كتاب في مصر ، نامت مصر عن ثعالبها
موقع إنباء الإخباري ـ
علي عبادي:
“شُدّ رجوعاً” هي حال الامة مع نفر لا يجيدون إلا إعمال السكاكين في جسدها تحت مسمى العودة إلى الأصول والسلف.
نشر في مصر كتاب عن “التغلغل الشيعي” في هذا البلد، طارحاً أوهاماً عن التشيّع وآليات مواجهته، وهو يأتي في سياق تبديل أولويات الامة ومحاولة خلق عدو يصرفها عن إسرائيل وأمريكا.
واللافت للانتباه أن عدداً كبيراً من الصحف المصرية نشر خبراً عن الكتاب بالصيغة نفسها من الألف إلى الياء، وكذا في صحيفة سعودية معروفة، الأمر الذي يوحي بأن الكاتب، أو الجهة التي تقف وراءه، نشرت خبراً مدفوعاً لم يبذل فيه أي صحافي من العاملين في هذه الصحف جهداً يذكر للزيادة على الخبر أو التعديل فيه.
وهذا مصداق “الاجتهاد” الممنوع في مقابل “النص” السلفي.
وغلاف الكتاب يشي بمضمونه: يصور سكيناً يفترض انها تمثل الشيعة تمزق مصر! أنظر للمبالغة والتضخيم، وهي إحدى أدوات الدعاية.
“دراسة موضوعية” قال، فتح ُ السجال في هذا الموضوع بالذات خارج عن الإطار الموضوعي للتحديات الراهنة التي تواجه مصر خصوصاً، والعرب عموماً.
والسبب أن بعض القوى الإقليمية، وفي ركابها القوى المتسلقة المحلية، تريد تقديم عدو جديد للمصريين هو إيران والشيعة بذرائع واهية، وذلك لكي يتم قبول إسرائيل لاحقاً على أنها أقل خطراً و”من أهل الكتاب” (!). هل هذا يتساوق مع المنطق الإسلامي السليم ومع مصلحة مصر؟!.
في هذا العصر، يفترض البعض أن منطق نصب الحواجز سلاح استراتيجي، والصحيح أننا في عصر التواصل والاتصال (الانترنت والفضائيات)، ولن يستطيع أحد استخدام هذا السلاح.
المطلوب التسليم بالاختلافات المذهبية والتعرف على الآخر من منطلق التسليم بالقواسم المشتركة، لأن لعبة التخويف من الآخر لن تصمد طويلاً، بل العكس، ربما تشكل حافزاً للكثيرين للبحث عن الآخر المختلف.
أعود فأقول ، السلفيون أو المتسلفون عليهم أن يُقلعوا عن إدخالنا في معارك غير ضرورية. وعلى بعض الصحفيين الشطّار أن لا يرددوا هذه الأقاويل على عواهنها، وكأنها حقائق!
هل اختفى فيكم حس النقد والموضوعية ؟