ظواهر خطيرة تهدد الأمن الاجتماعي في سوريا
وكالة أنباء آسيا-
رزان الحاج:
في جريمة تقشعر لها الأبدان، أقدم أب على قتل طفلتيه إحداهما حرقاً والأخرى شنقاً عبر تعليقها بمروحة سقفية وقام باحراق جثتيهما ومن ثم أخفى الجثتين داخل “أرض الديار” في حي مخيم النيرب بمدينة حلب.
وبعد اقتحام المنزل من قبل الجهات المختصة قام بفتح قنبلة وفتح جرة غاز، محاصرا باقي أفراد عائلته داخل المنزل، مما أدى لإصابة بعض العناصر المهاجمين بجروح، في حين تم القبض عليه وتحرير الرهائن، ولازالت التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الجريمة.
ويقول بعض المختصين ان الإهمال وارتفاع أرقام الفقر والبطالة والتسرب المدرسي وازدياد قيم الاستهلاك وسط المغريات الكثيرة ومحدودية الدخل والفوارق الطبقية يتسبب بمثل هذه الجرائم، واليوم تحصد الحكومات المتعاقبة ما جنته من الإهمال والتقاعص والقرارات الخاطئة طوال السنوات الماضية .
اراء علماء اجتماع تشير انالجرائم العائلية” تدل على أن المجتمع يشهد ظواهر خطيرة تهدد الأمن والاستقرار الاجتماعي وتعزو أسباب هذا العنف إلى تداعيات الأزمة المالية العالمية وما أحدثته من خلل في مستوى معيشة الأفراد والعائلات، خاصة أن المجتمع غالبيته العظمى من الشباب، حيث لا توجد أطر اقتصادية كافية تستقطبهم.
بدوره يرى خبير نفسي أن هذه الجرائم اجتماعية نفسية اقتصادية، وأن من أسبابها الظلم أو التفكك الأسري أو التقليد للثقافات والحضارات الغربية، وغياب الوعي والإرشاد الديني، كثرة الخلافات وعدم التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة، تعاطي المخدرات، الأسباب النفسية كالإدمان والاكتئاب الحاد والانفصام والشك المرضي، والوضع الاقتصادي ومنها البطالة وغلاء المعيشة وعدم الحصول على فرص يشبع من خلالها الإنسان حاجاته ومتطلباته، ومن أسباب الجريمة كذلك عدم خشية العقاب وعدم تحمل المسؤولية، والتأثر الفكري بالأفلام والتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها كلها قد تكون من دوافع ارتكاب الجريمة.
ويعيد خبراء الاقتصاد حدوث الجرائم و انتشارها الى الحالة الاقتصادية التي يعيشها السوريون، وأضاف احد الخبراء “بتنا نسمع عن أب يقتل ابنه، أو ابن يقتل والده، وزوج يقتل زوجته أو زوجة تقتل زوجها، لا تقع هذه الجرائم إلا إذا وجد التوتر الذي من أسبابه الحالة الاقتصادية”، وأشار إلى أن معدلات البطالة في ازدياد ومعدلات الفقر بازدياد وأن الطبقة الوسطى تتآكل وغلبت الطبقة الفقيرة على المجتمع، ولفت إلى أن المجتمع يعاني من مشكلات اقتصادية حقيقية وإن لم تسارع الحكومة لمعالجة هذه المشكلات فإنها حتمًا ستتفاقم.
كما لفت الى ان ارتفاع تكاليف المعيشة من رفع لأسعار السلع والخدمات وعدم وجود فرص عمل وازدياد في معدلات البطالة يتسبب بعدم الاستقرار الاجتماعي وبالتالي تبرز مثل هذه الجرائم.
ووثقت منظمات حقوقية وقوع 76 جريمة قتل بشكل متعمد منذ مطلع العام 2023، بعضها ناجم عن عنف أسري أو بدوافع السرقة وأخرى ماتزال أسبابها ودوافعها مجهولة، راح ضحية تلك الجرائم 83 شخصًا هم 20 سيدة و 53 رجلًا وشابًا، و10 أطفال، توزعوا على النحو التالي:
14 جريمة في ريف دمشق راح ضحيتها سيدة وطفل و 13 رجل
11 جريمة في اللاذقية راح ضحيتها 4 رجال و8 سيدات وطفلان.
14 جريمة في السويداء راح ضحيتها طفلان و9 رجال و3 سيدات
5 جرائم في حمص راح ضحيتها سيدة و3 رجال وطفل
3 جرائم في حماة راح ضحيتها 3 رجال
8جرائم في درعا راح ضحيتها سيدة و8 رجال
9 جرائم في دمشق راح ضحيتها 3 سيدات وطفل و5 رجال
5 جرائم في حلب راح ضحيتها 3 أطفال وسيدتان
6 جرائم جريمة في دير الزور، راح ضحيتها 7 رجال
جريمة في الحسكة، راح ضحيتها سيدة
جريمة في القنيطرة راح ضحيتها شاب.