قيادي حزبي يكسر الصمت: “السرايا اللبنانية” بالالاف وهم احدى المفاجآت لاسرائيل
بظل سياسة الصمت الاعلامي الذي تتبعه قيادة “حزب الله” ومعها قيادة “السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي” يُصبح صعبا الحصول على ردود مباشرة لما يُقال هنا وهناك في صحف بيضاء وصفراء بهدف تشويه صورة الحزب إعلاميًا، وخصوصًا من خلال توجيه السهام نحو عناصر السرايا، إلا أنّ الصمت المزمن سينكسر في هذا المقال ولو بشكل جزئي، إذ إنّ الأساس حسب قيادة الحزب يبقى عدم الدخول في مهاترات داخلية قد تؤثر على الوضع الأمني الذي يشكل عنوان المرحلة الحالية، حتى ولو تعرض أحياناً للانتقاد بسبب سكوته من قبل حلفائه قبل خصومه.
تشكيل السرايا اللبنانية
تشكلت السرايا عام 1997 بهدف تأطير الشباب اللبناني في تشكيلاتٍ منظمة ومنضبطة ومواجهة اسرائيل، ومن أجل خلق مجتمعٍ لبناني مقاوم له عدو واحد هو اسرائيل ولا عدو داخلي له. هكذا يشرح قيادي عسكري في “حزب الله” مسألة إنشاء السرايا اللبنانية لمقاومة اسرائيل، معتبرًا أنّ الثغرات التي تُكتشف داخل السرايا يتم تصحيحها، خصوصًا وأنها تنظيم يجمع شبانا من مناطق ومذاهب مختلفة وحتى من خلفيات اجتماعية متنوعة، وهذا ما قد يسبب أفعالا غير مسؤولة يقوم بها البعض، إضافة إلى تلطي آخرين خلف شعار السرايا لاجل القيام “ببعض التجاوزات” التي تدخل في حسابات الزواريب الضيقة ولا تقبل بها القيادة.
ويشير القيادي، في حديث لـ”النشرة”، إلى أنّ هناك حملة شرسة ومبرمجة تستهدف تشويه صورة السرايا من قبل المتضرّرين والمعادين لمشروع المقاومة في لبنان وأنّ أغلب ما يتم بثه في هذا المجال إفتراءات ليس لها أي أساس من الصحة أو تضخيم غير مبرّر لبعض الأخطاء الصغيرة التي يتم تداركها ومعالجتها فور حصولها.
ويلفت القيادي إلى أنّ “أيّ عمل ضد العدو الاسرائيلي هو عمل مبارك ويساهم في توحيد اللبنانيين”، معتبرًا أنّ السرايا تنظيمٌ عابرٌ للطوائف يستلهم من مؤسسة الجيش اللبناني صفات الشرف والتضحية والوفاء، ومن المقاومة صفات الاباء والشهادة والعزة.
عناصر السرايا في صيدا بالمئات
بعد أحداث عبرا وهجوم الارهابي أحمد الاسير على شقق عناصر في السرايا كما كان يقول، تم تداول الكثير من الاخبار عن خروج السرايا من صيدا، الأمر الذي ينفيه بشدة القيادي في “حزب الله”، مشدّدًا على أنّ عاصمة الجنوب المقاوم لا يمكن أن تخلو من المقاومين. ويعلن أنّ “أعداد عناصر السرايا في صيدا تجاوز الألف ولم يخرج أيٌ منهم لأنهم من أبناء المدينة ووجودهم فيها ضروري لحماية عاصمة الجنوب من الإعتداءات الصهيونية ولحماية السلم الأهلي”، كاشفا عن اتخاذ قيادة السرايا قرارًا بتخفيف اندفاع الشبان في صيدا نظرا لوجود أعدادٍ كبيرة منهم تطلب الانتساب للسرايا.
