كتاب:هل ما جرى ويجري في سورية (ثورة) أم (مؤامرة)؟ الحلقة الأولى
كتاب:هل ما جرى ويجري في سورية (ثورة) أم (مؤامرة)؟
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).
من تأليف سعادة سفير الجمهورية العربية السورية في العاصمة الأردنية عمان اللواء الدكتور بهجت سليمان…
حصرياً على موقع إنباء الإخباري
الحلقة الأولى
– 1 –
عندما يقبل النسر بمحاورة الذبابة، لكن الذباب يرفض الحوار قبل أن يتنحى النسر، لأن الذبابة ملكة الساحة. هذا هو حال المعارضات السورية مع القيادة السورية.
-2-
الجيش العُر.. العرعوري: العُرّ: تعني لغويا: الأجرب، الجربان.
-3-
أغلبية الشعب السوري ومعه القيادة السورية، يريدون الانتقال بالدولة السورية من الحالة الأمنية إلى الحالة الآمنة. أما معارضات الخارج، وبعض الداخل، ومعهم قوى الإرهاب التكفيري والإجرام التدميري وداعموهم الانكشاريون والأذناب المشيخيون الوهابيون، يريدون الانتقال بسورية إلى (الدولة الدينية) التي تعتبر الدولة الأمنية، نعيما بالقياس إليها.
-4-
الأمور مرهونة بنتائجها، لا ببداياتها.. وبجوهرها لا بشعاراتها
-5-
تعريفات شائعة:
الفوضى الخلاقة: خلاقة للمشروع الصهيو-أميركي، وهدامة للمجتمعات العربية.
الربيع العربي: مصطلح صكته دوائر الخارجية الأمريكية، وصدّرته للعرب، فجاء(صقيعا عربيا) بل وشتاء نوويا، عندما انهار الأمن، وانهار الاقتصاد، وانقسم المجتمع، وعاد الاستعمار الجديد ليكون صاحب القرار الأول، وبأدوات محلية.
المجتمع الدولي: هو المنظومة الصهيو- أميركية- الاوربية.
المقاومة: هي الإرهاب، بمفهوم المجتمع الدولي.
الشرق الأوسط: هو البلدان العربية والإسلامية، ولكن على أساس غير عربي وغير إسلامي.
الشرق الأوسط الجديد: هو شظايا الشرق الأوسط الحالي، والتي من المفترض أن تدور في فلك دولة (شعب الله المختار).
الهيمنة الغربية: هي طريق الديمقراطية، والانفتاح على العالم، بمقتضى قاموس المجتمع الدولي.
رفض الهيمنة الغربية: هو الاستبداد والتخلف
الإخوان المسلمون: هم لا إخوان ولا مسلمون، بل حزب سياسي تابع للاستعمار ين القديم والحديث، يتبرقع بالإسلام، من اجل الوصول للسلطة، ولو على جثة الإسلام والعرب معاً.
الوهابية: هي دين جديد، كان ضرره على الإسلام، بما لا يقل، إن لم يزد عن ضرر الصهيونية له.
الحضن العربي: هو المكان الذي يباركه (العم سام) وترضى عنه الصهيونية.
الصفوي،الرافضي،المجوسي: هو كل من يرفض الانخراط في المنظومة الصهيو-أطلسية.
العربي الجيد: هو العربي الميت، أو التابع، بنظر الصهيونية.
(القاعدة): هي التنظيم الإرهابي المسلح، الذي أنشأته وبنته الـ cia بأموال البترو دولار، وبشعارات إسلامية، لخدمة المشروع الصهيو- أميركي.
اليهودي: من ولد لام يهودية، بغض النظر عن إيمانه أو كفره باليهودية.
الصهيوني: من نذر نفسه لخدمة الصهيونية ، سواء كان يهوديا أو مسيحيا أو مسلما أو وثنيا أو بوذيا أو شانتويا أو هندوسيا.
-6-
عندما تمتلئ أطياف المعارضات السورية، بلمامات من أسا طين الفساد والمرتشين السابقين، ومن الساقطين والطامعين اللاحقين ، ومن الكيديين والضغائنيين، ومن الظلاميين التكفيريين، ومن الإرهابيين التدميريين….فإلى أين يمكن أن تصل مثل هذه المعارضات، بالوطن؟؟!! ستصل أما إلى خراب الوطن، أو إلى وضع حد لها من قبل الدولة، وتقويم ما يمكن تقويمه منها وإعادته إلى جادة الصواب.
