في حبك أماه.. سقطت شهيدا
موقع إنباء الإخباري –
ناديا مهنا:
رمز الحب والجمال أنت.. سرمدية، قدسية أنت.. كوثرية، ملائكية أنت أمي…
أمي، يا شمعة الكون التي أنارت دربي منذ ولادتي، وسقتني من كأس حنانها فطاب الملاذ وطاب عمري بقربها..
يا أول اسم نطقته شفايفي وتغنى صوتي بلحن حروفها..
كيف لي أن لا أعشقك ومن رحمك ولدت وتربيت على يديك…
أنا الذي ان عاش العمر بقربك صرخ العمر بأي حق امضي…
فالعمر أمي والكون أمي والحياة أمي، بوجودك يولد وجودي…
“الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددتَ جيلا طيب الأعراق” . قول أثبت الزمان صدق كلماته، عظمة معانيه، روعة إبداعه. فالأم مدرسة الحياة وجامعة العلم العريق, وإن أحصيت عددها كأنما جيلا يعد ولا يحصى.
روح خلقها الله وأوجد بين يديها سر وجودك، فاعلم كم كان عظيم شأنك، أنك خلقت من رحم أم تغذيت من عروقها ما فاض به من الطيب والحنان والأمان.
أبصرت نورك من عين نظرت إلى وجهها فرأت ملاكاً، فحار النظر في جمال روعته وتبسم الفم وعجز عن البوح بصدى شوق اللقاء. فضمتك الى صدرها وهمست في أذنك: “لا تخف من الحياة, فأنا قدرك وحامي دربك, بعمري أنا أسقيك وأفنى لتعيش”. تضحي العمر لبناء جيل، تجسدت معالمه وتجلى حضوره وتقدمه ببصمة أم ملطخة بتجارب ومعارف مرت بها فجعلها التاريخ تحكي قصتها بصفوف مدرستها الحياتية لأبناء هذه الحياة الواقعية، تدرس قواعد العيش بأسلوب التصرف المبني على وقوع الفعل, وجر ردة الفعل في الطريق المرفوع بالرفع، للتقدم المسكون بالعلم والدرب المكسور بالحواجز والقيود