ضاهر.. استقالة كاملة من «المستقبل»
صحيفة السفير اللبنانية ـ
غسان ريفي:
لن يحضر النائب خالد ضاهر مهرجان الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في «البيال» يوم غد السبت، ما يشير بوضوح الى أن «تعليق عضويته» في «كتلة المستقبل النيابية» كان مجرد تعبير ملطف لاستقالة كاملة من الكتلة ومن «التيار الأزرق» ترجمها، أمس، بتسليم سيارتين مصفحتين الى إدارة «بيت الوسط» كان الرئيس سعد الحريري قد وضعهما بتصرفه خلال السنوات الماضية، وبالاستغناء عن عدد من رجال الأمن ممن وضعهم «تيار المستقبل» لحمايته.
يمكن القول إن خالد ضاهر كان ضحية المتغيرات والتقلبات السياسية لتيار «المستقبل» ولرئيسه سعد الحريري، فمنذ العام 2005 وخلال أحداث 7 أيار في العام 2008 وما تلاها من أحداث واستحقاقات، شكل الضاهر رأس الحربة لـ «المشروع الأزرق» في مواجهة «حزب الله»، وأحيانا في توجيه الرسائل غير المباشرة للجيش اللبناني، وكانت مواقفه تلقى الأصداء الايجابية لدى الرئيس الحريري وعبره الى كل نواب «المستقبل» الذين كان بعضهم ينظرون إليه بعين الحسد نظرا للإعجاب الكبير الذي كان يبديه الحريري بشجاعته وجرأته.
لم يكن ضاهر يتوقع أن ذلك سيجعله غير مرغوب فيه في كتلة «المستقبل» بعد عقد كامل من الخدمة والنضال، وأن السهام ستطلق عليه من داخل الكتلة ومن زملاء انتظروا هذه اللحظة طويلا لإطاحته، خصوصا بعدما باتت مواقف ضاهر لا تتلاءم مع توجهات «المستقبل» الجديدة، سواء في الحوار مع «حزب الله» أو في الانفتاح على كل مكونات المجتمع اللبناني.
ويبدو واضحا أن استقالة ضاهر من كتلة «المستقبل» بدأت تتفاعل في الشارع العكاري وتنعكس سلبا على التيار الأزرق، حيث اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي ببيانات التضامن معه والهجوم على التيار، متهمين إياه بـ «التخلي عن أركانه وحلفائه من أجل المكاسب السياسية»، كما جرى توزيع بيان حمل «الرقم واحداً» مذيل بتوقيع شباب حلبا أعلنوا فيه انشقاقهم عن «تيار المستقبل» واستمرارهم في دعم ومؤازرة النائب ضاهر.
وعلمت «السفير» أن الرئيس فؤاد السنيورة الذي تعرض لضغوط كبيرة من النواب المسيحيين في كتلته، طلب من ضاهر إصدار بيان اعتذار رسمي من الطوائف المسيحية في لبنان على ما تضمنه تصريحه في ساحة عبد الحميد كرامي، وأن السنيورة نفسه لم يكن راضيا عن مضمون المؤتمر الصحافي الذي عقده ضاهر في منزله ولمّح فيه الى الاعتذار، بل عاد وطلب منه اعتذارا واضحا.
وقد استدعى ذلك زيارة قام بها ضاهر الى السنيورة ليشرح له ما حصل، لكن وجهات النظر لم تكن متطابقة في الاجتماع، وشعر ضاهر أن الهوة تتسع بينه وبين الكتلة الزرقاء، ما دفعه الى الطلب من السنيورة تعليق عضويته الى أجل غير مسمى، وجاء الجواب بالموافقة في البيان الصادر عن اجتماع الكتلة يوم أمس الأول.
لكن ضاهر سارع الى تسليم «العهدة الأمنية» المتمثلة بالسيارتين المصفحتين ورجال الأمن الى بيت الوسط، وذلك في رسالة واضحة الى من يعنيهم الأمر في الكتلة والتيار بأن الأمر لن يتوقف عند تعليق العضوية، بل تعداه الى استقالة كاملة.
يحرص ضاهر على عدم الغوص في تفاصيل ما جرى، لكنه لا يخفي غضبه على موقف كتلة «المستقبل» منه، خصوصا أنه وقف الى جانب التيار الأزرق بكل قوة ووضع دمه على كفه أكثر من مرة، مؤكدا أنه لن ينقلب ضده، بل سيبقى متمسكا بالثوابت التي أرساها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تاركا للشارع أن يحكم على تصرفات التيار «الذي تبين أنه لا يغار على الرموز الدينية الاسلامية، ويطلب منه أن يعتذر لأنه طالب بالعدالة والمساواة في التعاطي مع الرموز الدينية». مشددا على أنه يرفض الإساءة الى أي طائفة أو رمز ديني يخصها، وما قصده بـ «القديسين الذين يفتحون أيديهم» هو أنهم ظاهرون للعيان بوضوح، ولم يقصد أي إساءة.
ودعا ضاهر تيار «المستقبل» الى «مطالبة محافظ الشمال رمزي نهرا بالاعتذار من المسلمين على إساءته لرمزهم الديني الأول، بدل أن يطالبوه هو بالاعتذار على إساءة لم يرتكبها، حرصا على مشاعر بعض حلفائهم»، مذكرا بأن الوزير سجعان قزي «قال علنا ومن دون مواربة: إننا نحارب الارهاب منذ 1400 سنة. وقبله تحدث النائب سامي الجميل عن الكمية والنوعية، فلم يراع حزب الكتائب مشاعر حلفائه من المسلمين، ولم يطالب قزي والجميل بالاعتذار أو يدفعهما الى تعليق عضويتهما».
[ad_2]