على الهامش: المقاومة والمصطادون في الماء العكر
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
تخويف اللبنانيين من حزب الله وسيلة قديمة لجأ إليها بدايةً العدو الإسرائيلي عندما بدأت معنويات جنوده المحتلين لجنوبي لبنان وبقاعه الغربي تنهار بعد الضربات العسكرية الناجحة للمقاومة الإسلامية والتي أوقعت في العدو وعملائه خسائر كبيرة بين قتلى وجرحى. يومها لم يجد العدو وسيلة للتأثير على حزب الله أفضل من تحريض اللبنانيين عليه، فبثت وسائله الإعلامية التقارير عن احتماء المقاومين بالمدنيين اللبنانيين، وعن استعمال المقاومين لمنازل هؤلاء لإطلاق الصواريخ على الجنود الإسرائيليين والأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالتالي فحزب الله هو المسؤول عن مقتل وجرح المدنيين اللبنانيين بسبب القصف الإسرائيلي “رداً على عمليات حزب الله” والذي يصيب هؤلاء اللبنانيين.
خلال تلك الفترة، فترة الاحتلال الإسرائيلي للبنان، كان بعض الوسائل الإعلامية اللبنانية يشارك الإعلام الإسرائيلي في تحميل حزب الله سبب الضرر والإصابات التي تلحق باللبنانيين، لا سيما اللبنانيين من غير البيئة الحاضنة للمقاومة، الذين “لا ناقة لهم ولا جمل” في أعمال حزب الله العسكرية. وظل هذا الإعلام “الوطني” يمارس هذه المهمة حتى بعد اندحار العدو وعملائه وتحرير معظم الأراضي اللبنانية منه ومنهم. شاهدنا هذا حين قام شباب بيروت وغيرها من فريق الثامن من آذار في السابع من أيار بدخول مكاتب بعض الذين كانوا يريدون السوء لهذا البلد، مستولين على وثائق ومستندات تؤكد ضلوع هؤلاء بالتآمر على أمن لبنان ومواطنيه. يومها لم تترك هذه الوسائل الإعلامية وصفاً قبيحاً لم تلصقه بالمقاومة، واصفة ما جرى في بيروت بأنه اجتياح لها، واعتداء على أهلها، وتخريب لمؤسساتها.
مع مشاركة حزب الله في القتال في بعض الأماكن المحدودة في سوريا، تزايدت وتيرة الاتهامات ضده ومحاولات اتهامه بجلب الأذى إلى اللبنانيين بسبب ردات فعل المسلحين، من جهة، واتهامه بالاعتداء على المدنيين السوريين قتلاً وتهجيراً وتدميراً لممتلكاتهم من جهة أخرى.
كل محاولات التشويه هذه لم تطمس عيون الناس عن الحقيقة، حقيقة أن حزب الله أخوَف ما يكون على لبنان وأمنه وسلامه، وسلامة شعبه وأرضه من كل عدوان، سواء كان عدواناً إسرائيلياً أو تكفيرياً إرهابياً، أما المصطادون في الماء العكر فلن تعود صناراتهم إلا بالوحول.