كربلائيون في اليمن
صحيفة المسيرة اليمنية-
احترام المُشرّف:
(قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْـمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ).
المودة في القربى لم يرد منا رسول اللّه إلا المودة لآل بيته، عذراً رسول اللّه مما اقترفته أمتك في حق آل بيتك فهم كانوا وما زالوا يسيئون إليك في قتلهم وتشريدهم بآل بيتك وذريتك بدءًا بسيدا شباب الجنة الحسن والحسين -عليهما السلام- مُرورًا بحليف القرآن الإمام زيد وطيلة القرون التي بيننا وبينك حتى عصرنا هذا وهم لا يألون جهداً في استباحة دماء آل محمد المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.
وإذا كانت كربلاء العراق قد شهدت قتل العترة الطاهرة من آل بيت النبي وسبى لبنات النبي، ففي اليمن هناك كربلائيون من آل بيت النبي فعل بهم كما فعل بآبائهم.
صحيح أنهم ذبحوا اليمن من الوريد إلى الوريد ولم يستثنوا لا الشيخ الكبير ولا الطفل الصغير وهدموا البيوت فوق ساكنيها، نعم قد أتى العدوان على الأخضر واليابس في اليمن.
ورغم هذا يظل ما حصل لهذه الأسر الذين لا ذنب لهم سوى أنهم هاشميون ينحدرون من الدوحة المحمدية المباركة وَإذَا كان اليمن كُـلّ اليمن يعاقب على حبه وولائه للنبي وآل بيت النبي.
فقد كان عقاب من يربطهم ببيت النبوة قرابة أشد وأنكى وكانت مشاهد كربلاء تعاد فيهم وما حدث لآبائهم حدث لهم، فقد ارتكب معدومي الضمير من دواعش ومن حزب الأوساخ ومن مرتزِقة أبشع الجرائم الإنسانية فقد ذبحت الرؤوس وسحلت الجثث وقطعت الأوصال وسملت الأعين ورمي بالرجال من أعلى الشواهق وأحرقت المزارع ودمّـرت البيوت فوق ساكنيها ونهبت الأموال وشردت النساء وألقيت الجثث لا تجد من يدفنها إلا ما تبقى من النساء يحفرن القبور ويدفن أزواجهن وأولادهن.
ما حدث في اليمن بحق الإشراف من آل الأمير وآل الجنيد وآل الرميمة من جرائم تقشعر لها الأبدان ويندى منها الجبين تقشعر الأبدان لوحشيتها وبشاعتها؛ لأَنَّ من قاموا بهذه الجرائم البشعة يزعمون أنهم مسلمون يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وهم يقتلون أناساً لا ذنب لهم إلا أنهم ينتسبون إلى محمد رسول الله، لا ذنب لهم إلا أنهم أولاد فاطمة الزهراء بضعة الرسول.
ما الذي كان يريده ويسعي إليه الدعي يزيد وما الذي يريده الآن من نهج يزيد في هذا العصر هل يردون بقتلهم الحسين وتسميمهم الحسن وتنكيلهم بمن يكون من ذريتهم إنهاء نسل الحبيب محمد، كلا والله لا يسعهم هذا وليس بمقدورهم ذاك فقد وعد الله حبيبه بالبقاء وشانئه بالفناء.
“بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ”.
ونسب النبي باق من الكوثر فاطمة الزهراء عليها السلام.
من أجل فاطمة أنعم بفاطمة.
من أجل فاطمة قد شرف النسب.
وكلّ حسب ونسب وصهر مقطوع يوم القيامة إلا حسب ونسب النبي -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- ونسبه محسوب من فاطمة.
صبراً واحتساباً يا من قتلتم ونكل بكم وقولوا لقاتليكم ما قالته العقيلة زينب لمن قتل أبناء البتول، والله لن تمحوا ذكرنا ولن تميتوا وحينا ولن يسقط عنكم عار ما فعلتم بنا، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ).