في أول رسالة له بعد إشاعة وفاته..بوتفليقة: على فرنسا الاعتراف بجرائمها
قال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في رسالة له إن “الشعب مازال مصرًا على اعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية في بلاده”.
جاء ذلك في رسالة منه للجزائريين بمناسبة الذكرى الـ 55 لاستقلال البلاد في 5 تموز/يوليو 1962 وهي أول رسالة له دون ظهور مرئي بعد إشاعة عن وفاته تناقلتها وسائل التواصل وبعض المواقع الإخبارية قبل أيام.
ونقلت وكالة (واج) الرسمية عن الرئيس الجزائري قوله في الرسالة “ليس في هذا التذكير بالماضي أية دعوة إلى البغضاء والكراهية، حتى وإن ظل شعبنا مصرًا على مطالبة مستعمر الأمس بالاعتراف بما اقترفه في حقه من شر ونكال”.
وتابع “من خلال استذكار الماضي وما تكبدناه فيه من مآس، تحت وطأة الاحتلال الفرنسي، إنما نمارس حقنا في حفظ الذاكرة وفاء لأسلافنا الذين قاوموا فاستشهد منهم الملايين، وسجن منهم مئات الآلاف أو أخرجوا من ديارهم، بينما جرد ملايين آخرين من أراضيهم وممتلكاتهم”.
مضيفاً أن “فرنسا، التي باشرت معها الجزائر المستقلة بناء شراكة استثنائية منذ العام 2012، يجب أن تكون نافعة لكلا الطرفين شراكة لن يزيدها الاعتراف بحقائق التاريخ إلا صفاءاً وتوثباً”.
وعلى الصعيد السياسي, قال الرئيس الجزائري في رسالته إن “السنة الجارية تميزت بانتخاب, قبل فترة من الزمن, مجلس شعبي وطني جديد سيتولى مع الحكومة الجديدة مواصلة تجسيد التحويرات الهامة الواردة في الدستور المعدل، فيما يتعلق بالتعددية الديمقراطية، وتعزيز دولة الحق والقانون ومواصلة ترقية حقوق الإنسان والحريات في كافة المجالات”.
مؤكداً في الرسالة أن “السنة الجارية ستشهد تنصيب المجلس الأعلى للشباب الذي سيمكن ممثلي الأجيال الصاعدة من صياغة تصورهم لمختلف الورشات المفتوحة في البلاد، والشأن سواء بالنسبة للمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي المجدد هذا الذي سيكون فضاء للحوار المتواصل بين الحكومة و شركائها الاقتصاديين والاجتماعيين في ظرف يتعين على الحكومة أن تواجه فيه تحديات اقتصادية و مالية جساماً”.
وجاء تذكير الجانب الجزائري للسلطات الفرنسية بمطلب الاعتراف بجرائم الاستعمار متزامنًا مع وصول إيمانويل ماكرون سدة الحكم في باريس الشهر الماضي، والذي يوصف في الجزائر بالسياسي الذي له مواقف “جريئة” من الملف الاستعماري.
وتطالب الجزائر، منذ الاستقلال باعتراف فرنسي رسمي عن جرائم الاستعمار بين عامي 1830و 1962.
وخلال زيارة للجزائر، في شباط/فبراير الماضي، كمرشح للرئاسة، قال ماكرون إن “الاستعمار الفرنسي للجزائر تميز بالوحشية وشهد جرائم ضد الإنسانية”.
وخلفت تصريحات ماكرون ترحيباً في الجزائر، وموجة تنديد في فرنسا، خاصة من جانب اليمين واليمين المتطرف، الذين اعتبروها “إهانة لتاريخ فرنسا”، لكنه تمسك بها. معتبراً أن “قول الحقيقة حول التاريخ سيسمح بالتوجه نحو المستقبل”.