على الهامش: في يوم نكبات العرب
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
عن أية نكبة نتحدث في يوم النكبة، وقد مرّ بالأمة بعد نكبة ضياع فلسطين نكبات ونكبات، آخرها خراب سوريا على أيدي كثيرين من العرب وحلفائهم الغربيين، أو فلنقل على أيدي الغربيين وأتباعهم من العرب؟
حين تصبح ذكرى نكبة فلسطين يوماً واحداً في العام لتذكّر فلسطين، فهذه نكبة أخرى.
حين يصدأ المفتاح المخبّأ ليوم العودة قبل العودة فهذه نكبةٌ أخرى.
حين تبلى خيوط الكوفية المطوية في الخزانة والموضوعة على الكتفين في بعض المناسبات قبل العودة فهذه نكبةٌ أخرى.
حين تجفّ حنجرة المنشد الفلسطيني المنشد ليوم العودة قبل العودة فهذه نكبة أخرى.
حين يمر يوم آخر علينا من دون تحرير فلسطين فهذه نكبةٌ أخرى.
بعد ستة وستين عاماً من ضياع فلسطين تصبح ذكرى يوم الضياع هذا مجرد ذكرى عابرة، يحييها بعض بعض العرب، ويغفل عنها أكثرهم، فلا تكاد تجد صدى لهذا اليوم لا في الإعلام المرئي والمسموع ولا في الإعلام المكتوب.
تنشغل جماهير “الربيع العربي” بهمومها وخلافاتها. ينشغل الشعب الليبي بعدد الأقاليم والدويلات التي يجري العمل على تقسيم ليبيا إليها في السر، وينشغل شعب تونس، تونس التي احتضنت الثورة ورجالها في الماضي، بمشاهد الخلافات السياسية بين الذين ورثوا حكم زين العابدين بن علي، وينشغل المصريون، حماة العروبة، بالانتخابات القريبة لرئاسة الجمهورية بينما يتعرض بعضهم للهجمات والتفجيرات الإرهابية المتنقلة، أما اليمن، فمتى استراح اليمن أو اليمنان منذ عشرات السنين؟
أما سوريا، الأمل العربي الوحيد المتبقي للتخفيف من نكبة الفلسطينيين، فقد جلبوا إليها نكبة لحمايتها هؤلاء، أهل النكبة، ولاحتضانها ودعمها لهم ولمقاومتهم ومقاومة اللبنانيين، وإذا الذين باعوا فلسطين في الأمس يحاولون أن يبيعوا اليوم سوريا، وإذا الذين ادعوا يوماً مطالبتهم بكامل التراب الفلسطيني يطالبون اليوم بكامل الدم السوري.