“قنبلةُ ترامب الموقوتة”: ترتيباتٌ أوّليّة لنقلِ السفارةِ الأمريكيّة إلى القدس
حافظ الرؤساءُ اﻷميريكيّون طوال العقودِ الماضية بدايةً من الرئيسِ الأسبق بيل كلينتون، والذي خرجَ في عهدهِ قرار الكونجرس بنقلِ السفارةِ الأمريكيّة للقدس، مروراً بجورج بوش وباراك أوباما على إصدارِ قراراتٍ بتأجيل تنفيذ نقل السفارة كلّ 6 أشهر بشكلٍ متعاقب، حتى جاءت خطوةُ دونالد ترامب والذي عملَ على تأجيلِها كسلفِهِ في يونيو الماضي مبرِّراً ذلك إعطاءَ فرصة للتوصّل إلى اتّفاق سلامٍ بين الإسرائيليّين والفلسطينيّين، إلّا أنّه قرَّر بالشروعِ في تنفيذِ ذلك القرار.
وكشفَ “بنس” أنَّ الإدارةَ الأمريكيّة ستدفعُ خططها لفتح سفارةٍ للولاياتِ المتّحدة الأمريكيّة في القدس، وسيتمُّ افتتاح السفارةِ قبلَ نهاية العام القادم.
وقالَ مخاطباً الحكومةَ الإسرائيليّة: “تقدّر الولايات المتّحدة الأمريكيّة إعلان حكومتكم استعدادَها لاستئنافِ المفاوضات المباشرة مع السلطةِ الفلسطينيّة، واليوم نحن نحثُّ القيادة الفلسطينيّة بقوّةٍ للعودةِ إلى الطاولة، فالسلامُ يمكن أنْ يأتي فقط من خلالِ الحوار”.
وأشارَ إلى أنَّ “الولاياتِ المتّحدة ملتزمةٌ بتحقيقِ سلامٍ دائم بين الإسرائيليّينَ والفلسطينيّين” وقال “أعلمُ أنَ السلامَ ممكنٌ”
كما كرَّر بنس في خطابه أكثر من مرّةٍ أنَّ “القدسَ عاصمةٌ إسرائيل”.
وتزامناً مع خطابه، طردَ أمن الكنيست الإسرائيليّ، نوّاب القائمة العربيّة المشتركة في الكنيست، بعد رفعِهم صوراً كُتِبَ عليها “القدس عاصمة فلسطين”.
وتابعَ “بنس”: “نحن نقفُ إلى جانبِ إسرائيل لأنَّ قضيّتكم هي قضيّتنا، مبادئكم هي مبادئنا، نحنُ نقفُ إلى جانبِ إسرائيل لأنَّ هذا هو ما فعلتهُ إسرائيل دوماً”.
وفي هذا الصدد، كشفت القناةُ الإسرائيليّةُ الثانية مساءَ الأربعاء، عن بدءِ الخارجيّة الأمريكيّة الترتيبات الأوّليّة لنقلِ السفارة الأمريكيّة لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، كما تعهّد ترامب ونائبه.
وبحسبِ القناةِ العبريّة: “بدأت السفارةُ بنقلِ معدّاتٍ منها في تل أبيب إلى فندقٍ بالقدس وذلك تمهيداً لنقلِها لمقرِّ السفارة لاحقاً”.
ونقلت القناةُ عن شهودِ عيانٍ في حي “أرنون” بالقدسِ أنَّ شاحناتٍ كبيرةٍ بدأت تُفرِغ حمولتها من المعدّاتِ داخلَ فندق “عيدن” الذي أُغلِقَ حديثاً بسبب ضعفِ الزوّار، إلّا أنَّ السببَ الحقيقيّ للإغلاقِ هو استيعابُ معدّاتٍ خاصّةٍ بالسفارةِ الأمريكيّة، إذ شُوهِدَت صناديقُ كبيرة وعليها شعارُ القنصليّة الأمريكيّة.
وبيّنت القناةُ أنَّ مبنى السفارة الجديد بالقدسِ لا يبعدُ عن هذا الفندق سِوى كيلومترٍ واحد، ومن المتوقّع نقل طاقمٍ مقلّصٍ من الدبلوماسيّينَ الأمريكيّينَ خلالَ الأشهر القريبةِ للسفارةِ الجديدة.
وأشارت القناةُ إلى أنَّ الأميريكيّين معنيّون بإبقاءِ الأمرِ طيّ الكتمان، إذ تمَّ منع طاقم القناةِ من التصوير بالمكانِ وطلبوا منهم المغادرة.
وبإعلان ترامب ستصبحُ الولاياتُ المتّحدة أوّل دولةٍ تعترفُ بالقدسِ عاصمةً لإسرائيل، منذ تأسيسِ الدولة عام 1948.