-7-
جعل (الوهابيون) و(الاخونجيون) من ( الإسلام المحمدي): (إسلاما بريطانيا) ثم (إسلاما أمريكيا) وصولا إلى (إسلام صهيو-أميركي ).
-8-
إن تغليف الصراع السياسي، بغلاف طائفي أو مذهبي، كان عبر التاريخ، أسلوب الأوغاد وملاذهم وملجأهم..لأنهم يريدون تزوير الحقائق والوقائع، وطمسها بستائر كثيفة من التضليل والتزوير والتزييف.
-9-
عندما يخرج لنا(شعبوط) أو (بلعوط) من معسكر الأعداء، لينهشنا ويشتمنا، فإننا نفهم ذلك، لأنه يقوم بواجبه الوظيفي المرتهن له… أما عندما يتمادى (شعبوط) او(بلعوط) يحتسب نفسه من معسكر الأصدقاء، فإن هذا الشبوط أو البلعوط، واحد من اثنين: أما انه مغفل محدود الفهم والإدراك ، يتوهم انه يمكن أن يراكم لنفسه رصيدا إعلاميا أو معنويا معينا، من خلال تطاوله على من يفترض أنه وإياهم في خندق واحد (اللهم إلا إذا كان في قرارة نفسه لا يضع نفسه في خانة الأصدقاء).. أو أن ضحالة تجربته، جعلته يتوهم أن شجر اللبلاب الذي (يتعمشق) على جذوع شجر السنديان، يمتلك الأهلية للحكم على شجر السنديان.
-10-
ليس هناك جدوى من الانتقال من( قطيعية الأغنام ) إلى ( قطيعية الثيران ) الأولى خانعة، والثانية هائجة… الأولى تلغي إنسانية الإنسان ، والثانية تسحق بقرونها الناطحة إنسانية الإنسان.
-11-
بؤس المعارضات السورية: جميع معارضات الدنيا، تعود إلى بلدانها، عندما تقوم فيها حراكات شعبية، ما عدا المعارضات السورية، فإنها تفعل العكس، وتغادر بلدها للإقامة في الخارج.. والمفارقة، عندما يبرر بعضهم ذلك، بخشيته من الاعتقال… وكيف لمن يعتبر نفسه مناضلا وثائرا، أن يخشى من الاعتقال؟ إلا إذا كان يَعتبر المعتقلين، أو من تعرضوا للاعتقال، أدنى منه بكثير.
-12-
المعارض المغترب و(المتغرب) حديثاً (ميشيل كيلو) يأخذ على أشخاص المعارضات التي جمعها في البحر الميت ، مركز دراسات، يتلطى وراء تسمية (القدس) ويتمول من الـCIA… يأخذ عليها، أنها لا تركز على ماذا يجب أن تفعل، لكي يذهب النظام، بل تركز على ما يجب أن تفعل، بعد أن يذهب النظام.. ويبدو أن ميشيل كيلو يتجاهل (ولا يجهل) أن السبب في ذلك، هو أن هؤلاء الأشخاص وأشباههم، ليسوا فاعلين في أي شيء، حتى يقرروا، بل هم مفعول بهم، يقادوا ويداروا ويوجهوا، من الخارج الأطلسي-الانكشاري- الأعرابي….أي إن هذه الشخصيات (!!!!!!) تقوم بأمرين فقط، هما: تلقي التوجيهات والتعليمات من الخارج…وتلقي الأموال والدعم من الخارج.
-13-
من الطريف غير الظريف، أن يقوم احد مجندي المارينز الإعلامي المتأسرل، منذ أكثر من أربعين عاما من ماضيه المخزي وغير المشرف، بعد أن تقلب بين أحضان أجهزة مخابرات أعرابية وإقليمية ودولية، بما في ذلك إسناد مهمة وزارة الإعلام إليه لفترة قصيرة في بلد عربي (معتدل جداً ) إلى أن تفوقت تقلباته البهلوانية على (اسمه)… أن يقوم هذا البيدق باتهام سورية بأنها تحرس احتلال إسرائيل للجولان…وينسى أن مشغّليه وأسياد مشغّليه، لا يحرسون احتلال إسرائيل للقدس، فقط… ولا يحرسون الاحتلال الصهيوني لكامل فلسطين، فقط.. بل وضعوا أنفسهم في خدمة إسرائيل وحلفائها، من أجل السيطرة والهيمنة على كامل المنطقة.