وعن مشاركة عناصر منهم في المعركة التي حصلت بين الارهابي احمد الاسير والجيش اللبناني، يكشف القيادي عن مبادرات فردية لعناصر تابعة للسرايا للمشاركة في أوائل المعركة بمساعدة الجيش عبر إسعاف مقاتليه، إلا أنّ قيادة السرايا لم تتخذ قرارًا بالدخول في المعركة لأنّ الجيش اللبناني لم يكن بحاجة لأيّ مساعدة. أما عن المشاكل التي حصلت في صيدا فيؤكد القيادي أنّ إجراءاتٍ تنظيمية مشددة تم اعتمادها في المدينة أدّت إلى تجميد عضوية بعض العناصر وخروج البعض من تشكيلات السرايا نهائيا، مشدّدًا على أنها لا تُغطي أيّ مخالف في أيّ مكان.
لن نسكت عن التكفيريين!
ليست مهمّة السرايا، حسب القيادي البارز في المقاومة، حفظ الأمن اللبناني أو المشاركة في معارك عرسال وصيدا وبيروت وطرابلس والإقليم كما يتهمها خصومها، ولكنها بالمقابل لن ترضى كما اغلبية اللبنانيين أن تشاهد جيشها يُقتل وأرضها تُستباح من قبل إرهابيين تكفيريين أعلنوا نيّتهم قتل كلّ من يعارضهم، دون أن تحرّك ساكنًا، كاشفًا في هذا الاطار أنّ “سرايا البقاع وهي من جميع الطوائف، كانت على استعداد وجهوزية تامة للتدخل في المعركة الأخيرة التي خاضها الجيش اللبناني في عرسال وجرودها إذا ما استدعت الحاجة لذلك، وهي بالتالي جاهزة لأيّ مواجهة مقبلة على امتداد المساحة اللبنانية مع من يعرّض أمن لبنان واستقراره وسلمه الأهلي للخطر”.
وفي نفس السياق، يردّ القيادي على المعلومات التي تواترت عن إرسال عناصر السرايا للقتال في سوريا، فيكشف عن تلقي قيادة “حزب الله” المئات من طلبات عناصر السرايا للمشاركة في القتال بسوريا. ويلفت إلى أنّ “القيادة تباحثت في الأمر وارتأت أن لا حاجة لهذه العناصر في معركة سوريا وبالتالي لم يتم ارسال احد”، معتبرًا أنّ كلّ ما يُقال عكس ذلك هدفه التصويب على السرايا.
مفاجأة من مفاجآتنا لإسرائيل
يؤكد القيادي البارز أنّ السرايا اللبنانية ستكون مفاجأة من المفاجآت التي وعد بها “حزب الله” إسرائيل إنْ فكّرت بالاعتداء على لبنان. ويشدّد على أنّ “أيّ اعتداء اسرائيلي مقبل على لبنان سيواجَه بمجتمعٍ لبناني موحّد وبيئة لبنانية مقاومة، قوامها عناصر السرايا الذين أصبحوا بالآلاف على امتداد مساحة لبنان، مدرّبين جسديًا وعقليًا على مواجهة اسرائيل وهم سيقاتلون جنباً إلى جنب مع الجيش اللبناني والمقاومة الإسلامية وضمن إطار: الجيش، الشعب والمقاومة”.
أما في ما يخص انتقادات السياسيين للسرايا فيبتسم القيادي قائلاً: “طالما يوجه البعض انتقاداته للسرايا ويطالب بإلغائها، فهذا يعني أننا على حق وان السرايا تحقق الاهداف المطلوبة منها بإبقاء العداء لاسرائيل هو الاهم والابرز، وإذا أتى اليوم الذي تتوقف فيه الانتقادات فهذا يعني أنّ الاوان قد حان لاعادة النظر بتنظيم السرايا اللبنانية”.
ويشير في الختام إلى أنه “كان للسرايا دورٌ في وأد الفتن المتنقلة في المناطق اللبنانية المختلفة وساعدت على بقاء بوصلة العداء باتّجاه الإسرائيلي والتكفيريين، أما باقي الأفرقاء في لبنان فهم خصوم في السياسة”.
محمد علوش – موقع النشرة الإخباري