كيف تصنع ’العربية’ ’بروباغندا’ التجويع في مضايا؟

arabiyatv

موقع العهد الإخباري:

أثبتت فضيحة الاعلام الخليجي الأخيرة في مضايا اعتماد هذا الطرف على قاعدة “اكذب اكذب اكذب حتى يصدّقك الناس”. “بروباغندا” الهياكل العظمية في مضايا السورية لم تكن فقط صنيعة صور مفبركة من وسائل اعلام المجموعات المسلحة. بل هي حصيلة جهد اعلامي قائم على اقتطاع الأخبار واجتزائها وتشويهها مع بعض الاضافات عليها في كثير من الأحيان، لتتلاءم مع توجّهات الاعلام التي تستهدف شيطنة “سوريا والمقاومة”.“العربية” نموذجاً.

تعنون “العربية” أحد تقاريرها على موقعها الالكتروني بالتالي “الأمم المتحدة: كل مشاهد مضايا حقيقية وغير مفبركة”. أمّا النص فيزعم “توثيق جرائم نظام الأسد وميليشيات حزب الله بحق أهالي مضايا من أعلى منظمة عالمية معنية بحقوق الإنسان في العالم”. ويُستكمل مسلسل التلفيق “وبعد أن أكد المسؤول الأممي عن الشؤون الإنسانية والإغاثة في سوريا، أصالة روايات التجويع التي عانى منه سكان مضايا، أتت تصريحات رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة هناك لتوثق تلك الخروقات التي ترقى إلى جرائم الحرب، بحسب المسؤول الأممي”.

رغم أن قناة بني سعود لم تذكر في كل التقرير الذي أوردته اسماً واحد لأيّ من المسؤولين الأمميين الذين نقلت عن لسانهم ما نقلته، إلاّ أن جولة صغيرة على وكالات الأنباء، تظهر الحقيقة الفضيحة.

تقول الحقيقة -المُرّة على المزوّرين- بأن رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في سوريا باولو بنهيرو، تحدّث لوكالة “رويترز”. لكن الرجّل لم يذكر لفظ “حزب الله” ولا حتى “نظام الأسد”. بل تحدّث بكل موضوعية عما تعانيه البلدة السورية المحاصرة (وذلك رداً على أسئلة محددة من رويترز) دون أن يحمّل جهة بعينها المسؤولية.

ما يجعل من تقرير “العربية” مجتزأً بشكل فاضح، هو اقتطاعه لفقرة جدّ مهمّة من كلام رئيس لجنة التحقيق وهي حرفياً – بحسب تقرير “رويترز”- إن “قوات المعارضة تحاصر ايضا قريتي الفوعة وكفريا اللتين تسيطر عليهما القوات الحكومية بمحافظة ادلب حيث سلمت الأمم المتحدة امدادات يوم الاثنين”. وأضاف ان “مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية يحاصرون مناطق تسيطر عليها قوات الحكومة في دير الزور”. كما تقول الأمم المتحدة بحسب تقرير “رويترز” عينه إنه “يوجد حاليا نحو 15 منطقة محاصرة في سوريا يعيش فيها قرابة 450 ألف شخص”.

مجرّد التدقيق البسيط لكلٍّ من تقريري “رويترز” و”العربية”، يظهر كذب “العربية” ومدى استعدادها للتخلي عن أبسط القيم المهنية، فحتى المواقف والتصريحات باتت تفبرك وتختلق وتُحرّف. لم يتكلّم بنهيرو، فيما يخص مضايا، عن جهة بحد ذاتها ولم يسمِّ أحداً، حتى أنه أكّد ان التحقيقات مستمرة ولم تنتهِ بعد، ملقياً اللوم على ما يحدث في البلدات المحاصرة جميعها في سوريا على “طرفي النزاع”. أمّا على “العربية”، فالتزوير سيّد الموقف.

“المسؤول الأممي عن الشؤون الإنسانية والإغاثة في سوريا” الذي استندت اليه “العربية” في مطلع تقريرها المشوّه، هو في حقيقة الأمر “المنسق الأممي المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا يعقوب الحلو. اكتفت القناة بالقول إن الرّجل “أكّد أصالة روايات التجويع في مضايا”، لكنّها تغاضت عن حديثه المطوّل حول كفريا والفوعة وكل المدن السورية المحاصرة. وأكثر، هي تعامت عن قصد عن تأكيد الرجل على تعاون الحكومة السورية في ايصال المساعدات الغذائية. وفيما يلي النص الحرفي لكلام الحلو حول هذه النقطة “التعاون مع الحكومة السورية كان جيدا لأن الحكومة السورية باركت هذا الاتفاق الذي أفضى إلى ما نحاول القيام به. هذا الاتفاق تم في شهر سبتمبر ويتعلق بهذه المدن الأربع: مضايا والزبداني في ريف دمشق، والفوعة وكفريا في محافظة إدلب. فقد باركت الحكومة السورية هذا الاتفاق، وتعاونّا مع الحكومة السورية وأيضا مع كل الجهات المختصة في جانب المعارضة على مرّ الشهور الثلاثة الماضية لتنفيذ بنود الاتفاقية المختصة بالمسائل الإنسانية وإيصال المساعدات”.

ما يؤكّد تعاون الدولة السورية مع كل محاولات ادخال المكساعدات الانسانية ونفي مزاعم “العربي”، هو ما قالته منظمة الصحة العالمية بأنها “تنوي العودة إلى مضايا يوم الخميس ضمن قافلة للأمم المتحدة تحمل مزيداً من الامدادات الطبية والغذائية”. ادخال مساعدات مرتين في أسبوع واحد، ينفي الادعاءات والاتهامات الموجهة للحكومة السورية.

اقتطاع قناة “العربية” للفقرة التي تتحدث عن حصار كفريا والفوعة ومناطق دير الزور لمجرّد أنها تتبع للجيش العربي السوري، يُظهر الخلفية التي تُثار فيها القضايا الانسانية في الاعلام الخليجي المبرمج سعودياً وقطرياً. تقول القاعدة بأن من يجوع بسب احتكار المجموعات المسلحة ونهبها المساعدات في مضايا هو ضحية “النظام السوري”، ولأجله تُفبرك الصور وتُذرف دموع التماسيح. أما أولئك القابعين في كفريا والفوعة ونبل والزهراء ودير الزور، فيما أنّهم مع شرعية الدولة والجيش السوري، فعليهم أن يدفعوا ثمن خياراتهم السياسية، موتاً بطيئاً، بالحصار والتجويع وقذائف القتل من المجموعات الإرهابية، لكن بصمت، دون صورة لهم على شاشات تدّعي الانسانية زوراً في فضاء مملوك بمعظمه من ممالك الخليج.

[ad_2]

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.