غصن في ذكرى الاستقلال: لبنان لن يكون يوما وكر تجسس للعدو الاسرائيلي ولا بيئة حاضنة للارهابيين
امل وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال فايز غصن، في “أن تشكل ذكرى الاستقلال هذا العام محطة تلاق وتضامن بين أبناء الوطن الواحد بخاصة في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي يمر بها وطننا”.
وقال غصن: “تعود الذكرى هذا العام معمدة بدماء ضحايا أبرياء سقطوا في العديد من المناطق اللبنانية خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية، وما الجريمة النكراء التي استهدفت الآمنين في منطقة بئر حسن منذ يومين، وما سبقها من تفجيرات ارهابية في الأسابيع والأشهر الماضية الا دليل واضح على أن لبنان يقع تحت وطأة ارهاب شرس نحتاج الى قوة استثنائية لازاحته عن كاهل بلدنا، ومنعه من التغلغل في نسيجنا الوطني”.
وأضاف: “ان خطر الارهاب المتنقل، والذي تمثل اسرائيل أحد أبرز وجوهه، يضع لبنان على مفترق طرق حاسم في تاريخه، فهذا الارهاب يعمل في الظلام على تغذية أدواته وايقاظ خلاياه النائمة، بهدف الانقضاض على بلدنا، والاطاحة بكل مقومات الدولة، والخلاص لن يكون الا بخارطة طريق سياسية اساسها الحوار تسير بموازاة الجهد الأمني الذي تبذله المؤسسات الأمنية وعلى رأسها قيادة الجيش، فمواجهة الأزمات لا تكون الا برص الصفوف وترك الخلافات السياسية جانبا والتعالي عن المصالح الشخصية وأخذ العبر مما يجري حولنا، فاذا جاء الطوفان فانه لن يستثني أحدا”.
وأكد “ان لبنان لن يكون يوما وكر تجسس للعدو الاسرائيلي، ومرتعا لعملائه وجواسيسه، ولا بيئة حاضنة للارهابيين والمجرمين ، ولا مكان في ربوعه للامارات ولا للمؤامرات فالنسيج الوطني وصيغة العيش المشترك هما قاعدة هذا البلد ومن غير المسموح استبدالها بقاعدة اخرى”.
وقدر عاليا ما “تقوم به المؤسسة العسكرية في سبيل الحفاظ على هذه الصيغة الفريدة”، مشيدا ب “الجهود الجبارة التي يقوم بها الجيش اللبناني والتي تفوق قدراته وامكاناته، في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار”، مؤكدا “ان الجيش في أعلى درجات الجهوزية والاستعداد لمواجهة التحديات الراهنة، وأي جديد قد يطرأ، وعينه على الحدود وعلى الداخل، وهو في الوقت نفسه، يعمل بصمت دون كلل أو ملل، متحملا صلف البعض وحملات التجني غير المبررة والتي تهدف الى كسر هيبته، رافضا الغرق في وحول سياسية يحاول البعض بين الحين والآخر اقحامه فيها”.
وأضاف: “ان الجيش اللبناني يعمل انطلاقا من قناعته بأن البلد أمانة في عنقه، وهي قناعة أرساها الشعب اللبناني المؤمن بأن جيشه الوطني هو ملاذه الأول والأخير، وهو الحصن الحصين للبنان – وانطلاقا من هذه القناعة، فان الجيش لن يسمح لأي كان العبث بأمن البلد واستقراره، ولديه اصرار شديد على تجنيب البلد الخضات واقفال اية ثغرة يمكن أن يتسلل منها أعداء لبنان، وهو في المقابل لا يطلب أي مقابل ولا يحتاج الا الى ملاقاة جهوده وتركه يعمل بهدوء دون اشغاله بصغائر الأمور، فالوضع دقيق ولا يحتمل اطلاق المواقف غير المسؤولة والمشبعة بسم التحريض الطائفي والمذهبي والتي تستدرج ردود فعل تأخذ في معظم الأحيان طابعا دمويا يدفع ثمنه الأبرياء وفي مقدمهم عناصر الجيش اللبناني”.
وختم وزير الدفاع بتوجيه التحية للمؤسسة العسكرية قيادة وضباطا وعسكريين، مهنئا اياها على “الانجازات التي تسجلها يوما بعد يوم، بخاصة أنها قدمت التضحيات الجسام في سبيل تجنيب البلد الكثير من المآسي والخضات، وأحبطت بعزيمة وصلابة الكثير من المؤامرات التي كادت تطيح بلبنان”، كما حيا “الشهداء الأبطال الذين قدموا أرواحهم قرابين على مذبح الوطن”، وقال: “ان ذكرى هؤلاء الأبطال ستبقى خالدة خلود أرز لبنان”.