كيف ينظر السوريون إلى الإنفتاح العربي على دمشق؟
موقع العهد الإخباري-
محمد عيد:
يدرك المواطنون السوريون أن الانفتاح العربي عليهم بعد تمنع طويل بقي مرتبطًا بثباتهم على المواقف ورفضهم كل أشكال المساومة على قضايا جوهرية تأتي فلسطين في مقدمتها. وهم على الرغم من ذلك لا يخفون سعادتهم بهذا الإنفتاح وتعويلهم عليه وعلى كل التسويات التي بدأت تترسخ في المنطقة والتي تعد باستقرار طويل الأمد رغم أن الترقب الحذر بالنسبة اليهم يبقى سيد الموقف.
مراسل “العهد” كانت له جولة على بعض المواطنين السوريين للوقوف عند آرائهم حول هذه القضية
حسن الطالب في العلوم السياسية يرى أن الخطوات العربية وتحديدًا السعودية باتجاه دمشق كانت متوقعة، وأن الأمر بالنسبة للسوريين بقي مسألة وقت منذ أن تأكد لهم أن محاولات إسقاط دولتهم قد باءت بالفشل.
ويضيف في حديثه لموقع “العهد” الإخباري إن الواقعية السياسية تفرض معادلاتها في نهاية المطاف، وهو ما ينطبق على الرياض التي اكتشفت أن التسويات بالنسبة لها مع دول جارة فرضتها الجغرافيا السياسية أجدى بكثير من حالة الاشتباك التي تبقيها في وضع استنزاف دائم وعرضة للابتزاز الأمريكي وفرض صفقات الأسلحة التي لم تستطع أن تحمي السعودية من غضبة الشعب المظلوم في اليمن، ولذلك فإن الرياض وفق قوله اختارت لحظة الضعف الأمريكي لفتح باب التفاوض مع طهران ومع دمشق لاحقًا.
خالد الشرطي في قوى الأمن الداخلي أكد في حديثه لموقع “العهد” الإخباري أن ارتكابات السعودية ومعها العديد من الدول العربية في سوريا كبيرة وعظيمة، مشيرًا إلى أنهم كقوى أمن داخلي لاحظوا ذلك منذ اللحظات الأولى للأزمة بعدما تم اكتشاف الخلايا المرتبطة بالخارج والتي كانت مكلفة بإطلاق النار على شرطة المرور التي تنظم السير وإحراق المخافر وسيارات الدوريات دون أي سبب منطقي لذلك.
ويضيف خالد في حديثه لموقعنا بأن الشعب السوري لا يحمل في قلبه أية كراهية تجاه الآخرين فكيف حين يتعلق الأمر بـ “الأخوة العرب”؟ مشيراً إلى أن الخطوات العربية وتحديداً السعودية يجب أن تترافق مع رفع للعقوبات العربية والدولية على سوريا ومساهمة هذه الدول في دعم الاقتصاد السوري كما ساهمت سابقا في تخريبه.
من جهتها، تقول منى ربة المنزل لموقع “العهد” الإخباري إنها لا تفهم كثيرًا في السياسة، ولكن وجود “الأشقاء العرب” في سوريا يجعلها تشعر بالسعادة، لافتة إلى أن “سوريا قلبها كبير وبيسامح”.
أما وليد الطالب في الثانوية العامة، فيؤكد أن التسوية السعودية – الإيرانية ستفتح باب الخير على المنطقة برمتها وهي نتيجة طبيعية لثبات محور المقاومة ووصول المحور الآخر إلى طريق مسدود، ويضيف إن الشارع السوري يشعر بالارتياح لهذه التطورات ويبني عليها آمالًا كبيرة ولكن من موقع القوة أولًا والترقب الحذر ثانيًا، مشيرًا إلى أن العرب الذين ضاقوا ذرعًا بفلسطين وتداعيات دعمهم لها ولو كان هذا الدعم لفظيًا ليس إلا، أحرجهم بقاء نظام عربي يتيم ممسكًا بجمر محبتها فحاولوا طويلًا مساومته على رفع يده عن دعمها وحين آيسوا من ذلك افتعلوا بالتنسيق مع الغرب الفتنة في سوريا وغذوها وعرضوا مجددًا على القيادة السورية شروطهم لوقفها.
ولفت وليد إلى أن مرحلة المساومات على الثوابت والتي استمرت على مدى فترات زمنية طويلة امتدت إلى ما قبل الأزمة في سوريا قد انتهت وهذا ما يفسر قدوم العرب إلى دمشق ورغبتهم في فتح صفحة جديدة ولكن بشروط أكثر توازنًا بالنسبة للعاصمة السورية.
عبد الرحمن السيد أحد وجهاء مدينة الحسكة أكد في حديثه لموقع “العهد” الإخباري أنه ومنذ بداية الحرب الكونية على سوريا نبه الرئيس بشار الأسد إلى وجود مؤامرة كبرى تهدف إلى تقسيمها وتبديد قوتها الخارجية على اعتبار أن القرار السوري كان فاعلاً في كل ملفات المنطقة. وأضاف السيد إن هذه المؤامرة قد اتضحت وكشفها أصحابها لاحقاً حين تنازعوا فيما بينهم ولم يعد بإمكانهم فعل أكثر مما فعلوا، مشيرًا إلى أن الشعب السوري يضحك في سرّه اليوم حين يسمع العرب يتحدثون عن “مساعيهم الدؤوبة لاستعادة سوريا إلى الحضن العربي” لكنه لا يرغب في خوض جدال بهذا الشأن لأن الأهم تحقق وهو عودة العرب إلى سوريا وبعد ذلك فإن الخير سيعود على المنطقة بأكملها.