سعر الصرف بشكل كبير مقابل الليرة اللبنانية، وهو ما سيشكل عبئًا على المستهلكين.
ولا يقف تأثير ارتفاع أسعار المحروقات على زيادة أسعار النقل فقط، بل يتغلغل في عناصر كلفة إنتاج الخدمات والسلع المؤثّرة في حياة الفرد والمجتمع. لذا، تشكّل «الصدمات» في أسعار المحروقات مشكلة أكثر تعقيداً من ظاهرها؛ فمن جهة، ينعكس ارتفاع أسعار المحروقات مباشرة على القدرة الشرائية للأسر. كل ارتفاع بقيمة 0.25 دولار لليتر المحروقات يؤدّي إلى انخفاض قيمة الأجور الحقيقية للأسر بنسبة 5.4%، وفق دراسة أعدّها فرانسيسكو أرزي وديفيد كودي، بعنوان«الفوائد غير المتكافئة لدعم الوقود: مراجعة الأدلة من البلدان النامية».
ومن جهة ثانية، تدخل الطاقة الكهربائية والنقل في صلب عمليات الإنتاج وسلاسل التوريد، أي أن تداعيات ارتفاع أسعار المحروقات تصبح مضاعفة على الاقتصاد عبر قنوات متشعّبة.