-14-
يخطئ من يظن أن: مهلكة (وليس مملكة) آل سعود التلمودية الوهابية، دولة وطنية أو إسلامية، بل هي مستعمرة عائلية يمتلك (20) ألف أمير وأميرة (بينما لا يوجد في الكرة الأرضية بكاملها ألف أمير) البلاد والعباد، والأرض وما فوقها وما تحتها، يضعونها تحت تصرف أسيادهم حماة إسرائيل في واشنطن، من أجل دعم إسرائيل، مقابل بقاء استعبادهم لأرض الجزيرة العربية، التي سطوا عليها، ولم يخجلوا من تغيير اسم أرض الرسالة الإسلامية ونسبوا لجدهم (سعود ) الأرض المقدسة، التي لم ينسبها الرسول الأعظم، لا لنفسه ولا لجده هاشم… ولم تكتف عائلة أل سعود بذلك، بل جعل أمراؤها العبيد من مستعمرتهم هذه كيانا طائفيا مذهبيا إرهابيا، ينشر الطائفية والمذهبية والإرهاب في جميع جهات الأرض.
-15-
إذا كان (توماس فريدمان) الإعلامي الأمريكي الشهير، يتساءل: إذا كانت بلاده (USA ) قد انتقلت من الديمقراطية إلى (الفيتو- قراطية)…. فالأمة العربية، تتساءل: هل يراد، بها، ولها، أن تنتقل، تحت لافتة وشعار(الديمقراطية) إلى (الفتوى- قراطية)؟؟؟!!! مع تزيينها بديكور من ليبراليين جدد، ومن يساريين تائبين، ومن قوميين مرتدين، ومن ناصريين (يتربعون في أحضان أعدى أعداء جمال عبد الناصر، من مشايخ البترو دولار، ومن أحفاد سايكس بيكو).
-16-
السياسة بين الكياسة ، والتياسة ، والنجاسة ، والدياثة:
الكياسة: هي الفطنة وخفة الظل.
والتياسة: هي العناد والمكابرة، وبوصلة أصحابها: الرغبات، وخيبات الأمل.
والنجاسة: هي الأنانية والخبث والغدر.
أما الدياثة: فهي أسوا أنواع العُهر الأخلاقي، وهذا بالضبط، ما يمارسه الأمراء العبيد في(مهلكة أل سعود) التلمودية الوهابية، ويمارسه نواطير الغاز، وخدم القواعد الأميركية العسكرية في (إمبراطورية قطر العظمى) تجاه سورية وتجاه جميع القضايا العربية.
-17-
ألا يستخف بعقولنا، من يريد أن نصدق، باًن أحفاد سايكس بيكو وبلفور، وأذنابهم من الأمراء العبيد، ومن نواطير الغاز، ومن أقنان القواعد الأميركية، ومن صبيان المصالح الصهيو- أميركية، ومن مجندي أفواج المارينز الإعلامي العربي المتأمرك المتصهين… يقفون أو يمكن أن يقفوا يوما، مواقف أخلاقية وقومية، وخاصة في ما يخص القضايا العربية والمصالح العربية.. والحقيقة هي أن هؤلاء قليلو العقل والفهم، وعديمو الضمير والوجدان.. ولم يتصرفوا ولا يمكن أن يتصرفوا يوماً، إلاّ على هذا الأساس.
