قبّاني: لست تلميذاً في تيّار المستقبل
صحيفة الأخبار اللبنانية ـ
قاسم س. قاسم:
اتهم المفتي محمد رشيد قباني «بعض مسؤولي» تيار المستقبل بالاساءة اليه «كما لم يسئ أحد في يوم من الايام» اليه، مؤكداً «أنني لست تلميذاً في التيار كما بعض وزرائه ونوّابه». وفيما رفض اتهام بعض الجهات بالوقوف وراء اغتيال اللواء وسام الحسن، اعتبر أن المقاطعة والاعتصامات لن تجدي نفعاً
مشهد محاولة «أبناء الطائفة» اقتحام السرايا الحكومية، يوم تشييع اللواء الشهيد وسام الحسن، هال مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني. كانت تلك «صدمة»، إذ «إننا أول من رفض مثل هذه المحاولات»، ودافع عن رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، عندما اعتصمت قوى 8 آذار ضده. راقب المفتي التاريخ يعيد نفسه، لكن، هذه المرة، كانت المرارة أكبر لأن «أبناء الطائفة هم من يهجمون على أحد رموزها»، أي السرايا الحكومية.
صبيحة ذلك اليوم، كان قبّاني يستعد للنزول الى مسجد محمد الأمين للمشاركة في تشييع اللواء الحسن، وإقامة صلاة الجنازة. جاءه اتصال من مفتي الشمال مالك الشعار قائلاً: «اتصلوا بي من بيت الوسط وطلبوا مني الصلاة على الجثمان». طلب قباني من مفتي الشمال التريث قليلاً ريثما ينهي اتصالاً آخر ورده. المتصل الآخر كان نادر الحريري، مستشار الرئيس سعد الحريري. أبلغه المستشار أن «مفتي الشمال سيصلي على الحسن، لأنهما من المنطقة نفسها». في رأي مقربين من قباني، كان هذا «غطاءً مكشوفاً» لتنحية المفتي عن الصلاة. رغم ذلك، كلّف قباني الشعار الصلاة على جثمان الحسن، مع أنه على «الجهات السياسية ألّا تحشر أنفها في أمور الدين». وتبدي المصادر عتباً على المفتي الشعّار، الذي «كان يجب أن يعتذر عن عدم إقامة الصلاة، ويفسح المجال أمام مفتي الجمهورية للقيام بواجبه الشرعي والديني». وترى في ما جرى «تصرفات غير راشدة من تيار المستقبل، للإساءة الى المفتي وعزله».
مرّت الجنازة على خير، الى أن اعتلى الصحافي في تلفزيون المستقبل نديم قطيش المنبر وحرّض الناس على اقتحام السرايا. يميّز قباني بين «جمهور المستقبل الواعي» ومن حاولوا دخول السرايا، مؤكّداً أن هؤلاء «فرق اقتحام. بدا ذلك واضحاً من طريقة هجومهم على الأسلاك الشائكة، وإغارتهم مرات عدّة على القوى الأمنية. ولو لم تطلق هذه القوى القنابل الدخانية على المهاجمين لكانوا قد دخلوا» الى المبنى ــــ الرمز. ويسأل: «لماذا يطلبون حمايتي للسرايا عندما يكونون فيها، ويرفضون ذلك عندما يكونون خارجها؟». ويرى أن «العلة القاتلة» تكمن في «الأنا، التي أخرجت إبليس من الجنة، بعدما عدّ نفسه أفضل من آدم». ويضيف: «الاختلاف في السياسة يجب ألّا يؤدي الى انتهاك حرمة هذه المؤسسة الدستورية الأم».
يعتب المفتي كبير العتب على تيّار المستقبل، الذي «يحرّض بعض مسؤوليه، لا كلهم، عليّ»، مطالباً الحريري والسنيورة بأن «يكفّ بعض من في المستقبل أذاهم عن مفتي الجمهورية، لأنه لم يسئ أحد في يوم من الايام الى المفتي كما يفعل بعض المستزلمين في المستقبل». ويقول: «كفى إساءة إلى المسلمين عبر الإساءة إلى مفتي الجمهورية، لأن هذه الإساءات والتصرفات الصبيانية ستعود عليهم بسلبية كبيرة». ويؤكد رفضه «التبعية التي يريدونها، والأوامر التي يصدرونها. يظنون أن مفتي الجمهورية تلميذ عندهم، كما نوابهم ووزراؤهم». ويعزو «المعاملة غير اللائقة» و«التحريضية» على مفتي الجمهورية الى خلافه مع مراجع المستقبل السياسيين، بعدما رفض مجاراتهم في دعوة الرئيس نجيب ميقاتي الى رفض تكليفه رئاسة الحكومة. ويشير الى أن السنيورة اتّبع يوم تشييع الحسن سياسة «قم لأجلس مكانك»، علماً «أننا اعتدنا على الرئيس السنيورة رجلاً حكيماً»، لكن في ذلك اليوم «كانت هناك حكمة من دون عقل»، و«أنا واثق بأنه سيراجع نفسه بعد أن يشاهد نفسه مجدداً».
يشعر المفتي بـ «خطر كبير على لبنان واللبنانيين من جراء استفحال التأزم اللاوطني عند بعض الساسة اللبنانيين». لذلك يرفض الاتهامات التي وجهت الى بعض الجهات السياسية بالوقوف وراء اغتيال اللواء الحسن «شهيد الوطن والطائفة»، داعياً الى «انتظار انتهاء التحقيق، مثلما طلب المدعي العام التمييزي حاتم ماضي»، كما يرفض الدعوات الى مقاطعة الحكومة، لأن «المقاطعة والاعتصامات حصلت سابقاً ولم تُجد نفعاً، ولم تسقط حكومات». وما غيّر المعادلة السياسية اللبنانية كان مؤتمر الدوحة، «لذلك المطلوب حوار بين السياسيين».
رغم خلافه مع تيار المستقبل، يصف المفتي علاقته مع المملكة العربية السعودية بـ «الممتازة»، فيما يسخر مقربون منه من «سعي وسائل إعلام المستقبل الى إظهار أنه لم يكن هناك مصلّون خلف المفتي صبيحة عيد الأضحى»، مشيرين الى أن «بعض مسؤولي تيار المستقبل طلبوا من أنصارهم الانسحاب من الصلاة».