كونيا.. المدينة الصوفية ومهبط مولانا جلال الدين الرومي
كونيا (تركيا) (زمان عربي) – على مر العصور وقفت مدينة كونيا أكبر المدن التركية من حيث المساحة شاهدة على العديد من الحضارات والثقافات المختلفة حتى أصبحت اليوم من أهم وأكبر المراكز الثقافية والدينية في تركيا.
نأخذكم اليوم في جولة إلى مدينة كونيا التي تستقبل آلاف الزوار المحليين والأجانب من جميع أنحاء العالم سنوياً، لمشاهدة معالمها التاريخية بطابعها الصوفي وطرازها المعماري الممتزج بين الثقافة التركية والإسلامية، بصحبة كتاب “دليل السفر إلى كونيا” لخبيرة تاريخ الفن كوتسا ألتين.
وبجانب معالمها ومعتقداتها الدينية ومناخها الروحاني الصوفي الفريد، تشكل المدينة لوحة فنية بديعة من خلال جداول المياه التي تزين البيئة، وبحيراتها، ومناطق غاباتها، وشلالاتها، ومرتفعاتها، التي تسحر العيون.
هذه المدينة، التي تحتضن مجموعة غنية من التراث الثقافي والتاريخي وتضم محموعة من الآثار التاريخية القديمة، تعتبر متحفًا مفتوحًا من خلال الآثار القيّمة التي تمزج بين الثقافتين الإسلامية والتركية في منطقة الأناضول.
أشهر جوامع كونيا
يتربع جامع علاء الدين على رأس أشهر جوامع المدينة الصوفية. ولكن من منظور الجمال يأتي جامع إيبليكتشي، وجامع شرف الدين، وجامع شمس التبريزي، وجامع بيري محمد باشا، على رأس أشهر جوامع المدينة من حيث الجمال المعماري والزخرفي.
أمَّا عن الأضرحة والمقامات، فيعتبر ضريح مولانا جلال الدين الرومي، الذي أصبح رمز المدينة الصوفية، من أشهر الأضرحة والشواهد بالمدينة، من بعده ضريح سنان باشا، وضريح حُرَّم باشا، وجامع وضريح طاهر وزليخة.
ثلاثة أيام على الأقل كافية لزيارة كل معالم المدينة!
تحتاج تلك المدينة الصوفية العتيقة إلى جولة لا تقل عن ثلاثة أيام، للاستمتاع بمعالمها وروحها الصوفية الزكية التي انطبعت على مر العقود والقرون بروح من مروا وأقاموا ودفنوا فيها من العلماء والحكماء أمثال: بن عربي، وصدر الدين قونوي، وشمس التبريزي، ومولانا جلال الدين الرومي.
فإذا كنتم تفكرون في جولة سريعة ليوم واحد، يمكننا أن نبدأ جولتنا من تلة علاء الدين، والاستمتاع بزيارة المعالم الأثرية القديمة من عصر مولانا جلال الدين الرومي، وضريحه ومكان إقامته، بمركز المدينة.
أمَّا إذا كانت جولتكم ليومين، يمكننا أن نخصص اليوم الأول لمركز المدينة، واليوم الثاني نقضيه بجولة في كنيسة آيا إيلينا، ثم قرية سيلاّ المعروفة بمعابدها الكهفية المزخرفة بالصخور البركانية. وبعدها يمكنكم أن تطلقوا العنان لأنفسكم للاستمتاع بصوت الطبيعة وخرير المياه المتدفقة في جدول مارام.
وإذا كنتم تفكرون في جولة من المتعة الحقيقية بالمدينة والبقاء ليومين أو ثلاثة أيام أخرى، يمكنكم زيارة منطقة تشاتال هويوك، أول أماكن استيطان الإنسان في التاريخ، وبحيرة ماكا الساحرة، والحفريات العتيقة في الصخور لقبائل الهيتيت، ومدينة جوكتُرك- كيليسترا العتيقة، وضريح نصر الدين خوجا ببلدة أكشهير، وبقايا القلعة السلجوقية، وكذلك مدرسة كوبادا آباد ببلدة باي شهير.