كيف استفادت إسرائيل من الأنظمة الخليجية … الجولان نموذجاً !
هل هناك مشروع إسرائيلي ـ خليجي للاعتراف بما يُسمى بـ إسرائيلية الجولان السوري المحتل؟ إن كان ذلك صحيحاً بالفعل فما هو الثمن الذي ستقبضه الأنظمة الخليجية من الأمر؟ وبماذا ستستفيد المعارضة السورية ؟
أسئلة كثيرة بات الشارع السوري يثيرها، فضلاً عن المحللين والمراقبين للملف السوري عن بعد، لا سيما هؤلاء المحسوبين على محور المقاومة في إيران ولبنان والعراق والقوميين العرب في كل من لبنان والأردن ومصر والمغرب العربي.
هذه التساؤلات لم تأت عن عبث، حيث وقعت أحداث هامة في فترات متقاربة لدرجة أنها بدت وكأنها مترابطة ومحسوبة، كاعتبار الجمهورية الإسلامية العدو الوحيد للأمة العربية والإسلامية بحسب مزاعم الأنظمة الخليجية، ومن ثم إدراج المقاومة اللبنانية وعلى رأسها حزب الله على قائمة الإرهاب وملاحقة كل من يريد المقاومة في دولهم، وقب لذلك تعليق عضوية سوريا من الجامعة العربية، والمشاركة في دعم ميليشيات متطرفة تقاتل على الأرضي السورية، ولم تكن صدفة أن كانت إسرائيل تدعم ذات الميليشيات أيضاً كبجهة النصرة وما يُسمى بالجيش الثالث على الجبهة الجنوبية، فلقد فتح الكيان الصهيوني مشافيه بوجه الإرهابيين السوريين الذين يسقطون جرحى إثر المعارك ضد الجيش السوري، كثير منهم تلقى العلاج في إسرائيل ثم عاد للقتال، وقد استفاد الصهاينة من ذلك إعلامياً أيضاً وروجوا لادعاءات مفادها بأنهم رحيمون بهؤلاء الـ “السوريين”، بالمقابل لم يبخل هؤلاء الإرهابيون في كيل المدائح على الصهاينة والدلائل على ذلك موجودة في فيديوهات بثتها وسائل إعلام العدو الإسرائيلي كثيراً لا سيما خلال زيارة بنيامين نتنياهو لهؤلاء الجرحى في المستشفيات الصهيونية.
السوريون لم ينسوا أيضاً آفي ديختر وزير الأمن الإسرائيلي السابق الذي أطل في بدايات الأزمة السورية من هضبة الجولان المحتل، في رسالة وجهها للمجتمع الدولي والعربي يطالب فيها بما أسماه مساعدة الشعب السوري في “ثورته”، أيضاً فإن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على مواقع داخل سورية استهدفت أهدافاً للجيش السوري والمقاومة مع استهداف الجماعات الإرهابية التكفيرية للمواقع العسكرية السورية خصوصاً مواقع الدفاع الجوي، كل ذلك ربط الأحداث ببعضها لتصل معظم الآراء بأن هناك خيطاً واضحاً وليس رفيعاً بين الجماعات المسلحة السورية وبين الكيان الصهيوني.
وفي آخر دلائل تصهين ما تُسمى بـ “الثورة” فقد أطل رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو خلال اجتماع وزاري من الجولاني المحتل ليعلن على الملأ بأن الجولان تحت السيادة الإسرائيلية وسيظل كذلك! وهي رسالة تحدٍ للمجتمع الدولي أولاً وللعرب ثانياً وللمسلمين ثالثاً، لم لا فالسوريون جزء منههم بات يرى في إسرائيل جارة لا عدواً بالمقارنة مع الدولة السورية كما أن حزب الله المقاوم بات في عرف الأنظمة الخليجية والعصابات المسلحة التي تواليها في الدول المشتعلة مجرد منظمة إرهابية لا مقاومة، فيما إيران أصبحت هي العدو الأوحد والأساس مذهبي بحسب الدعاية الوهابية الخليجية، بسبب كل ذلك قام نتنياهو بحركته تلك ليزعم بأن الجولان السوري المحتل أرض إسرائيلية وستبقى كذلك، إذ لا يوجد من يرد على ذلك سوى من يوصفون بالإرهابيين أي حزب الله وداعمته سوريا، والعدو الأكبر إيران!.