عمليات حزب الله – دمشق»: ما خسرناه في اللاذقية سنستعيده على طريقة القلمون… كل الجبهات مشتعلة من دمشق إلى القنيطرة ومن جيوب القلمون إلى اللاذقية
تدور معارك عنيفة على جبهات عدة داخل سورية في محاولة لاعادة رسم التموضع العسكري لكل فريق من المتقاتلين في ظل غياب اي احتمال للتسوية السياسية بين الفرقاء المعنيين في الشأن السوري، ان كان على مستوى المنطقة العربية – الخليجية اوبين الدول العظمى.
وقال قياديون في غرفة العمليات العسكرية المشتركة في العاصمة السورية لـ «الراي» ان «المعارك غطت اليوم مجمل الاراضي السورية في شكل عنيف وعلى وتيرة عالية من الطرفين، النظام والمعارضة، واهمها معارك القلمون، دمشق، القنيطرة، حلب واللاذقية، إضافة الى مناطق اخرى اقل حدة مثل ادلب وغيرها».
واشار هؤلاء الى ان «معركة القلمون تشارف على نهايتها اذ ان الدخول الى عسال الورد ورنكوس وطفيل ومزارع المنطقة اصبح قاب قوسين او ادنى والمعارك التي ما زالت دائرة على هذه الجبهة ستنتهي معها اي روابط تواصل بين المسلحين مع الحدود اللبنانية وخصوصاً مع ريف دمشق»، لافتين الى ان «الاهتمام الاعلامي الذي انحرف نحو جبهات اخرى لا يحسب حسابه على الصعيد الاستراتيجي، اذ اننا نخوض حرباً لتحقيق إنتصارات وتقدم وليس لعرض الانجازات».
واكد قياديو غرفة العمليات المشتركة ان «المعارك مستمرة بقوة على خط جوبر، ودوما، وحرستا ـ القابون، والمليحة التي تعتبر خط الدفاع الاول للمعارضة المسلحة ومعقل جبهة النصرة، وهذا الخط يتعرض لهجوم يومي ينجج في تحقيق انجازات متواضعة ولكنها متقدمة توجع جبهة النصرة بدليل ردها بقصف العاصمة دمشق بسبب الضغط على جبهة ريف دمشق وتقدم القوات المشتركة من الجيش وحزب الله في المليحة»، موضحين ان «وقف الدعم من جهة القلمون حصر المسلحين داخل هذه البقعة التي كانت الخاصرة الاكثر خطراً على العاصمة، بدليل ان دمشق تتعرض يومياً للقصف من المسلحين بوابل من قذائف الهاون بهدف حرف الانظار او تخفيف الضغط، الا ان هذا الاسلوب لم يعد ينفع، فالقيادة مصممة على انهاء معركة ريف دمشق بالكامل هذه السنة لتحرير العاصمة من اي تهديد».
ولفت هؤلاء الى ان «مجموعة من المعارضة المسلحة، دخلت من الاردن والتحمت مع القوات المرابطة على تلة الاحمر التي تعد اكثر النقاط تقدماً بوجه العدو الاسرائيلي وهي نقطة رصد الكترونية وليست ثكنة عسكرية، وتهدف لرصد الاتصالات والحركة الاسرائيلية، الا ان المعارضة احتلت جزء منها مما اوقف العمل الالكتروني فيها، وما زالت الاشتباكات على حالها هناك. ومن الواضح ان المسلحين لا يسعون الى إضعاف سلطة النظام بل الى إضعاف قدرات الدولة مقابل العدو ولتحقيق تقدم تكتيكي مقابل الانتصار الاستراتيجي الذي حققناه في القلمون ويتم تحقيقه اليوم في ريف دمشق».
وكشف قياديو غرفة العمليات المشتركة عن ان «معركة الساحل قد وصلت الى نقطة استطاع فيها النظام استعادة المبادرة والهجوم على نقاط استراتيجية كانت وما زالت المعارضة المسلحة التي دخلت من تركيا متمركزة في اكثرها»، موضحين ان «الجيش السوري استطاع وقف تقدم المسلحين الذين اقتصرت سيطرتهم على المدن والقرى والجبال التي سيطروا عليها في الايام الاولى، ومنذ ذلك الوقت لم يسجل اي اختراق بل جرت استعادة تلة 45 وبعض النقاط على جبل النسر، اضافة الى تقدم في قرية سمرا»، ومشيرين الى ان «الخطة تقضي باستخدام القوة النارية المكثفة لفتح الطريق امام تقدم قواتنا في شكل يخفف قدر الامكان الخسائر البشرية من جانبنا، فنحن غير مستعجلين لان الوقت لا يلزمنا»، متوقعين ان «تأخذ المعركة فترة من الزمن لاعادة السيطرة على تلك المنطقة بالاسلوب عينه الذي اتبعته القوات المشتركة في القلمون».
وختم هؤلاء ان «القوات المشتركة تنظم تخطيطها وطريقة تقدمها في الشمال الغربي لوقف احتمال انسحاب المسلحين وجرهم داخل المنطقة ليتم التعامل معهم واستنزافهم والقضاء عليهم نهائياً».