صفعة لافروف المدوية للجبير
تصريحات وزير الخارجية السعودي الجبير وفي المؤتمر الصحفي الذي جمعه بنظيره الروسي اثارت استهجان من استمع اليها بحيث يمكن القول ينطبق عليها المثل القائل “يخطئ الجمل ويصيب البقة”.
والمهم في الامر والذي لابد من تناوله في مقالنا هذا هو ما صرح به من ان بلاده تحترم القانون الدولي ولن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، بالاضافة الى معزوفته المشروخة التي حفظها ولم يتمكن من نسيانها والذي لابد من يكررها في كل لقاء صحفي، الا وهو رمي الاتهام لحزب الله والحرس الثوري من انهما منظمتان ارهابيتان.
ولا اعتقد ان هناك دليلا واضحا وقاطعا من كذب ما ادعاه الجبير لما تقوم به السعودية من تصدير للارهاب وفي تأجيج الازمات في المنطقة، ولذا فان حالة اقلاق الدول وارعابها بواسطة مرتزقتها من الارهابيين تعد من اوضح الواضحات على دجل الجبير.
والا فالسؤال المهم والذي لايستطيع ولا يقوى للجبير ان يجيب عليه بصدق، الا هو هل ان المجموعات الارهابية التي ارسلت الى العراق وسوريا التي تمارس دوراً قذراً ولاانسانياً في قتل الابرياء وتدمير المدن والذين اغلبهم من السعوديين الم يكن تدخل سافر في شؤون الدول الاخرى؟، والحرب العدوانية ضد ابناء اليمن والقتل المتعمد لابناء هذا الشعب من الاطفال والنساء وهدم البنى التحتية في هذا البلد، الا يعد تدخلا سافرا في شؤون الدول وانتهاكا لسيادتها وخرق واضح للقانون الدولي؟، وهل ان المجموعات المسلحة التي تدعمها السعودية بالسلاح والمال وترسلها الى الدول من اجل تغيير صورة الحكم او الديموغرافية فيها الم يكن انتهاكا صارخا للقانون الدولي؟، وكذلك ارسال القوات العسكرية المسلحة والمدرعة الى البحرين لقمع انتفاضة الشعب البحريني الم يعد ذلك خرقا للمواثيق الدولية؟.
واما اتهامه لحزب الله والحرس الثوري بالارهاب فهذا امر يدعو ليس فقط للسخرية والاستهزاء فحسب بل انه وكما علقت اوساط اعلامية وسياسية ان الجبير الذي اتهمت بلاده من انها هي الداعمة الاساسية والماكنة المولدة للارهاب في العالم وكما اكدته ليس فقط المنظمات الدولية بل حتى الحلفاء الاستراتيجيين لبني سعود وعلى لسان كبار قادتهم واستخباراتهم من ان السعودية هي الداعمة للارهاب، فكيف يمكن لبلاده المتلبسة بهذه الجريمة النكراء ان يلبسها للاخرين وحسب مقاساته وتصوراته الخرقاء، علماً ان حزب الله والحرس الثوري لم يؤشر لهما بممارسة قتل الابرياء او التدمير، بل انهما رفعا سلاحهما القاتل والبتار بوجه الكيان الصهيوني اولا والارهاب السعودي ثانيا، ومن الطبيعي جداً ان الجبير يدرك جيدا هذه الحقيقة في دواخله، الا انه لابد ان يتزلف ويكذب على نفسه اولاً، ويستغفل الاخرين ثانياً.
وقد جاء الرد على الجبير قاطعا وقاصما من قبل وزير الخارجية الروسي لافروف عندما نفى صفة الارهاب عنهما ومؤكدا ان حزب الله وايران كان لهما دورا ايجابيا في سوريا وهذا تلويح غير مباشر على انكم انتم الارهابيون .
لذا فعلى الجبير ان لا يتحدث ولا يصرح بعد اليوم لان بلاده غارقة الى اذنيها في كل الجرائم التي تنالها شعوب المنطقة خاصة في سوريا والعراق واليمن وليبيا وبعض الدول الاوروبية الذي طالها الارهاب السعودي من خلال اعمال التفجير التي يمارسها الذين جندتهم الرياض ومن اجل ارسال الرعب والخوف والقلق في نفوس الشعوب. واخيرا نقولها للجبير عليه ان يفكر في تصريحاته قبل اطلاقها لان وكما يقول المثل “ان الذي بيته من زجاج لا يرمي الاخرين بحجر.”