لا قاعدة للقاعدة
قبل أيام بثت مواقع (جهادية) تسجيلا صوتيا لزعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري الصق فيها كعادته الكفر والشرك والارتداد والعمالة والخيانة بالجميع ولم يستثن هذه المرة حتى المنضوين تحت لوائه، لواء القاعدة، مثل داعش التي اخذت تنافسه على مناطق النفوذ، وعلى الشباب المتحمس الجاهل الذي لايعرف من الاسلام الا ممارسة كرة القدم برؤوس ضحاياه.
هذه المرة نسعى في هذه العجالة أن نسلط الضوء على تناقضات رسالة الظواهري، وان كانت كل رسائله وممارسات قاعدته تتناقض بعضها مع بعض وجميعها مع الاسلام، فقد كشف الظواهري براغماتية فاضحة في تعامله مع القضايا التي كانت تتطلب منه موقفا يتناغم مع ايدولوجية القاعدة ، التي يدعي انها اسلامية خالصة، الا انه تلاعب بالكلمات ليرواغ الايدولوجيا التي لم تكن يوما مستقرة على حال.
كلنا يتذكر كيف وضع الظواهري الاخوان المسلمين في مصر في خانة المنافقين لانهم انخرطوا في العمل السياسي وشاركوا في لعبة الانتخابات “الشيطانية” التي اوصلتهم الى سدة الحكم والصق بهم ابشع واشنع الصفات، الا انه عاد اليوم ليدافع عنهم وعن نظامهم الذي جاء بالوسائل الشيطانية، ضد الجيش المصري “المتأمرك” الذي اطاح بالاخوان المسلمين ، مادحا كل العمليات الارهابية التي تستهدفه ومحرضا عليها.
وفي استدارة حادة حول المبادىء الاممية للاسلام ، وقف الظواهري امام زعيم تنظيم داعش ابو بكر البغدادي الذي يسعى الى اقامة دولة اسلامية تضم العراق والشام تكون نواة للخلافة الاسلامية! ، داعيا اياه الى العودة الى العراق والعمل في حدوده والا يتجاوزها الى الشام التي اعتبرها ساحة خاصة بجبهة النصرة، وهو ما يعتبر عمليا تجسيدا للفكرة القطرية التي تعترف وبقوة بمعاهدة سياكس بيكو الاستعمارية، كما يراها البغدادي، الا ان الظواهري في رسالته الاخيرة يعود مرة أخرى الى تبني فكرة اممية الاسلام التي نبذها في رسالة سابقة ، بعد ان اتهم حركتي فتح وحماس في فلسطين المحتلة ، بأنهما انحرفا عن الاسلام عندما اكدتا على فكرة الوطن والمواطنة الاستعمارية الكافرة.
اما فيما يخص البيت القاعدي، اتهم الظواهري في رسالته ، داعش بانها مخترقة ، لتبرير الصراع الدموي بين ابناء القاعدة في سوريا والذي كشف وبشكل فاضح حقيقة من يدعون احتكار حقيقة الاسلام والتوحيد الخالص دون خلق الله ، فاذا بهم عصابات اجرامية تتقاتل بوحشية لاتوصف على “حطام الدنيا” حول المعابر الحدودية وابارالنفط ومناطق النفوذ والسلطة.
ان البرغماتية الفجة التي ظهر عليها الظواهري في رسالته الاخيرة ، وهو يحلل التطورات التي تشهدها المنطقة، اظهرت وبشكل لا لبس فيه ، ان لا قاعدة للقاعدة ، بل ارض رخوة تنزلق عليها المبادىء المطاطية نحو مصالح مادة ضيقة تتعارض بالمطلق مع عقيدة الجهاد ونصرة الدين والتوحيد ومحاربة المشركين والكفار واهل الدنيا والعملاء والخونة.
نبيل لطيف ـ شفقنا