فيدل كاسترو ووجوده الدائم في أمريكا اللاتينية.
بدون فيدل كاسترو، لن تكافح أمريكا اللاتينية من أجل حلم الوحدة والرفاهية، ونحن نعتقد أن الأحلام مستحيلة، هكذا لخص المناضل الكوبي المناهض للإرهاب، رامون لابانينو في بوينس آيرس مشاعر المشاركين في المؤتمر الثامن لأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي حول العلوم الاجتماعية.
واجتمع آلاف الأشخاص، بما في ذلك علماء السياسة والنشطاء الاجتماعيون في بوينس آيرس عاصمة جمهورية الأرجنتين، حيث كانت أفكار الزعيم التاريخي للثورة الكوبية الراحل فيدل كاسترو موجودة في هذا المنتدى اكثر من أي وقت مضى، الذي خلف للأجيال الحالية والمستقبلية إرث من المقاومة والكرامة والإنسانية.
وأصبح إرث عمل وأفكار القائد الخالد عميق جدا في العالم، ولكن لا سيما في قارة الزعيم الثوري، حيث أشاد أولئك الذين حضروا الاجتماع بالذكرى الثانية لوفاته والذي صادف ال 25 من نوفمبر.
وكانت ذات أهمية كبرى مشاركة أبطال مكافحة الإرهاب الكوبيين خيراردو هيرنانديز ورامون لابانينو، اللذين كانوا مع رينيه غونزاليس وأنطونيو غيريرو وفيرناندو غونزاليز، سجينين ظلما في السجون الأمريكية بسبب عملهم داخل منظمات اللاجئين الكوبيين في الولايات المتحدة والمافيا الكوبية في مدينة ميامي، بحيث راقبوا نشاطهم وأفشوا خططهم الرامية إلى تنفيذ أعمال إرهابيه ضد كوبا، وقد نجح هؤلاء الخمسة بمنع 170 عملية إرهاب كانت ستجبي أرواحا كثيرة، وذلك لان حكومة واشنطن وجهاز مخابراتها دعمت وشجعت ومولت تلك العمال الإرهابية على مدار السنين في إطار سياستها الإرهابية العامة ضد كوبا وشعوب العالم.
وأظهرت مداخلاتهم في هذا المنتدى للعالم وجها آخر للقائد الثوري: مثابرته وثقته في الانتصار. هذا ما قاله جيراردو هيرنانديز عندما أشار إلى أنه عندما تكون الليلة أكثر ظلمة بالنسبة لهم، وعد شعب كوبا بأن يعودوا إليه، ولم يستريح حتى عودتهم إلى أرض الوطن.
وكان هذا هو الزعيم الثوري الكوبي، الرجل الذي لم يستسلم أبدا لأهدافه وعندما أصبحت المعارك أكثر صعوبة، وضع المزيد من القوة والحكمة في مواصلة التقدم.
كرس فيدل كاسترو سنواته الأفضل للكفاح من أجل المحرومين، الأكثر تواضعاً، الذين كان معهم مثل الرسول الكوبي خوسيه مارتيه، يريد أن يُلقى حظه. حقق حلم البطل الوطني الكوبي بوطن مستقل وذو سيادة، حيث القانون الأول هو عبادة الكوبيين للكرامة الكاملة للإنسان.
أيد تعاليم خوسيه مارتيه، ونفذ ثورة، والتي برفقة مرشده بنى مجتمعًا متواضعًا مع الجميع ومن أجل الخير للجميع.
وكافح أيضا لتحقيق ما حلم به مارتيه وغيره من الأبطال المؤيدين للاستقلال، من اجل أمريكا اللاتينية المتوحدة والمزدهرة، دون تدخل قوى أجنبية، كما كان الرسول يدرك دومًا الخطر الذي تمثله الولايات المتحدة لشعوب القارة.
وبفضل إنسانية فيدل، نشأت البرامج الاجتماعية واستفاد الناس الأكثر تواضعا وضعفا. لقد جلب عشرات الآلاف من الأطباء الكوبيين الحياة والأمل إلى الدول الأخرى، وبمساهمتهم تمكنوا من تحسين معدلات الصحة أو مساعدة المتضررين من الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل والأعاصير.
لقد كان أساسيا أيضا مساعدة التربويين الكوبيين على تنفيذ حملات محو الأمية في بلدان أخرى باستخدام طريقة “أنا، نعم استطيع“، والتي جعلت من الممكن في عام 2005 إعلان منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) جمهورية فنزويلا محررة من الأمية وكذا عام 2008 بوليفيا و 2009 نيكاراغوا.
أنه إرث المحبة والوطنية والأخلاق والثقافة والإنسانية المترافق مع العمل البراغماتي للتحرير والدفاع عن السيادة لوطنه المحرزة والنهوض بتنمية أكثر الشعوب تواضعًا قد تركه العالم فيدل كاسترو ولا سيما أمريكا اللاتينية.