قائد الثورة الاسلامية: هدف اميركا من مشروع محاربة “داعش” هو التواجد العسكري بالمنطقة
أكد قائد الثورة الاسلامية، الإمام السيد علي الخامنئي، ان هدف اميركا من مشروع محاربة تنظيم “داعش” الارهابي هو التواجد العسكري في المنطقة.
ووصف قائد الثورة الاسلامية، في تصريح له خلال مغادرته المستشفى صباح اليوم الاثنين، تصريحات المسؤولين الاميركيين بشان تشكيل تحالف دولي تحت عنوان محاربة الارهاب بانها عبثية وخاوية وموجهة.
وحول رفض ايران طلب اميركا للتعاون معها ضد تنظيم داعش الارهابي، قال قائد الثورة ان هدف اميركا من مشروع محاربة داعش هو التواجد العسكري في المنطقة.
واعتبر سماحته ان هنالك ادلة تثبت كذب وتناقض مزاعم ومواقف وسلوك المسؤولين الاميركيين.
وقال بشان دعوة ايران للانضمام الى هذا التحالف، ان التحرك الذي جرى في العراق وقصم ظهر داعش لم يكن جهد الاميركيين بل جهد الشعب والجيش والقوات الشعبية العراقية، وان الاميركيين وداعش يعرفون هذه الحقيقة بانفسهم.
وغادر قائد الثورة الاسلامية، المستشفى صباح اليوم عقب إتمام علاجه واستعادة صحته بعد العملية الجراحية التي اجريت لسماحته الاسبوع الماضي وتكللت بالنجاح ولله الحمد.
واعتبر سماحة القائد، تصريحات المسؤولين الاميركيين الاخيرة حول محاربة داعش بانها مدعاة للسخرية وقال، انه خلال الايام التي كنت راقدا فيها في المستشفى، كانت هنالك لي تسلية هي عبارة عن سماع تصريحات المسؤولين الاميركيين في مجال محاربة داعش! والتي كانت مدعاة للتسلية حقا.
ووصف القائد تصريحات المسؤولين الاميركيين بشان محاربة داعش بانها عبثية وخاوية وممنهجة واشار الى كلام وزير الخارجية والمتحدث باسم الخارجية الاميركيين اللذين اعلنا صراحة بان اميركا لن تدعو ايران لمحاربة داعش واضاف، ان ما يبعث على الفخر لنا ان تيأس اميركا من ايران في الدعوة للمشاركة بعمل جماعي خاطئ، ولا نعتبر فخرا اسمى لنا من ذلك.
واستعرض قائد الثورة الاسلامية بعض التفاصيل عما جرى وراء الكواليس في هذه القضية لاثبات كذب الاميركيين في مزاعمهم في محاربة داعش، وقال، انه وفي تلك الايام الصعبة لهجوم داعش على العراق، دعا السفير الاميركي في بغداد في طلب قدمه لسفيرنا لعقد اجتماع بين ايران واميركا للبحث والتنسيق بشان قضية داعش.
واضاف، ان سفيرنا في العراق نقل هذا الموضوع الى الداخل، حيث لم يعارض بعض المسؤولين عقد مثل هذا الاجتماع الا انني عارضت وقلت باننا لن نواكب الاميركيين في هذه القضية لان لهم نوايا واياد ملوثة فكيف يمكن ان نتعاون معهم في مثل هذه الظروف.
ولفت آية الله الخامنئي الى تصريحات وزير الخارجية الاميركي قبل ايام واعلانه بانهم لن يدعو ايران للانضمام للتحالف ضد داعش واضاف، ان وزير الخارجية الاميركي قد قدم بنفسه طلبا للدكتور ظريف بان تعالوا وتعاونوا معنا في قضية داعش الا ان الدكتور ظريف رفض طلبه.
