عودة الودّ العلني بين تركيا و”إسرائيل”؟
موقع إنباء الإخباري ـ
تقرير إخباري ـ إيمان مصطفى:
في ختام زيارته إلى تركمنستان, مدّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غصن الزيتون إلى “إسرائيل”, التي تشهد علاقاتها مع تركيا توتراً منذ عام 2010, بعد مداهمة البحرية الإسرائيلية أسطول الحرية المتجه إلى غزة وقتل تسعة مواطنين أتراك. و ذكر أردوغان ثلاثة شروط لتطبيع العلاقات بين البلدين، معتبراً ذلك لمصلحة المنطقة برمتها:
ـ أولاً اعتذار إسرائيل عن المذبحة التي ارتكبتها ضد نشطاء سفينة “مافي مرمرة” في 2010.
ـ ثانياً تعويض ضحايا المداهمة.
ـ وثالثاً رفع الحصار عن قطاع غزة.
ردّ “اسرائيل” عقب كلام أردوغان جاء بارداً للغاية، إذ أعلن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن توطيد العلاقات مع اليونان وقبرص، دون ذكر تركي. كما أن مسؤولين كباراً في تل أبيب قالوا إن “إسرائيل” لا تأبه بمغازلة أردوغان الجديدة، خاصة وأن شرطه المتعلق برفع الحصار عن غزة غير وارد.
وقد تحدّث محلّلون صهاينة عن أن “إسرائيل”، على الرغم من رغبتها في إقامة علاقات مستقرة مع أنقرة واعتمادها على التعاون الاقتصادي والأمني، ليست على عجلة من أمرها لتلبية نداء أردوغان.
وفي سياق متصل يشير مسؤولون صهاينة إلى أن تصريحات أردوغان “السلمية” جاءت خشية من توطيد العلاقات بين “إسرائيل” واليونان وقبرص، وكذلك على خلفية تورطه في العلاقات الخارجية مع الدول المجاورة وعلى رأسها سوريا والعراق، وكذلك مع دولة عظمى مثل روسيا, وهذا ما قد اشار اليه بعض الخبراء السياسيين حين قالوا إن “أردوغان اضطر إلى التقارب مع إسرائيل”.
ولكن بعد أيام من هذا, أكدت مصادر تركية وصهيونية، مؤخراً، توصل الطرفان إلى اتفاق مبدئي لتطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب.
وقد تم التوصل إلى الاتفاق بين الطرفين في سويسرا، حيث التقى مساعد وزير الخارجية التركي فريدون سيرينلي أوغلو مع ممثلي كل من رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وجهاز الاستخبارات “الموساد”، وفق مواقع تركية.
ووفقًا لصحيفة “هآرتس”، فإن مبادئ الاتفاق هي:
· ضمن إطار الاتفاق تدفع “اسرائيل” إلى تركيا تعويضات بمبلغ 20 مليون دولار تحوّل إلى صندوق خاص لمنح عائلات المدنيين الأتراك الذين قتلوا وأصيبوا خلال سيطرة سلاح البحرية الإسرائيلية على سفينة مرمرة.
· تستأنف تركيا و”إسرائيل” العلاقات بينهما ويتم إعادة السفراء إلى تل أبيب وأنقرة.
· يمرّر البرلمان التركي قانونًا يلغي أية دعوة قضائية ضد جنود وضباط اسرائيليين بخصوص حادثة القافلة إلى غزة والامتناع عن رفع دعوة في المستقبل.
· تطرد تركيا من أراضيها المسؤول العسكري في “حماس” صلاح عاروري الموجود في اسطنبول، حيث يشغّل من هناك نشطاء في الضفة الغربية.
· تُقيّد نشاطات “حماس” في تركيا بشكل عام.
وتتابع الصحيفة أنه بعد التوقيع النهائي على الاتفاق يدرس الطرفان التعاون في مجال الغاز الطبيعي، أي بيع غاز طبيعي من “إسرائيل” إلى الجانب التركي، ومدّ أنبوب غاز ينقل عبر تركيا الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا.
ومن جهتها أشارت وكالة الأناضول التركية، إلى أن “العمل متواصل من أجل الوصول إلى نتائج بهذا الصدد في أقرب وقت”.
فهل تعيد هذه التسوية العلاقات الوديّة السريّة بين تركيا وإسرائيل إلى العلن من جديد، وما هو مصير العلاقة بين تركيا وحركة حماس، والتي تبدو الضحية الأولى لهذه التسوية؟