قيادات الجيش المصري ترفض طلب «البنتاغون» بالتعرّف على تفاصيل «التعاون» مع موسكو
واصل ملف العلاقات المصرية – الروسية حضوره القوي في القاهرة، امس، بعد محادثات ولقاءات وزيري الخارجية والدفاع الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، في القاهرة الأسبوع الماضي، فيما تلقى الرئيس المصري الموقت عدلي منصور اتصالا هاتفيا من نظيرة الروسي فلاديمير بوتين، عبر خلاله بوتين عن «دعم روسيا الاتحادية الكامل لمصر ولإدارتها الانتقالية التي تمثل إرادة الشعب المصري في أعقاب ثورة 30 يونيو».
وذكرت مصادر سيادية مصرية لـ «الراي» إن «مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية حاولوا خلال الساعات الماضية التواصل مع عدد من قيادات الجيش المصري للتعرف على مستقبل العلاقات والتعاون مع روسيا وما تم الاتفاق عليه خلال زيارة وزير الدفاع الروسي لمصر، إلا أن الجانب المصري رفض الإفصاح عن أي تفاصيل خاصة بالتعاون العسكري المستقبلي مع روسيا».
وأشارت إلى أن «قيادات البنتاغون طالبت القيادة العامة للقوات المسلحة في مصر، بتوضيح شكل العلاقة مع واشنطن خلال الفترة المقبلة، إلا أن القوات المسلحة المصرية أكدت للبنتاغون أن مصر لن تقبل بممارسة أي ضغوط عليها مهما حدث، وأن علاقتها مع روسيا لا يعني سعيها لقطع علاقاتها مع أي دولة أخرى بشرط عدم الإضرار بالمصالح المصرية».
في المقابل، استقبل وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، أمس، القائم بأعمال السفارة الأميركية في القاهرة دافيد ساترفيلد.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية بدر عبدالعاطي، إن «فهمي عرض خلال اللقاء سياسة تنويع وتوسيع البدائل والخيارات التي تنتهجها مصر بعد ثورة 30 يونيو من دون أن يعني ذلك استبدال طرف دولي بآخر، وإنما إضافة شركاء وأصدقاء جدد، بما يعظم المصالح الوطنية المصرية».
وأضاف ان «اللقاء تناول تطور العلاقات الثنائية في كل مجالات التعاون، فضلا عن عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعرض الوزير بشكل مفصل الموقف المصري بالنسبة لتطورات الأزمة السورية»، مشددا على «ضرورة انعقاد مؤتمر جنيف 2، ومسار المباحثات الفلسطينية -الإسرائيلية والأوضاع في قطاع غزة في ضوء زيارة رئيس دولة فلسطين الأخيرة للقاهرة، فضلا عن المفاوضات الجارية بين القوى الكبرى وإيران (6+1)».
وأشار إلى أن «ساترفيلد نقل قرار حكومة بلاده، بتخفيض التحذير الخاص بسفر الرعايا الأميركيين إلى مناطق البحر الأحمر والأقصر وأسوان وعودة عائلات أعضاء السفارة الأميركية في القاهرة، في ضوء تحسن الأوضاع الأمنية».
من جهتها، اوضحت الرئاسة المصرية، إن «بوتين أوضح أنه تلقى تقريرا من لافروف وشويغو، حول نتائج زيارتهما الأخيرة إلى مصر، مؤكدا اهتمام بلاده بتطوير العلاقات الثنائية في شتى المجالات، بما في ذلك البنية التحتية والاقتصاد والاستثمار والتجارة والتصنيع والتعاون الأمني والعسكري».
وأعرب عن أمله، «في أن تستعيد العلاقات المصرية -الروسية زخمها وتميزها، في إطار من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، معربا عن تطلعه لاستمرار التواصل المباشر مع الرئيس منصور».
وشدد الرئيس المصري خلال الاتصال، على أن بلاده «المستقلة القرار ما بعد 30 يونيو، حريصة على الانفتاح في علاقاتها الخارجية، وعلى أن تكون لديها علاقات ثنائية قوية مع كل الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي، وإن حرصنا على الانفتاح في علاقاتنا الخارجية، بما في ذلك مع روسيا الاتحادية، لن يكون على حساب علاقات مصر مع أي أطراف أخرى».
ووجه منصور الدعوة لبوتين لزيارة مصر، مؤكدا أن «مصر تبادل روسيا الحرص والرغبة في تنمية العلاقات الثنائية في شتى المجالات، وأن تستعيد تلك العلاقات تميزها وخصوصيتها، بما يليق بمكانة البلدين وثقلهما الإقليمي والدولي».
وذكرت وزارة الخارجية الروسية إن «موسكو والقاهرة اتفقتا على مواصلة تعاونهما الوثيق، من أجل حل المشاكل الإقليمية الحادة».
وأضافت في بيان على موقعها الإلكتروني، إنه «خلال لقاء وزيري خارجية ودفاع روسيا إلى مصر، تم بدقة فحص القضايا الرئيسة للعلاقات الثنائية، وتم تحديد المهام ذات الأولوية وتعزيز قوى التعاون المتبادل ذات المنفعة في مجالات التجارة والمجالات الاقتصادية والعسكرية والفنية العسكرية، وقد تم إيلاء اهتمام كبير للعلاقات الإنسانية، بالإضافة إلى السياحة».
من جهة ثانية، قال منصور، في كلمة وجهها إلى المؤتمر التأسيسي لاتحاد الإعلاميين الأفريقي – الآسيوي الذي بدأ أعماله في القاهرة، امس، وألقاها نيابة عنه حلمي الحديدي رئيس منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، إن «مصر الثورة التي انتفضت ضد الاستبداد السياسي والظلم الاجتماعي تفتح ذراعيها لشعوب أفريقيا وآسيا من أجل التعاون البنّاء للتغلب على التحديات الداخلية والخارجية لضمان غد مشرق وحرية كاملة، وعدالة غير منقوصة، ومستوى معيشي لائق».
وعلى الصعيد الأمني، قال مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام اللواء سيد شفيق، إن الوزارة «أعدت خطة أمنية للانتشار في كل أنحاء الجمهورية لتأمين كل الأهداف الحيوية والمواطنين بعد انتهاء حالة الطوارئ وحظر التجوال، فضلا عن السيطرة على العاصمة لمنع تكدير السلم العام».
وأصدر منصور من جانبه، قرارا بترقية 6 من قيادات وزارة الداخلية إلى درجة مساعد وزير الداخلية.
المصدر: صحيفة الراي الكويتية