سُعار الإرهاب
موقع إنباء الإخباري ـ
جعفر سليم*:
الإرهاب المتنقل حطّ خرابه ودماره في فرنسا، وقتل أكثر من مئة مواطن فرنسي، بينهم مسلمون، ليسوا على دراية كاملة، ولا يتحملون وزر ما ارتكبته دولتهم من جرائم بحق العرب والمسلمين، إضافة إلى الخطايا السياسية والأمنية والعسكرية التي حصلت مؤخراً في عدد من الدول العربية، وخاصة في سوريا، التي أرسلت عبر اصدقائها عدداً من التحذيرات، وفيها معلومات عن أشخاص يحضّرون لعمل ما في باريس.
ما يهمنا هنا هو تسليط الضوء على المدنيين الابرياء الذين يُقتلون مرتين:
المرة الأولى على يد المجرمين الذين أسقطوا جميع المحرمات، ومن بينها وأهمها حرمة قتل النفس المحترمة التي حرّم الله قتلها إلا بالحق، بمعنى آخر، الدفاع عن الأرض والعرض ومواجهة الظالم.
والمرة الثانية، هي عندما نرى العنصرية تتفوق على الإنسانية، وتطارد الضحية في قبرها لجهة عدم إنصافه من قبل من يدّعون احترام حقوق الانسان، ونجد أن الإنسان العربي، وخاصة الفلسطيني، لا يُذكر ضمن بيانات الإدانة والاستنكار، مع الإشارة إلى أن وسائل الإعلام تنقل يومياً عمليات القتل الفردي والجماعي بحق الفلسطينيين والعرب على مساحة العالم العربي.
عند الهجوم على الصحيفة الفرنسية التي أساءت للرسول الاكرم محمد (ص)، وقُتل وقتها عدد من الأشخاص، نزل رؤساء العالم إلى شوارع فرنسا للتضامن مع الحرية! ومشى الزعماء كتفاً بكتف في مشهد لفت أنظار مواطني العالم إليها، وفي مقدمة التظاهرة كان رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، الذي أصدر أوامر لشرطته بقتل أي فلسطيني لمجرد الاشتباه به، أو لمجرد الشعور أن لديه نيّة لمهاجمته.
من موقع الإنسانية والأخلاق والدين، قال من ينظر إلى إنسانية الإنسان، ليس منا من يقبل أو يبرّر أي عمل إرهابي ضد المدنيين الأبرياء في مدن العالم كله ، وفي ذات الوقت طالبوا من تبقى لديهم ضمير في ما يسمى العالم الحر، أن يلتفت إلى إنسان نظير له في الخلق، يعاني من الإرهاب الصهيوني منذ سبعين عاماً وهو إرهاب يشبه إلى حد كبير الإرهاب الداعشي.
معهد الاقتصاد والسياسة في الغرب، أصدر دراسة أورد فيها أن”عدد الذين قتلوا على يد الإرهابيين في العام الماضي من 162 بلدا بلغ 32658″. وأظهرت الدراسة أن داعش وجماعة بوكو حرام النيجيرية، مسؤولان عن أكثر من نصف عدد القتلى، وأن الارهاب يتركز في مناطق معينة.
وشكّل عدد القتلى في خمس دول، وهي أفغانستان والعراق ونيجيريا وباكستان وسوريا نسبة 78% من إجمالي عدد القتلى. واللافت أن الدراسة لم تذكر عدد ضحايا الإرهاب الصهيوني من الفلسطينيين، الذي وصل منذ شهرين فقط إلى مئة شهيد، من بينهم أطفال.
*جعفر سليم عضو اتحاد كتاب وصحافيي فلسطين