طارق الأحمد لـ آسيا: هذا هو الفرقُ بين “سوتشي” و”جنيف”
رأى رئيسُ دائرةِ الخارجيّة والإعلام في المكتب السياسيّ للحزبِ السوريّ القوميّ الاجتماعيّ طارق الأحمد أنَّ “الحوار الوطنيّ السوريّ المُزمَع عقدهُ في سوتشي هو الصيغة الصحيحة التي يمكن أن تنتظم العمليّة السياسيّة عبره على قواعد حقيقيّة راسخة وصحيحة في الوقت نفسه”.
وأوضح السياسيّ السوريّ أنَّ الدعوات إلى مؤتمر سوتشي شَمِلَت الطيف السياسيّ السوريّ من أحزابٍ قديمةٍ وجديدةٍ وبعضها تمّ تشكيلها مع قيام الدولة السورية، وصولاً للأحزابِ الجديدة التي شُكِّلت بعد التعديلات الدستوريّة والتي فتحت بدورها الباب للتعدّديّة السياسيّة، إضافةً إلى دعوة الطيف الاجتماعيّ من قوى المجتمع المدنيّ وجمعيّاتٍ مدنيّة ونقابات واتّحادات، وهؤلاء حقيقة من يمثلّون الشعب السوري”.
وأشار الأحمد إلى مُخطّطات الغرب الرامية إلى تفريقِ الشعب السوريّ عبر القولِ إنّه مؤلّف من طوائف وإثنيّات ومذاهب وقبائل وعشائر، بغاية تفكيك المجتمع وهو ما يتمّ التعامل على أساسه في بعض الدعوات السياسيّة، في حين أنّ سوتشي يُطرَح بشكلٍ مُختلفٍ تماماً ويعكسُ التعاطي بشكلٍ حضاريّ مع الأطراف السوريّة كافّة.
وأكّد الأحمد أنَّ العناوين التي تُطرح على أساسٍ غير مذهبيّ هي التي تُوحّد المجتمع السوريّ، وهذا ما يتمّ العمل عليه في سوتشي حسب الدعوات التي تتمّ على عكس جنيف”.
وأوضح أنَّ الدعوة إلى جنيف وُجِّهَت للوفد الحكوميّ المُشكَّل من قِبلِ الدولةِ السوريّة بهيئاتها الرسميّة القانونيّة والشرعيّة المُتعارَفِ عليها، في حين تمَّ توجيه الدعوة إلى وفدِ الرياض بما فيه وفود المنصّات التي تعبِّر عن معارَضةٍ شُكِّلَت في قطر والسعوديّة وتركيا ورفعت شعاراتٍ طائفيّة منذ بداية الأحداث”، كما ذكر، مُعتبراً أنَّ “من كان سبباً في إشعال الحرب لن يكون سبباً في إطفائها، بل على العكس سيتسبّب في إعادة إشعال فتيلها”، بحسب قوله.
وعن الفرق بين سوتشي وجنيف قال الأحمد: “إنَّ الفرقَ كبيرٌ جداً، فجنيف لا يمثّل جميع المكوّنات السوريّة وخاصّةً الكرد الذين هم مكوّنٌ أساس في المجتمعِ السوريّ غير موجود على الإطلاق في جنيف وكذلك الأحزاب القديمة غير موجودة على عكس سوتشي الذي يدعو الجميع دون استثناء”.
وأكّد الأحمد على مشاركة الحزب السوريّ القوميّ في مؤتمر الحوار الوطنيّ في سوتشي، مُبيّناً أنَّ الحزب مُتفائل بخصوص الحوار الوطنيّ وبأيِّ صيغةٍ مشابهةٍ له سواء أكان في سوتشي أم دمشق وهذا ما نأمله”.
وأشار الأحمد إلى أنَّ فشل جنيف في حال لم يستطع أن يُحقّق شيئاً خلال الجولة التي تريد الأمم المتّحدة عقدها خلال الأيّام المقبلة، سيمهّد الطريق لعقدِ مؤتمر سوتشي لتبدأ بعدها عمليّة سياسيّة نعتقد أنّها ستأخذُ طريقها إلى النضوج”.
وحول ما سيحمله الحزب السوريّ القوميّ إلى سوتشي، قال الأحمد إنَّ الحزب سيقدّم ورقةَ مبادئ ووثيقةً سياسيةً كان قد أطلقها الحزب قبل نحو سنتين، مبيّناً أنّه تمّ العمل على تطويرها وتقضي بضرورة حلِّ الأزمة السوريّة عبر الحوار السوريّ السوريّ وباشتراك الجميع مع تطوير الحياة السياسيّة السوريّة بشكلٍ تدريجيٍّ آمن وسليم”.