على الهامش: نكبة فلسطين ونكبات الأمة
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
بعد خمسة وستين عاماً على نكبة الأمة الكبرى بخسارة فلسطين، لا شيء يدفع إلى التفاؤل باقتراب موعد عودة هذه الأرض السليبة إلى أهلها، سوى لمعات من شرارات المقاومة في هذا الليل العربي الطويل.
كلما مر عام على نكبة فلسطين كلما ابتعد الاهتمام العربي الرسمي بهذه المناسبة الأليمة، وكلما ازداد التقارب العربي الرسمي من الكيان الصهيوني المحتل. تقارب كان خجولاً وسرياً في بداياته فأصبح علنياً وإعلامياً في هذه الأيام، وما المصافحات التي نشاهدها بين حين وآخر بين مسؤولين عرب وآخرين إسرائيليين سوى مؤشرات بسيطة على هذا التقارب.
أما على صعيد الجماهير العربية فهي مغلوبة على أمرها منكوبة بزعمائها مشغولة بالواقع السياسي والاقتصادي السيئ الغالب على معظم الدول العربية، لا سيما في الدول العربية المعروفة تاريخياً بحماسة مواطنيها للقضية الفلسطينية كتونس ومصر وسوريا التي تعاني كل منها من مشاكل سياسية أو عسكرية كبيرة نتيجة غلبة التدخلات الخارجية على المطالب الشعبية فيها.
هذا الواقع العربي التعيس تزيده تعاسةً الخلافات الفلسطينية الداخلية المستمرة ولا سيما بين حركتي فتح وحماس، والمحاولات الرسمية من بعض الدول العربية للسيطرة على القرار السياسي والعسكري لبعض الحركات الفلسطينية من أجل السير بها على طريق المفاوضات مع العدو الإسرائيلي.
وبعد، قد لا يكون الواقع العربي والفلسطيني مبشراً بالخير للمنتظرين خلاص فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، لكن ما يبعث على التفاؤل أن هناك مجاهدين عاقدين العزم على تحريرها، غير مبالين بالتخاذل العربي الرسمي، ولا المواقف الانهزامية لبعض الشخصيات الفلسطينية، مجاهدين لا يكتفون بوضع الكوفية الفلسطينية حول أعناقهم وبرفع صور مفاتيح العودة في المناسبات السنوية، وإنما يتكلون على الله وعلى سواعدهم، والعودة قريبة، لا شك قريبة.