فلسطين في عيون وفكر الإمام السيد موسى الصدر
وكالة مهر للأنباء –
نسرين نجم:
يعيدنا مشهد الدم والانتصار الحاصل الآن في فلسطين المحتلة في ظل احياء يوم القدس العالمي الذي اطلقه روح الله الموسوي الخميني (رض) الى احد ابناء الامام الخميني الخلص، الى من نادى بأعلى الصوت:
القدس قبلتنا وملتقى قيمنا وتجسيد وحدتنا ومعراج رسالتنا، الى من وقف في وجه تجار الهيكل، وفي وجه من أراد أن يجعل من بيوت الله مغارة للصوص في سياسة متأصلة تقوم على الحقد والاجرام والارهاب، ونسف القيم السماوية والانسانية.. اي في وجه الصهاينة.. فها هو سماحة الامام السيد موسى الصدر عاشق القدس وكل فلسطين والمناصر لقضيتها لا بل والمدافع عنها في كل محفل ومنبر يتحدث في إحدى خطبه عام 1970 عن معاناة الشعب الفلسطيني فيقول” لم يسلبوا شعب فلسطين حقه وأرضه فحسب، بل انتزعوه من أرضه وألقوا به خارجها لاجئا تحت الخيم” ..
اكد الامام موسى الصدر ان السعي لتحرير فلسطين ودعم المجاهدين ومساندتهم بكل ما نملك من القوة مبدأ لا يشك فيه احد
امام هذه المعاناة التي كان يعانيها الشعب الفلسطيني سعى الامام الصدر الى تحفيز العرب كل العرب والمسلمين لمناصرة القضية الفلسطينية، ودعم المقاومة، ووجه البوصلة للتحرير مناديا :” إن شرف القدس يأبى ان يتحرر الا على أيدي المؤمنين والا على أيدي المجاهدين”. وفي مكان آخر من عام 1973 يقول حول السعي لتحرير فلسطين ودعم المقاومة :” السعي لتحرير فلسطين ودعم المجاهدين ومساندتهم بكل ما نملك من القوة مبدأ لا يشك فيه احد”.
وحتى في خضم الحرب الأهلية اللبنانية لم تغب القضية المركزية عن باله، وعن وجدانه، فيقول في إحدى خطبه عام 1976:” إن لبنان المتلاحم مع الثورة الفلسطينية هو حجر الاساس في بناء الحضارة الانسانية الحقة المناضلة في هذه المنطقة”. وخوفا عليها من أي استثمار استغلالي أو دخول أطراف تضر بالقضية قال:” إن القضية الفلسطينية ليست ملك أحد إنها مسؤولية هذه الأمة”.
استطاع الامام الصدر من خلال تحركاته ومطالبه وخطاباته من تشكيل حالة وعي جمعي في لبنان والخارج لمناصرة المقاومين والمجاهدين، مركزا على أهمية القدس من الناحية الدينية الاسلامية_ المسيحية لتبقى متجذرة في عقول وقلوب ووجدان كل الأجيال، فنسمع صدى ما قاله منذ عام 1973: “السعي لتحرير فلسطين سعي لإنقاذ المقدسات الاسلامية والمسيحية، سعي لتحرير الانسان، سعي لعدم تشويه سمعة الله في الأرض”.
ونجح في أن يصنع خطا احمرا مشرفا ممنوع تجاوزه، أشبه بفتوى ايمانية انسانية اخلاقية :” عندما يتنازل الانسان المسلم أو المسيحي عن القدس فهو يتنازل عن دينه”. كان الامام الصدر في حركة لا تهدأ من الجامع الى الكنيسة، الى القمم الوطنية والروحية ساعيا للوقوف في وجه العدو الصهيوني، مدافعا عن حق الشعب الفلسطيني بإسترجاع أرضه، وبمقاومة عدو الله معتبرا في عام 1978 ان:” العودة الى فلسطين صلاتنا وإيماننا، ودعاؤنا، ونتحمل في سبيلها ما نتحمل، ونتقرب الى الله في سبيلها”.
قال الامام موسى الصدر ان السعي لتحرير فلسطين هو سعي لإنقاذ المقدسات الاسلامية والمسيحية، سعي لتحرير الانسان
أي انه ربط الايمان من ناحيتين؛ الاولى مع الله من ناحية اداء العبادات والواجبات، والثانية العبادات ولكن بأسلوب آخر الا وهو المقاومة، مقاومة ومواجهة أعداء الأمة ولو بالسلاح الأبيض والبسيط:” إذا التقيتم العدو الاسرائيلي قاتلوهم بأسنانكم وبأظافركم بسلاحكم مهما كان وضيعا”، وهذا ما نراه يحصل الآن مع الشعب الفلسطيني في أغلب مناطق المواجهات مع العدو.
نجح الامام الصدر بتكريس علاقة جد ووجدان بين أبناء الجنوب والبقاع لا بل بين أغلب اللبنانيين والقضية الفلسطينية. ووضع الامام في حقول أيامنا مواويل العودة لفلسطين، ونحن هنا على مسافة الزمن، نتلقفها تاريخا وثورة فنصرا بإذن الله.
ها هي أرض فلسطين بيوم القدس العالمي المبارك والتي اكتوت بجمر الحقد والارهاب والغطرسة الصهيونية، تشد على الجراح، لم تثنها الرياح راحت تزرع شهدائها في كل حي ومدينة وبلدة، حتى ولد من رحم الليل فجر أبحرنا فيه، فكانت مراكب الشهداء والمعتقلين والجرحى أمامنا تنشد أهازيج النصر بأن تحرير القدس قريب وقريب جدا.