صواريخ البقاع الشمالي تتساقط بقرار من خارج سوريا ولبنان
موقع النشرة الإخباري ـ
ماهر الخطيب:
في الوقت الذي لا تزال فيه القوى الأمنية تعمل على ملاحقة الخلايا الإرهابية المختلفة، التي نفذت العديد من العمليات الخطيرة على الساحة اللبنانية، هناك بعض الخفايا التي لم تُكشَف حتى الآن، لا سيّما على صعيد عمليات إطلاق الصواريخ التي تستهدف قرى وبلدات البقاع الشمالي.
في الفترة الأخيرة، نجحت الإجراءات الأمنية التي نُفذت من قبل وحدات الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية السورية، بعد تضييق الخناق على المجموعات المسلحة في الداخل السوري بالحد من ظاهرة السيارات المفخخة إلى حد بعيد، لكن هذا الأمر لم يمنع إستمرار تساقط الصواريخ، بالرغم من أن عددها إنخفض إلى حد كبير.
وفي هذا السياق، تكشف مصادر مطلعة أن هذه العمليات تتم بإشراف مجموعة سورية يقودها شخص يدعى أبو خالد، لكن الأخير ليس هو صاحب القرار بل جهة أخرى موجودة خارج الأراضي السورية واللبنانية، وتشير إلى أن الصواريخ تُطلق من منطقة جرود عرسال، الأمر الذي يؤكده أكثر من مصدر في المنطقة، بسبب قدرة السكان على تحديد مكان الإطلاق بشكل شبه دقيق.
وتلفت هذه المصادر، في حديث لـ”النشرة”، إلى أن مجموعة أبو خالد تطلق الصواريخ بناء على قرار الجهة الخارجية، التي تطلب منه إستهداف هذه المنطقة أو تلك بعد أن تحدد له التوقيت المناسب لها، في حين تلتزم مجموعته التنفيذ فقط لا أكثر، لكنها تشير إلى أن هذه الجهة غير معروفة حتى الساعة.
وتؤكد هذه المصادر أن الهدف من إستمرار عمليات إطلاق الصواريخ على منطقة البقاع الشمالي هو إبقاؤها في أجواء التوتر المذهبي والسياسي، بعد أن كانت الخطة الأمنية التي تُنفذ فيها قد نجحت في خفض منسوب الإحتقان الذي كان قائماً قبل أشهر قليلة إلى حد بعيد.
وفي حين تلفت هذه المصادر إلى أن ما يسمى “لواء أحرار السنة-بعلبك” تبنى أغلب هذه العمليات بشكل علني، تشير إلى أن لا وجود لهذا اللواء على أرض الواقع، وتذكر بأن أول ظهور له كان بعد عملية إغتيال القيادي في “حزب الله” حسان اللقيس، حيث أعلن تنفيذه هذه العملية من دون أن يُؤخذ على محمل الجد من قبل الجهات المعنية، وبعد ذلك بدأ اللواء بتبني بعض العمليات الإرهابية التي تم التشكيك بمسؤوليته عنها بسبب تبنيها أيضاً من قبل تنظيمات أخرى، لا سيما جبهة “النصرة” في لبنان.
وتوضح هذه المصادر أن المعلومات التي لديها تؤكد أن الجهة التي تكلف مجموعة أبو خالد بعمليات إطلاق الصواريخ تقف وراء البيانات التي تصدر عن هذا اللواء “الوهمي”، وتؤكد أنها تُكتب من قبل شخص لبناني موجود خارج الأراضي اللبنانية له إتصال مباشر مع هذه الجهة، وتكشف عن وجود معلومات عنه باتت لدى بعض الجهات الأمنية الرسمية والحزبية.
وفي الختام، تؤكد هذه المصادر أن هذه العمليات لن يتم وقفها بشكل نهائي إلا بالقضاء على مجموعة أبو خالد أو بوقف دعمها من قبل الجهة التي تأخذ القرار، لكنها تحذر من أن إستمرار الوضع على ما هو عليه سوف يعيد توتير المنطقة من جديد.