قسد نحو ضائقة مالية.. هل تدق باب دمشق..؟
وكالة أنباء آسيا-
سفيان درويش:
خروج معمل السويدية للغاز الطبيعي عن الخدمة نتيجة للضربات التركية، جاء بخسائر مركبة لـ “قوات سورية الديمقراطية”، وفقا لما توضحه مصادر هندسية خلال حديثها لـ “وكالة أنباء آسيا”، حيث تبلغ نسبة الاضرار في المعمل الذي يجاور أكبر حقول الغاز في سورية، ما يزيد عن ٥٠ بالمئة، ولكونه معمل قديم الإنشاء نسبياً، فمن الصعب الحصول على قطع تبديل خلال مدة قصيرة، ما سيعني أن عملية الصيانة ستحتاج من ٣-٤ أشهر إذا ما تم الحصول على قطع التبديل ولم يكن هناك غارات إضافية قد تزيد من حجم الضرر، خاصة في وحدتي “التربيد”، اللتين استهدفتا بشكل مباشر من قبل الطيران التركي في ٢٣ من الشهر الماضي.
كان انتاج المعمل يبلغ 500 ألف متر مكعب يوميا من الغاز قبل استهدافه، ويؤمن 13 ألف اسطوانة غاز منزلي بشكل يومي، ومع خسارة عائدات هذا المعمل ستجد “قسد”، نفسها امام ضائقة مادية قد يظهر اثرها خلال شهر من الآن، ما يرتبط أيضا باستهداف مجموعة من الحقول في محيط مدينة رميلان، وبلدة الجوادية الواقعتين إلى الشرق من مدين القامشلي، حيث المقر الأساسي حالياً لـ قسد بعد أن كانت تتخذ من بلدة “عين عيسى”، عاصمة سياسية لها.
خروج معمل السويدية سيجبر قسد على استجرار الغاز المنزلي من إقليم شمال العراق لسد احتياجات السوق المحلية، وبمعرفة ان سعر الاسطوانة الواحدة يصل لـ 5 دولارات، (22 ألف ليرة سورية)، فإن قسد ستكون محرجة أمام حاضنتها الشعبية التي كانت تقدم لها المحروقات والغاز المنزلي بأسعار تعتبر منخفضة جدا قياسا على أسعار ذات المواد في بقية المحافظات السورية.
الغارات التركية واستهداف الطرقات الأساسية انعكس ايضا على قدرة قسد على بيع المشتقات النفطية لزبائنها في مناطق الشمال السوري الذي تحتله القوات التركية، والذي كان جزء منه يصل لـ إدلب التي تعد بدورها عاصم لتنظيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، الأمر الذي يزيد من الخسائر المالية لـ قسد، والأخيرة تقدم رواتباً عالية لعناصرها وموظفيها من المدنيين، قياسا على الدخل الشهري للسوريين في بقية المناطق، حيث قد يصل راتب موظف لدى قسد لـ 200 دولار (أزيد من مليون ليرة سورية)، في حين أن الدخل الشهري لمواطنين يعيشون في مناطق قسد ذاتها من موظفي الدولة او العمال في المهن الحرة قد لا يصل لـ 200 ألف ليرة سورية (حوالي 40 دولار امريكي).
بحسب مصادر “وكالة أنباء آسيا”، فإن قسد قد تطرق باب الحكومة السورية لتأمين عملية الصيانة للمنشآت المتضررة مثل “معمل غاز السويدية – حقل ملا عباس – حقول رميلان – حقل علي آغا”، إضافة لصيانة منشآت في قطاع الكهرباء مثل “محطة التوليد الحراري في السويدية – محطة التحويل جنوب المالكية”، وقد يفضي هذا الأمر لاتفاقيات تفضي لتشغيل مشترك لهذه المنشآت تستفيد منه الحكومة السورية في شق النفط والغاز الطبيعي.
الجدير بالذكر أن وزارة النفط السورية كانت قد اعلنت سابقاً عن صيانة خط الغاز الواصل من معمل كونيكو (اكبر معمل غاز سوري)، إلى مصفاة حمص، بعد تعرض الخط في المناسبتين لاستهداف بعبوة ناسفة في منطقة “تل الجحيف”، شمال غرب محافظة دير الزور، ما يعني وجود إمكانية الاتفاق بين دمشق وقسد في هذا القطاع.