على الهامش: الذين فقأوا عين الفتنة
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
لا أحد يريد الفتنة في البلد، لا الفتنة المسيحية الإسلامية ولا الفتنة السنية الشيعية.
لكن لا أحد يبادر جداً إلى تلافيها، لا في الإعلام ولا على في شبكات التواصل الاجتماعي ولا في الشارع.
هذه النتيجة توصّل إليها صديق مشمئزّ من كل البلد، ومن كل فئات شعبه.
حتى كلمة “شعب” لا يرضاها. يقول: قل شعوباً ولا تقل شعباً، قل لبنانات ولا تقل لبنان.
أنا أوافقك يا صديقي في أكثر ما تقول، سوى في الإجماع على عدم مبادرة أحد لوأد الفتنة.
يا صديقي هناك من يثير الفتنة بين الناس وفي الشارع وفي الإعلام، لكن هناك أناس يتحاشون هذه الفتنة ويفرون منها، ويتعوذون بالله من أخطارها، وهم أول الناس المتأذين منها.
قلوب هؤلاء كبيرة، وآراؤهم حكيمة، ولولا رحابة صدورهم لكان البلد غير البلد، ولكان الحال غير الحال.
هؤلاء أبناء البلد الأصليون، الذين لا أمكنة يفرّون إليها لو خرب البلد، ولا أرصدة لديهم يستعينون بها في الأزمات، ولا جنسيات إلى جانب جنسياتهم اللبنانية تعينهم وتدفع مروحيات الدول لإخراجهم من على أسطح البنايات عند اشتعال الفتنة.
هؤلاء يُعمَل على الفتنة من أجل إيذائهم، من أجل إضعافهم ليكونوا لقمة سائغة في فم العدو الإسرائيلي، لكنهم يعلمون ولا يعملون، يرون أهل الفتنة ولا يلتفتون إليهم، يصبرون كما صبر الأولون، ويكظمون كما كظم الأولون، مرددين ما قاله سيدهم منذ مئات السنين: “أنا فقأت عين الفتنة”.