على الهامش: الأسير والقصير
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
أحمد الأسير هو مجرد زعيم زقاق ضيق من أزقة مدينة القصير السورية إذا أردنا أن نعطيه توصيفاً واضحاً محدداً، لا أكثر من ذلك. ومع هذا جرى نفخه في الأيام الأخيرة بعد تحرير مدينة القصير وقراها من العصابات التكفيرية المستوردة من كل جهات العالم، ربما في محاولة من أسياد تكفيريي القصير والأسير للثأر من هزيمتهم التي أصيبوا بها في القصير ورفع معنويات ما تبقى من أتباعهم في لبنان وسوريا.
كان المطلوب تحويل صيدا إلى طرابلس أخرى، بل إلى حالة أكثر تطرفاً، نظراً لكون صيدا عاصمةً للجنوب، ونظراً إلى رمزيتها كعاصمة للمقاومة، وممراً لأهل هذه المقاومة إلى مدنهم وقراهم الجنوبية.
وكان المطلوب أن يكون الأسير قاطع الطريق المعتمد بين بيروت والجنوب عند كل مناسبة سياسية أو عند كل حدث أمني يحصل بين العصابات المختلفة المدعومة من ميليشيا المستقبل وبين الجيش اللبناني أو أية جهة حزبية لبنانية.
وكان المطلوب تحويل صيدا إلى إمارة للسلفيين الذين ما زالوا يعيشون في جاهليتهم، ويكفّرون كل مسلم غيرهم، ولو شهد الشهادتين وصلى الصلوات الخمس.
على الجيش اليوم أن يحزم أمره، وأن لا يتراجع بعد سقوط شهدائه وجرحاه، وعلى الدولة أن لا ترضخ للضغوط الداخلية والخارجية التي ستعمل على إيجاد حلول ومخارج للأسير وميليشياه، وإلا دخلنا في متاهة من الإرهاب لا نهاية لحدودها.