كيف ينهب الإحتلال أراضي الفلسطينيين؟
موقع الخنادق:
كان تهويد كيان الاحتلال لحي الشيخ جراح في القدس المحتلّة ومحاولة تفريغه من سكانه الفلسطينيين ليسطوا الاحتلال على 808 دونماً تعزيزاً لبناء مستوطناته، السبب الجوهري لمعركة “سيف القدس” حيث خاضتها فصائل المقاومة دفاعاً عن الأرض والمقدسات.
ووصفت الأوساط الفلسطينية السنوات الأخيرة (2018 -2020) بتصاعد عالٍ جداً لهجمات الاستيطان – إنشاء تجمعات سكانية اسرائيلية على أرض فلسطينية – بحيث صادق الاحتلال على بناء نحو 6500 وحدة استيطانية وهدم أكثر من 1700 بيت ومنشأة فلسطينية عام 2020، فيما وصل عدد المستوطنات في الضفة الغربية المحتلّة والقدس عام 2019، الى 322 وحدة. وتشير آخر الإحصاءات الى ان عدد المستوطنين قد بلغ حوالي 640 ألف.
وتستمر مساعي الاحتلال الى “مضاعفة ثم مضاعفة” بناء الوحدات الاستيطانية، وقد خاض الفلسطينيون في الضفة العديد من جولات التصدّي لهذا التوسع الوحشي والنهب لأراضيهم ومنازلهم، وتمثلت في فعاليات الارباك الليلي التي نشطت خاصة في جبل صبيح وبيتا جنوب نابلس.
ومع الإخفاقات المتتالية لرئيس حكومة الاحتلال نفتالي بنيت، لا سيما في فشله معالجة أزمة انتشار وباء “كورونا” في الداخل المحتّل والانتقادات الواسعة التي تعرّض لها على خلفية مقتل القنّاص الإسرائيلي على حدود قطاع غزّة وحل “مشكلة” صواريخ المقاومة، يحاول بنيت تقديم التوسع الاستيطاني كـ “انجاز” يُحسب لحكومته التي تغشى أوساط التحليل الإسرائيلية من تفكّكها عند أي منعطف سياسي أو أمني.
التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس المحتلّة
3114 صادق الاحتلال يوم أمس على 3114 مستوطنة جديدة وفق وفق المخطط الذي كان قد أعدّه رئيس حكومة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو في نهاية فترة ولايته. وترجع الأوساط الإسرائيلية هذه المصادقة على هذا العدد الضخم “لإحداث تغيير كبير على الخريطة الجيوسياسية للمنطقة”.
وبحسب الاعلام العبري فإن مناطق “جفعات همتوس” وهو حي استيطاني، من “الكرفانات” المتنقلة يستوطن فيه اليهود الأثيوبيين جنوب القدس المحتلّة. إلى جانب المنطقة المعروفة باسم E1 ومستوطنة “بسغات زئيف” المقامة على أراضي عدة قرى شمال شرق القدس، وجميع المناطق من حول هذه المستوطنات الثلاثة ستروج “إسرائيل” لخطط استيطانية بناء واسعة.
كما ذكر الاعلام العبري أنه سيقام حي استيطاني جديد مؤلف من 1257 وحدة استيطانية، وهو أول حي يقام في القدس منذ حوالي 30 عامًا. وان هذه الهجمات الاستيطانية الواسعة ستؤدي الى عزل القرى والمناطق الفلسطينية في القدس المحتلّة عن بعضها البعض.
وتتطلّع لجان الاحتلال لمناقشة إنشاء “حي” ضخم يضم 9 آلاف وحدة سكنية في منطقة مطار القدس “عطروت” في السادس من كانون الأول المقبل، وهي منطقة تعتبر حساسة للغاية.
في وقت تعمل حركات وجمعيات كيان الاحتلال في مدينة القدس، للاستيلاء على الأرض والممتلكات والحرم المقدّس والاستيطان فيها، “من أجل السيادة على المدينة وتهويدها.
التوسع الاستيطاني في الجولان السوري المحتل
لم تقتصر الهجمة الاستيطاني في مناطق في فلسطين المحتلة، سوّق في العاشر من الشهر الحالي لـ 99 بناء جديد في “مستوطنة ترامب” في الجولان السوري المحتل، وقد حملت المستوطنة اسم الرئيس الأمريكي السابق بعد زعمه عاك 2019 “اعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل”، وتستوطنها اليوم حوالي 20 عائلة.
ويحاول كيان الاحتلال التوصّل لـ “قرار حكومي” يتم بموجبه مضاعفة عدد المستوطنين بشكل كبير حتى عام 2026 والتسويق لبناء أكثر من 7000 وحدة استيطانية إضافية في الجولان المحتل.
فيما تغزو الجولان اليوم حوالي7200 وحدة استيطانية 7132 مستوطن.
الموقف الأمريكي:
خطوة المصادقة على هذا العدد الذي “يتجاوز الحد الطبيعي” بحسب الأوساط الامريكية على الرغم من ضغوطات واشنطن لمنعها.
وتدعي الإدارة الأمريكية “الاحتجاج” على خطوة بنيت عبر “رسالة قوية” من القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى “تل أبيب” وصلت الى حكومة الاحتلال، كما ان وزير الخارجية الامريكية أنتوني بلينكن أجرى محادثة هاتفية “متوترة” مع وزير جيش الاحتلال، بيني غانتس قبل أمس، وعلى هذه الخلفية تشهد العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية توتراً وفجوة واسعة في الأولويات برزت أكثر حدّة في اللقاء الأخير بين جو بايدن وبنيت الشهر الماضي.
في المقابل سبق لبايدن، حين كان نائباً للرئيس باراك أوباما عام 2010، ان اقترح على نتنياهو مخططاً لتوسيع حي “رمات شلومو” الاستيطاني شمال القدس المحتلّة، لكن أوباما أوقف المشروع.
وكما تذكر صحف عبرية ان حكومات الاحتلال لم تتسرع من قبل بمثل هكذا قرار كبير لا في عهد باراك أوباما ولا في عهد دونالد ترامب.