واضاف سماحته، انه حتى مساعدة وزير الخارجية الاميركية كانت قد كررت هذا الطلب خلال المحادثات مع عراقجي الا ان السيد عراقجي رفض طلبها ايضا.
واشار الى معارضة الجمهورية الاسلامية الايرانية الصريحة للتعاون مع اميركا فيما يتعلق بمحاربة “داعش” وقال، انهم يقولون الان كذبا باننا لن نشرك ايران في التحالف في حين ان ايران كانت قد اعلنت منذ البداية معارضتها للمشاركة في مثل هذا التحالف.
واكد آية الله الخامنئي، ان الاميركيين وبالكثير من الصخب والضجيج وبمشاركة عدد من الدول كانوا قد شكلوا من قبل ايضا تحالفا ضد سوريا الا انهم لم يتمكنوا من ارتكاب اي حماقة، وفيما يخص العراق ايضا فان الوضع سيكون كذلك ايضا.
واكد سماحته ان الاميركيين لا يعتزمون القيام باجراء جاد ضد “داعش” واضاف، ان الاميركيين انفسهم وحتى الدواعش انفسهم يعلمون جيدا بان التحرك الذي قصم ظهر داعش في العراق لم يكن اجراء من جانب اميركا، بل كان جهدا من القوات الشعبية والجيش العراقي الذين تعلموا جيدا كيفية محاربة داعش ووجهوا له ضربات قوية.
واكد قائد الثورة الاسلامية بان ضربات القوات الشعبية والجيش العراقي ضد داعش ستستمر واضاف، الحقيقة هي ان الاميركيين يسعون وراء ذريعة ما ليكرروا في العراق وسوريا ما يقومون به في باكستان، اذ يخترقون اجواءها رغم وجود حكومة مستقرة وجيش قوي، ويقصفون مختلف نقاطها جوا.
واكد سماحته بانه على الاميركيين ان يعلموا بانهم لو قاموا بهذا التصرف ستحدث لهم ذات المشاكل التي تورطوا بها في العراق خلال الاعوام العشرة الماضية.
وقال القائد في ختام تصريحه، على اي حال فقد كانت تصريحات المسؤولين الاميركيين خلال الايام الماضية مسلية بالنسبة لي على سرير المستشفى.
وفي مستهل تصريحه اشار سماحته الى انه يغادر المستشفى بأتم الصحة الجسمية والنشاط النفسي، موجها التقدير والشكر الجزيل لمشاعر المحبة التي ابداها تجاهه مختلف شرائح الشعب ومراجع الدين والعلماء والشخصيات والمدراء والسياسيين والفنانين والرياضيين واضاف، انه فضلا عن مشاعر المحبة من شعب بلادنا فقد ابدت الشعوب الاخرى ايضا الكثير من مشاعر الود والمحبة ما اثبت مرة اخرى تاكيدي الدائم بان الشعب الايراني يحظى بعمق استراتيجي بين الشعوب الاخرى.
واكد قائد الثورة الاسلامية، انه لا نظام ودولة تحظى في خارج حدودها بمثل هذه الجذور واواصر المحبة والوشائج العقائدية والايمانية مع الشعوب الاخرى.
كما وجّه آية الله الخامنئي الشكر الجزيل للطاقم الطبي والممرضين في المستشفى الذي رقد فيه وقال، ان الانسان حينما يرى هذا العلم والمعرفة العالية وقدرات وحذق الاطباء والطاقم الطبي والتمريضي في البلاد، يشعر بالفخر لوجود مثل هذه الثروة البشرية العظيمة في قطاع الصحة والسلامة الذي يعد واحدا من اكثر القطاعات الحياتية للمواطنين اساسية وحيوية.
يذكر ان قائد الثورة الاسلامية قام اليوم وقبيل مغادرته المستشفى بعيادة رئيس مجلس خبراء القيادة آية الله محمد رضا مهدوي كني الراقد في نفس المستشفى منذ اكثر من شهرين اثر تعرضه لوعكة صحية.