-18-
تلك العلَقات والطحالب والزواحف والقوارض الإعلامية والفضائية، لم ولن تتوقف سورية عندها طويلا… فالحرب التي تخوضها سورية، اكبر من هؤلاء، ومن مشغليهم وهّابيي الأعراب الأذناب ، بآلاف المرات… رغم أنهم لعبوا ويلعبون دور الأدوات القذرة في هذه الحرب التي يشنها على سورية، أسياد أسيادهم، في المحور الصهيو-أميركي- الأطلسي- الانكشاري الجديد….وكما تقول العرب (وقائد كل قافلة حمار) وقائد هذه القافلة… من الإبل، هو باني وممول المستوطنات الإسرائيلية، حارس وممول القواعد العسكرية الأميركية، وناطور حقول الغاز في الأرض القطرية ، والمنقلب على أبيه وعلى العرب وعلى الإسلام، لصالح المشروع الصهيوني… والسؤال: كيف يمكن لعاق وخائن وجاسوس، كهذا، أن يكون نصيراً لأي حراك عربي، إلا إذا كان هذا الحراك في خدمة إسرائيل وحلفاء إسرائيل؟؟!!. ثم أليس من واجب جميع شرفاء العرب، أن يدركوا الحقيقة المسمومة والملغومة للأمور، عندما يرون بأم أعينهم، أن مشيخات البترو دولار المحميات، واسيا دهم الأطلسين، هم المحتضنون لما جرى ويجري.
-19-
يقول (سيد قطب ) الأب والمرشد الروحي للتلاقح السفاحي بين (الوهابيين ) و(الإخوان المسلمين) منذ خمسينيات القرن الماضي، يقول: ( الوطن مرادف للوثن، والعلم مرادف للصنم) وقد كان تلامذته أوفياء لنهجه الظلامي التكفيري التدميري الإلغائي الإقصائي، واستنفروا كل طاقاتهم وقدراتهم، لمواجهة ومحاربة أعداء الاستعمار القديم، ومواجهة أعداء الاستعمار الصهيو-أميركي الجديد، وقاتلوا الاشتراكيين، واليساريين، والقوميين، والوطنيين، ووقفوا ضد حركات التحرر أينما كانت في العالم، وقتلوا من المسلمين والعرب، مئات أضعاف، ما قتلوا من أعداء العرب التاريخيين… ومع ذلك لا يجدون غضاضة في ادعاء الدفاع عن الإسلام، والاختباء وراء ستار الورع والزهد والتعفف والتقشف، لإخفاء شبقهم وجشعهم اللا محدود للمال وللسلطة، حتى لو كان ذلك على حاملة أمريكية أو عبر حاضنة صهيونية.
-20-
هل يمكن الحديث عن (ثورة) أو (انتفاضة) في سورية ؟ آم عن (ثورة مضادة)؟ طالما أن (مائير داجان) الرئيس السابق للموساد، و(أفي ديختر) الرئيس السابق للشاباك (جهاز الأمن العام) من أشد أنصار هذه الثورة؟؟؟!!! ومعهم (آفيغدور ليبرمان) وزير خارجيتهم المتيّم بهذه الثورة؟؟؟!!! وفوق ذلك (افراييم هاليفي) رئيس الموساد الإسرائيلي الأسبق الذي كتب في صحيفة (يديعوت أحرونوت) بتاريخ ( 2 نيسان 2012 ) بالحرف: (إن بقاء الرئيس الأسد، أكبر هزيمة إستراتيجية لإسرائيل، منذ قيامها)… فهل يمكن لما هو كذلك أن يكون في غير صالح إسرائيل؟؟!! وهل يمكن لما هو في صالح إسرائيل، أن يكون إلا (ثورة مضادة) تريد سحق الشعب السوري؟؟؟؟؟!!!!!
-21-
كما إن من حق البعض، أن يحمّلوا السلطة في سورية، مسؤولية (العنف)عبر اعتبار هذا البعض، آن السلطة هي التي بدأت بالعنف، الأمر الذي أدى إلى رد فعل عنفي… كذلك من حق غير هذا البعض، أن يقول العكس، وأن يقول إن ما يسمونه (الحل الأمني) لا علاقة له بالعنف المستشري… وأن العنف كان خطة دولية، وإقليمية، مبرمجة ومعدة، لولبيا وتصاعديا، وجرى وضعها موضع التطبيق، عندما فشل أصحابها، بل وعندما فوجئوا، بعدم سقوط سورية، شعبيا وجماهيرياً، كما جرى في تونس ومصر، فاستخدموا العنف بأعلى الدرجات المتاحة لديهم، وبرروا سلوكهم الإجرامي هذا، بتحميل مسؤوليته للسلطة، والاستمرار في تسويق مقولة تحميل السلطة مسؤولية، ليس العنف فقط، بل تحميلها مسؤولية جميع سلبيات هذا الكون.