على الهامش: في انتظار توماهوك
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
لا شيء لدينا أكثر من الوقت المبدد بين البرامج الإخبارية والسياسية على القنوات اللبنانية والأخرى العربية والأجنبية وبين متابعة شبكات التواصل الاجتماعي لمتابعة أخبار العزيز توماهوك.
ما زال هذا العزيز نائماً قرير العين في بطون المدمرات الأميركية في البحر الأبيض المتوسط وفي غيره من بحار وأراضي العم سام الواسعة.
نائمٌ ويُشغل العالم هذا الصاروخ. والإنسانية منقسمة حوله، بين من يريد له استمرار نومه، ومن يريد استيقاظه ليفرض الديمقراطية والسلام الأميركيين اللذين وُلد لأجل فرضهما.
لم يعتد سيدُ توماهوك العم سام الانصياع لأحد.
من قبل ولادة هذا الصاروخ وسيده يصول ويجول فارضاً سلطته وهيبته على العالم، ولم تسلم دولة من خير ديمقراطيته العظيمة، منذ بدايات القرن العشرين حتى اليوم.
لكأن في فطرة العم سام أن يكون منقذ العالم من الشر، ولكأنه سوبرمان أو سبايدرمان مان أو غيرهما من الشخصيات التي خلقها هذا العم وملأ العالم بها.
سيستيقظ توماهوك من نومه يوماً ما، وسيزورنا اليوم أو غداً أو بعد عام أو أكثر. وسينشر في بلادنا القتل والخراب والدماء، كما فعل من قبل في العراق وغيره، وسيفرح كتيرٌ من زعماء العالم العربي والعالم، ثم سيحزن هؤلاء كثيراً حين يرون أن توماهوك وسيده وسيدهم العام سام لم يوهنا عزيمة طفل سوري يلهو ببندقيته الخشبية في شارع من شوارع دمشق، ولم يمنعا الياسمين الدمشقي من نشر أريجه الحر حتى آخر تخوم العالم.