كيف ينظر ساسة امريكا الى سعي أوباما لتسليح العشائر السنية ؟
صحيفة المراقب العراقي:
بعد اعلان الرئيس الامريكي باراك اوباما لاستراتيجيته الجديدة التي استندت على ارسال مدربين لاقامة قوة عراقية قادرة على صد داعش وتحجيمه , طرأت الى الساحة العديد من التحليلات التي تضمنت عوامل فشل هذه الاستراتيجية التي اعتبرت ميتة قبل ان تولد حتى كما عبرعنها السيناتور مكين الذي وصفها بانها مجرد امل لا اكثر.حيث تتضمن احد اركان الاستراتيجية الجديدة او ما تعرف بانها جزء من استراتيجية كما عبر عنها السيناتور الامريكي “جون كلاين” استقطاب العرب السنة من ابناء العشائر لتدريبهم واقامة قوة مركزية لايقاف داعش بدعم وتنظيم وتدريب واشراف امريكي , الامر الذي اعده خبراء غير ناجع في اطار المعطيات على الارض الحالية.وياتي ذلك ضمن عدة تصريحات متضاربة لمسؤولين امريكيين من قادة الجيش كالتي اطلقت خلال جلسة استجواب قبل يومين لكل من اشتون كارتر وزير الدفاع الامريكي ومارتن ديمبسي رئيس اركان الجيش الامريكي حيث بدا على لجنة القوات المسلحة الامريكية عدم الاقتناع تماما بحجج استراتيجية قادة الجيش كما اوردت ذلك وكالة CNN في تقرير لها نشر اول البارحة.يشار الى ان التحديات التي تواجه استقطاب ابناء العشائر السنية للقتال بدعم امريكي ضد داعش يواجه عقبات قد تجعل تحقيقه مستحيلا … فقد علق السيناتور ادم سميث “كيف تتوقع ان تقدم عرضا جيدا للسنة بمكانة رصينة في الحكومة بدون ان يحظى ذلك بقبول من الحكومة المركزية في بغداد” موجها كلامه لكارتر مضيفا “باننا يجب ان نبدا التفكير بذلك” في اشارة الى عدم وجود اي دافع لدى السنة يجعلهم يصطفون مع الامريكيين ضد داعش في الوقت الذي تعمل فيه دعاية داعش القوية على ضرب تحييد ابناء السنة نحو خيارين لا ثالث لهما اما استقبال داعش بصدر رحب او الرضوخ لحكم شيعي مطلق وهو مالم تقم الادارة الامريكية باي شيء حوله.ويستنتج من المعطيات ان الادارة الامريكية الان واقعة فعلا في مستقنع كما رفضت الادارة الامريكية استخدام تلك الكلمة في شهادة وكالة استخبارات الدفاع الامريكي حيث تقع على عاتق وحدة العراق بقاء سمعة امريكا بالشكل الذي تحاول ان تنميه لدى العالم في نفس الوقت فان الفشل في العراق سيعني نهاية لكل ما حاولت امريكا ان تبنيه عبر التاريخ الحديث فمن فشلها في ليبيا الى سياساتها الخاطئة في مصر وحتى اليمن وسوريا كما عبر عنها مقال نشر في صحيفة “الواشنطن اكسامينر”.
وتزداد معطيات هذا الوضع حيث اعلن كارتر في نفس السياق ان توقعات ادارته لاستقطاب مقاتلين سنة لم تات بنتيجة حيث من اصل 25,000 مقاتل متوقع انضمامه الى معسكرات التدريب الامريكية كمتطوعين لم يات سوى 7000 فقط مما يعزز الصورة المسبوقة عن فشل مساعي اوباما لاستقطاب السنة الى القتال بعد ان سحب البساط من اي قوة حقيقية في العراق بسياساته السابقة على حد تعبير مختصين مثل “الن ويست” حيث عبروا عن الولايات المتحدة قد فقدت ثقة السنة بها بعد ان انسحبت من العراق دون ان تترك خلفها نظاما موحدا رصينا قادرا على حفظ الاستقرار في البلاد.بالاضافة الى تزايد الاحتقان الطائفي في البلاد كنتيجة مباشرة لخلافات الساسة العراقيين والتي لم تبدي الولايات المتحدة اي اهتمام لحلها قبل ان تنسحب من العراق تاركة اياه عرضة لاي هجوم بربري كما حصل فعلا بمجيء داعش على حد تعبير “الن كوان” مختص شرق اوسطي في الوقت الذي تساهم فيه مقاربة اوباما بتعميق ذلك الخلاف حيث يعمد الى تسليح وتدريب العشائر السنية دون القيام بالمثل للمقاتلين الشيعة مما يهدد باشعال فتيل اقتتال داخلي خصوصا مع تنامي انضمام العديد من الشيوخ السنة الى داعش مع مقاتليهم.في النهاية فان مقاربة اوباما الحالية ستاتي بنتائج تضر وحدة العراق وفي نفس الوقت لن تحقق المطلوب في مقارعة داعش بسبب غياب القيادة الموحدة للعشائر السنية التي يمكن ان يتم الاتفاق معها في نفس الوقت تعدد تلك القيادات بين مؤيد ومعارض للتدخل الامريكي وهو ما سبب عزوف واسعا لمقاتلي العشائر عن الانضمام الى صفوف القوات العشائرية المزمع تدريبها من قبل المستشارين العسكريين الامريكيين فالوضع الان في العراق مختلف عن ذلك الذي استخدم فيه بترايوس استراتيجية “الموجة” بالتعاون مع العشائر لانهاء وجود القاعدة وعليه فلا يمكن ان تنتهج الولايات المتحدة نفس المقاربة وتتوقع نتائج مختلفة كما عبرت عن ذلك السيناتور “مارثا مكسالي” بقولها ان شهادتي كارتر وديمبسي قد اكدت مخاوفهم من انزلاق امريكا نحو حالة المستنقع.