قراءة في كتاب “عارٌ على الغرب.. كواليس الفشل الذريع في سورية”
صحيفة البعث السورية:
صدر في باريس مع بداية شباط الجاري كتاب للصحفي أنطوان ماريوتي الذي عمل مراسلاً لـ”قناة فرانس ٢٤”، بعنوان (عارٌ على الغرب.. كواليس الفشل في سورية). ويتناول الكتاب في بدايته قيام النظامين التركي والقطري ممثلين بوزير خارجية الأول أحمد أوغلو، ورئيس وزراء الثاني حمد بن جاسم، بالسفر للقاء وزيري خارجية أمريكا وفرنسا، وطلب تسليح ما سُمّي بـ”المعارضة”، وكيف التقى السفيران الأمريكي روبرت فورد، والفرنسي إيريك شوفاليية، بلقاءات مع المعارضة وتمويلها في الداخل عبر فريق كرة قدم في البدايات، ثم عبر الحدود التركية.
يقول الكاتب: بعد إغلاق السفارتين الأمريكية والفرنسية في سورية، انتقلت مجموعات الأمن الداخلية والخارجية إلى عمان، وتمّ إنشاء غرفة عمليات في فندق “فور سيزن” عمان، كان هدفها الأول تسليح المجموعات المعارضة. في ذلك الوقت، تمّ اللقاء مع الخائن رياض حجاب، والطلب منه تقييمه للوضع بعد هروبه المذلّ، والسؤال له وللمعارضين بأن يكون لهم برنامج، فكان جوابه “غيّروا النظام وبعدها نعمل نحن”. وهنا تبيّن لممثلي الغرب أن تلك “المعارضة” كمن أتى من المريخ، وأن بعضهم وكأنهم “أصحاب دكاكين”، كما وصفهم مرة باراك أوباما.
وركز الكاتب على أنه عندما كان الغرب يطالبهم بالتواجد في الداخل لحشد وقيادة العمل المسلح، كانوا يتهربون، لأن همّهم الوحيد كان طلب الأموال التي كان يوصلها إليهم سفراء ومبعوثون غربيون وخليجيون، بحيث تبيّن لاحقاً أنهم غير قادرين على القيادة لتنوع تبعياتهم وولاءاتهم، ولا يملكون وزناً ولا قاعدة شعبية على الأرض كما كانوا يكذبون. ويذكر الكاتب مثلاً أنه عندما كانت “قيادات معارضة” تلتقي كونداليزا رايس مستشارة الأمن القومي في واشنطن دخل عليهم الرئيس أوباما، وعند سماعه بعض الآراء منهم غادر منزعجاً مما سبّب لهم خيبة كبيرة.
يعود الكاتب إلى بعض الجزئيات التي جرت خلال الحرب الإرهابية على سورية، ويقول إنه عندما حصل تفجير خلية إدارة الأزمة في دمشق، بادرت “قيادة المعارضة” باتهام الدولة السورية بذلك، لكن إجابة سفير أمريكا السابق في سورية كانت دائماً تركز على أنه لا يوجد ما يؤكد ذلك، بل المؤكد أنه عمل من أعمال تنظيم “القاعدة” التي خبرناها في العراق جيداً. وحتى في معركة تحرير حلب -يتابع الكاتب- طلب جون كيري وزير خارجية أمريكا من “قيادات معارضة” اجتمع معها أن تعلن الاستسلام لعدم جدوى القتال، حيث تميل الكفة إلى الجانب السوري وتحالفاته، لكنها رفضت، وطلب حينها الخائن حجاب من ستيفان دي ميستورا أن يستمر القتال، لكن كان جواب الأخير أنه يقيم في فيلا جميلة في الدوحة ولا يعلم بما يجري!.
بعد انتصار الجيش العربي السوري والحلفاء في حلب، خفّ الضجيج الغربي الإعلامي، وأصبح الخبر عن سورية في أسطر وليس مقالات على الصفحات الأولى، ويفسّر الكاتب هذا الانتصار بأن الغرب لم يصغِ قبل الأحداث لتقارير سفاراته وأجهزة مخابراته التي كانت تبيّن الفرق بين سورية ودول أخرى في المنطقة من حيث تماسك الدولة، ووقوف القوات العسكرية والأمنية إلى جانب السلطة، وأن الدولة السورية لن تسقط، مع أنهم -أي الغرب- كانوا يخبروننا أن الدولة السورية ستسقط في شهر أو شهرين أو قريباً، كما ادّعوا أن أجهزة مخابراتهم تستطيع معرفة درجة حرارة رئيس البلاد، فأين تلك الأكاذيب؟.
ويختمُ الكاتب بأن مصير سورية كان يقرّر في عواصم خارجية، وليس في داخلها، وأن أجهزة مخابرات غربية كانت توزع المهام. ويختصر كلّ ما جرى بالقول في نهاية كتابه: “إن ما جرى في سورية، وللغرب اليد الطولى فيه، عارٌ على الغرب”.